خبير أمني عراقي: "عديل" البغدادي كشف مخبأه
غرفة ملاحقة البغدادي في عمليات المخابرات العراقية نجحت في اختراق شبكة التهريب التي تكفلت بمهمة نقل الإرهابي.
كما روّع العالم بإرهابه، وشرد أسراً بأكملها ولوّعها بفقدان أحبتها، جاءت نهاية زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي بتوقيع غير مباشر من أحد أقرب الأشخاص إليه، ألا وهو عديله وأحد أكثر الأشخاص المقربين منه.
وحتى وقت قريب قبيل إعلان مقتله، كان الاعتقاد سائداً بأن البغدادي يختبئ إما في العراق أو بالمنطقة الحدودية مع سوريا.
ولكن، وبإعلان مقتله في قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، تفجرت استفهامات عديدة حول كيفية وجوده واختبائه ووصوله إلى مناطق تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" المعروفة سابقاً باسم "جبهة النصرة"، التي تعد خصماً إرهابياً لدوداً لـ"داعش".
وقال هشام الهاشمي، الباحث العراقي في شؤون مكافحة الإرهاب، إن وصول البغدادي إلى باريشا جرى تحت أعين المخابرات العراقية التي لعبت دوراً أساسياً في مقتل زعيم التنظيم الإرهابي.
وقدّم الهاشمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، لمحة عن المسار الأمني الذي مكن من تعقب البغدادي، قائلاً إن اعتقال عديل الأخير (قبل شهرين) من قبل المخابرات العراقية، وهو الإرهابي محمد علي ساجد الزوبعي، جعل الأخير يعترف للمخابرات العراقية بالمنطقة التي قد يوجد فيها زعيم "داعش".
وأضاف أنه بناء على تلك المعطيات، تمت ملاحقة درب البغدادي بالقرب من جبل الدروز في قرية باريشا بإدلب.
وتابع: "محمد علي ساجد الزوبعي قادهم في بداية الاعتراف إلى نفق صحراوي بالقرب من مدينة القائم غرب الأنبار العراقية، حيث تم اكتشاف مخبأين ممتلئين بالأغراض الشخصية، كانت تحتوي على سلاح خفيف وحقائب طبية وحقيبة يد صغيرة تضم خرائط ومواقع مرسومة ومكتوبة بخط اليد داخل المخبأ".
وبناء على المعطيات التي تم جمعها، "نجحت غرفة ملاحقة البغدادي في عمليات المخابرات العراقية في اختراق شبكة التهريب التي تكفلت بمهمة نقل الإرهابي، وتابعت انتقاله إلى إدلب في نهاية شهر أغسطس/آب أو بداية سبتمبر/أيلول الماضيين"، وفق الخبير الأمني.
الهاشمي لفت إلى أنه "من خلال اختراق شبكة التهريب الخاصة بنقل عوائل قيادات تنظيم داعش إلى خارج سوريا وتحديداً تركيا، تم تحديد المنطقة والقرية التي يعتقد أن البغدادي قد يكون وصل إليها، ثم أعطيت المهمة للجانب الأمريكي لمتابعتها وتنفيذها".
"تحرير الشام" خارج المعادلة
المنطقة التي حولتها قوة أمريكية خاصة إلى قبر لزعيم "داعش" وعدد من أفراد عائلته ومرافقيه ومسلحيه، تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام، غير أن محللين يستبعدون أن تكون الأخيرة على علم بمسار تعقب وتصفية البغدادي.
وما يدعم طرح أن تنظيم تحرير الشام الإرهابي كان خارج المعادلة نهائياً، هو أنه لو ظفر بمكان البغدادي لما أضاع فرصة تصفيته كما أعلن قبل أكثر من شهر تقريباً، قتل إرهابيين من "داعش" بينهم قائد التنظيم بإدلب.
والأحد، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن مقتل البغدادي استغرق ساعتين، وشاركت فيه نحو 8 مروحيات، وأن القوات الأمريكية أجرت تحليل الحمض النووي له بعد مقتله مباشرة.
ترامب أكد أن الجيش الأمريكي لم يفقد أياً من قواته خلال عملية استهداف البغدادي، بينما قُتل العديد من مرافقي زعيم "داعش"، لافتاً إلى أن القوات لاحقته حتى وصل إلى نهاية نفق مسدود ثم فجّر نفسه مع 3 من أطفاله.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز