القوات العراقية تدخل الموصل بعد 30 شهرا من سيطرة داعش
رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق أول ركن طالب شغاتي يعلن بدء التحرير الفعلي" لمدينة الموصل، حيث دخلت القوات العراقية قضاء الموصل
أعلنت القوات العراقية الثلاثاء انها اقتحمت مدينة الموصل لتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي الذي يحتلها منذ يونيو/حزيران 2014 ، بعدما شقت طريقها في المناطق المحيطة القريبة من المدينة.
وأعلن رئيس جهاز مكافحة الارهاب الفريق أول ركن طالب شغاتي، الثلاثاء، بدء "التحرير الفعلي" لمدينة الموصل، موضحاً أن القوات العراقية دخلت قضاء الموصل، وذلك غداة تصريح لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعتبر فيه أن ليس أمام عناصر تنظيم داعش "إلا الاستسلام أو الموت".
وقال شغاتي في تصريح لتلفزيون "العراقية" الرسمي، الثلاثاء، إن بلدة قوقجلي التي يقاتل فيها عناصر جهاز مكافحة الارهاب القوات العراقي موجودة "في قضاء الموصل. فعلياً نحن دخلنا الحدود الإدارية" للموصل.
وكان قائد جهاز مكافحة الارهاب عبد الغني الأسدي قال في تصريح تلفزيوني مساء الإثنين: "نحن الآن نقاتل في منطقة قوقجلي (...) وهي من الأحياء المرتبطة بأخرى بالموصل وتم تطهير ثلاثة أرباعها".
وانتشرت معلومات متضاربة عن دخول القوات العراقية إلى الموصل.. وقال الأسدي: "نحن الآن نقاتل في الموصل"، على اعتبار أن قوقجلي مرتبطة جغرافيا بالمدينة.
وقال رئيس الوزراء العراقي من جهته لتلفزيون "العراقية" الرسمي، إن الخطة هي أن "نغلق على داعش من كل مكان"، مضيفاً "ليس لهم مخرج أو مفر.. يموتون أو يستسلمون".
وكان الفريق عبد الوهاب الساعدي من قوات مكافحة الإرهاب أوضح لوكالة فرانس برس أن "الخطوة التالية ستكون باتجاه منطقتي الزهراء والكرامة من الناحية الشرقية للموصل".
ويعتبر "فوج الموصل" من جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقاتل لشق طريقه إلى المدينة، أن استعادة الموصل مسألة شرف.
فقد كان هذا الفوج آخر المنسحبين من الموصل بعدما سقطت في أيدي تنظيم داعش في العاشر من يونيو/حزيران 2014، ويريد أن يكون أول الداخلين إليها.
وقبل الدخول الى قوقجلي، جرت معارك عنيفة في بزوايا القريبة انتهت بسيطرة القوات العراقية وانسحاب الجهاديين. وقال العقيد مصطفى العبيدي الذي كان يتقدم رجاله بحذر في البلدة: "إنهم يفرون، الدواعش يفرون إلى الموصل".
وبدعم جوي وبري من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يتقدم عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين على جبهات عدة، في أكبر عملية عسكرية تشهدها البلاد منذ سنوات.
- تقدم من محاور عدة -
ومن المحورين الشرقي والشمالي، كانت قوات البشمركة الكردية استعادت السيطرة على عدد من القرى من الإرهابيين وثبتت دفاعاتها.
وكان واضحاً منذ بداية الهجوم على الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول، أن القوات الحكومية وحدها ستدخل الموصل، بينما تتوقف القوات الأخرى وبينها الكردية خارج المدينة.
وإلى جنوب المدينة، تواصل قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بمدفعية التحالف الدولي التقدم في اتجاه الشمال.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت الثلاثاء، ان "قواته تضيق الخناق على الارهابيين في ناحية حمام العليل استعداداً لعملية استعادتها".
وتبعد منطقة حمام العليل 18 كيلومتراً عن وسط مدينة الموصل.
وأعلنت قيادة الحشد، الإثنين، إنها استعادت سلسلة من القرى وحاصرت أخرى خلال تقدمها غرباً.
ويتوقع مع إحكام القوات العراقية حصارها على الموصل، أن تعمد إلى فتح ممرات آمنة لأكثر من مليون مدني عالقين في المدينة قبل اقتحامها.
وتخوض المنظمات الإنسانية سباقا مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين الفارين.
وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من مليون شخص قد ينزحون من الموصل خلال الأسابيع المقبلة.
وفر أكثر من 17 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وخسر تنظيم داعش خلال السنة الماضية مساحات واسعة من الأراضي التي احتلها في يونيو/حزيران 2014، والموصل هي أهم معاقله المتبقية، وحذر بعض قادة التحالف من أن المعركة قد تستغرق أشهر.