محافظة عراقية تحذر من الفيضانات: المجاري ليست جاهزة

حذرت السلطات المحلية في محافظة الديوانية، جنوب العراق، الخميس، من فيضانات محتملة، في حال هطول أمطار غزيرة خلال موسم الشتاء المقبل.

وأرجعت السلطات ذلك إلى عدم إنجاز مشروع المجاري وخطوط مياه الأمطار في المحافظة، "كون الشركة المنفّذة للمشروع متلكئة وبطيئة في العمل"، بحسب النائب الأول للمحافظ، فارس وناس.

• الجفاف يضرب العراق.. أنهار تبخرت وآثار طفت (صور)

وقال وناس، لوكالة "شفق نيوز" المحلية، إن دائرة المجاري نفذت حملات عدة لتنظيف السواقي وخطوط المجاري القديمة في المحافظة، "لكنها غير قادرة على استيعاب مياه الأمطار الغزيرة".

وأشار إلى أن "الأمطار خير للأراضي الزراعية التي هي في أمسّ الحاجة إليها، لكنها في الوقت نفسه شرّ على المدن التي تعاني من نقص في بناها التحتية، وفي خطوط المجاري ومياه الأمطار على وجه الخصوص".

ويعتمد العراق بنسبة تتجاوز الـ80% على مياه نهري دجلة والفرات في ري الأراضي الزراعية وتأمين مياه الشرب، فيما تشكل مياه الأمطار والآبار الارتوازية ما نسبته 15%، أما البقية فتأتي من المياه الجوفية.

وأكد النائب الأول لمحافظ الديوانية أن "إنجاز مشروع المجاري سيجعل مركز المحافظة بمأمن من الفيضانات التي تسببها مياه الأمطار، أما أقضية المحافظة فإنها بحاجة إلى نحو 100 مليار دينار، باستثناء قضاء البدير، فقد بلغت نسبة الإنجاز فيه 95%".

ولفت إلى أن "المبالغ التي رصدتها الحكومة الاتحادية من قانون الأمن الغذائي لقطاعات المحافظة غير كافية، كون مشاريع المجاري باهظة الثمن، لذلك تبقى المشكلة قائمة في ظل عدم إنجاز خطوط المجاري وجريان مياه الأمطار بسبب المشاكل الفنية".

وبات العراق بين أكثر خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي وفقا للأمم المتحدة، بسبب الارتفاع المستمر في درجات الحرارة وتزايد نقص المياه من عام لآخر.

وتسبّب الانخفاض الكبير في مياه نهر الفرات بجفاف بعض روافده وحرمان ثلث محافظة الديوانية جنوباً مما يكفيها من المياه للاستخدامات اليومية.

كما واجهت "بلاد الرافدين" مؤخراً انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، وهو ما تعزوه السلطات العراقية إلى سدود تبنيها إيران وتركيا.

وفيما لا يزال نهر الفرات جارياً ويعبر الديوانية، إلا أن بعض "الأنهر الفرعية التي تعاني من الجفاف شحت بشكل رهيب، ما انعكس سلبا على عشرات القرى.

وكانت مراكز ومؤسسات بحثية مختصة بخصوبة التربة والتغيرات المناخية، قد كشفت في دراسات معمقة أن العراق يخسر نتيجة الجفاف وانحسار المياه نحو 100 ألف دونم سنوياً.