هل تدعم معركة الموصل انفصال إقليم كردستان عن العراق؟
يواجه هذا "الحلم الكردي" الكثير من المعوقات السياسية والأمنية والاقتصادية وعلى رأسها الظروف الدولية.
تتناقل أطراف سياسية كردية تصريحات رسمية بشأن انفصال إقليم كردستان عن العراق مع انتهاء معركة الموصل، في الوقت الذي يواجه هذا "الحلم الكردي" الكثير من المعوقات السياسية والأمنية والاقتصادية وعلى رأسها الظروف الدولية.
وكان نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، قال إنه "بعد عملية تحرير الموصل سنبدأ بإجراء مباحثات استقلال كردستان مع بغداد".
وبغض النظر عن مشاركة قوات البيشمركة الكردية في معركة الموصل، إلا أن مراقبين يحذرون من ردود الأفعال الدولية على الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ أكثر من 10 سنين، حيث سيُغضب بانفصاله الدول التي تتحالف مع الحكومة العراقية، وفي مقدمتها إيران.
ولا يبدو الرد الأمريكي واضحاً على مسألة الانفصال بعد، حيث تربط واشنطن وأربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق) علاقات عسكرية متينة، وكان للولايات المتحدة الدور الأكبر فيما وصل إليه الإقليم من رخاء، بينما لا يتوانى التحالف الدولي في امتداح القوات الكردية معتبرةً إياهم "الأكثر قدرة على مواجهة داعش في العراق وسوريا"، ما قد يؤدي إلى استغلال الأكراد هذا التفاهم للمطالبة بالانفصال بدعم أمريكي مرتقب.
ويرى مراقبون أن الموقف الأمريكي غير معلن، بسبب خوفها من أن يؤدي الانفصال إلى مزيد من الفوضى في المنطقة من جهة، وقلق الإدارة الأمريكية من موقف تركيا التي تقف على النقيض من حزب العمال الكردستاني.
في هذا الإطار، لا تحكم علاقة تركيا مع أربيل أي خلافات سياسية، باستثناء توتر أنقرة مع أكراد سوريا، ولاسيما حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ قواعد عسكرية له في شمال العراق على الحدود التركية، الأمر الذي يزعج حزب العدالة والتنمية ممثلاً برئيسه رجب طيب أردوغان وصراعه العسكري العنيف مع هذا الحزب الذي تعتبره إرهابياً، وكذلك قلق أردوغان من استمرار العلاقات بين حزب الاتحاد الديمقراطي (سوريا) والعمال الكردستاني (تركيا).
أما عراقياً، فتوترت العلاقة بين أربيل وبغداد بشأن بيع النفط ورواتب الموظفين وغيرها من القضايا الاقتصادية الشائكة، في حين تبقى العلاقة غير واضحة بين أكراد العراق والسنة والشيعة في البلاد، حتى إن موقف بغداد من انفصال الأكراد تظلله الريبة والصدمة، بحسب محللين.
ولكن، يبدو أن نظرة العالم عموماً تغيرت نحو الأكراد، كأقلية قومية وسياسية تقطن شمال شرق سوريا وشمال العراق وغرب إيران وجنوب تركيا (كردستان)، بعد إلحاقهم هزائم كبيرة ضد تنظيم داعش.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، دعا في فبراير الماضي إلى إجراء استفتاء لانفصال الإقليم وإقامة دولة كردية في شمال العراق، الأمر الذي صعد من التوتر الموجود بالفعل مع الحكومة المركزية في بغداد وغيرها من الدول المتحالفة مع العراق.