"واشنطن بوست": عودة المسيحيين إلى الموصل حلم بعيد المنال
كثير من المسيحيين الذين عاشوا في الموصل وفروا من وحشية "داعش" يشعرون أن عودتهم باتت حلما بعيد المنال
يشك كثير من المسيحيين الذين عاشوا في مدينة الموصل شمال العراق، قبل الفرار من وحشية تنظيم داعش الإرهابي أنهم لن يتمكنوا من العودة مجددًا إلى موطنهم، ويظنونه حلمًا بعيد المنال بعد انتهاء معركة الموصل.
وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، قالت إن المسيحين في الموصل تعرضوا لوحشية "داعش"، وفي بعض الأحيان خيانة جيرانهم، ما خلف لديهم ندوبا نفسية عميقة غير قابلة للشفاء.
ونقلت عن خالد رمزي، الذي كان يقف خارج كنيسة في أربيل، وهو أحد المسيحيين الفارين من الموصل: "لا يمكن أن نقع في نفس الحفرة مرتين، لا نريد أن ينشأ أطفالنا في أجواء من العنف والخوف، ويمكننا أن نعود إلى الموصل في أحلامنا فقط".
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما اجتاحت مليشيات "داعش" المدينة قبل عامين، أمرت المسيحيين بتغيير ديانتهم (اعتناق اللإسلام)، أو دفع ضريبة أو الموت، وعندما تقدم المسلحون خارج المدينة، إلى سهول محافظة نينوى، تشتت مجموعات الأقليات الدينية والعرقية ومنهم اليزيديون والآشوريون والأكراد والشبك، الذين جعلوا المنطقة نموذجًا مصغرًا لعراق متنوع، ومكانا ربما لا يشبه أي مكان فى العالم.
وأوضحت إلى أنه خلال الاجتياح أضرمت النيران في الكنائس، وذُبح اليزيديون أو استعبدوا، وأصبحت القرى خاوية إثر فرار مئات الآلاف من السكان.
اقرأ أيضا
- بالصور.. مسيحيون عراقيون يعودون للصلاة في كنيستهم "المحترقة" قرب الموصل
- مسيحيو الموصل.. فرحة بتحرير قراهم وترقب لمستقبل مجهول
ورجحت الصحيفة أن نجاح القوات العراقية خلال معركة الموصل في استعادة بعض القرى، يزيد احتمال العودة للأقليات، غير أنه يصعب تخيل القرى كاملة مجددًا، بعد أن خوت شوارعها، ومنازلها إما في حالة خراب أو دمرها ونهبها المسلحون.
غير أن النظام الجديد في الموصل والمنطقة المحيطة بها قد بدأ يتبلور بالفعل قبل حتى أن تدخل القوات المدينة؛ وبرؤى متنافسة يتصارع على النفوذ لاعبون أقوياء بينهم تركيا وإيران والأكراد والحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة، وفقا للصحيفة.
وتوقعت "واشنطن بوست" أن المعركة سوف تشكل واقعها الخاص، وربما يدفع العنف مئات الآلاف من الأشخاص للبحث عن مأوى بعيدا عن منازلهم، وبالتالي سيتحدد مستقبل المنطقة، في نواح كثيرة، بمعرفة من الذي يقرر العودة.
ولفتت إلى أن المسيحيين بدأوا ترك العراق قبل سنوات، وهو الخروج الذي بدأ بشكل جدي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، وآنذاك كان يعيش في البلاد حوالي 1.5 مليون مسيحي، إلا أنه عندما سيطر تنظيم "داعش" على الموصل، يعتقد أن عددهم كان أقل من 500 ألف، غادر ثلث من تبقى من مسيحيي العراق، وفقا لزعماء الطائفة.