مشروع "سمرا".. فتاة عراقية تصنع الصابون الطبيعي بلمسات جمالية (صور)
عند المرحلة المتوسطة، كانت مادة الكيمياء تمثل عقدة صعبة في المشوار الدراسي للفتاة العراقية أفنان سالم.
لكن لم يدر في خلدها أنها ذات يوم ستفكك طلاسم عناصر الكيمياء وتمزج المكونات التي ستعود عليها بالفائدة الكبيرة.
أفنان سالم شابة عراقية حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، إلا أنها لم ترض لنفسها الانتهاء عند طابور العاطلين، فاختارت لنفسها الجلوس مع "القوارير" والتراكيب الكيميائية.
نجحت سالم ذات الـ23 عاما من إنشاء معمل منزلي لصناعة مواد التجميل والصابون الطبيعي بالاعتماد على دروس مجانية تلقتها "أون لاين"، للتطور فيما بعد من قدراتها التصنيعية بما ينوع من طبيعة منتجاتها المحلية.
تتحدث سالم، عن رحلتها التي بدأت قبل أكثر من عام: "لم يكن المشوار سهلاً خصوصاً عندما تكونين امرأة في مجتمع ذكوري".
عمدت الشابة الجامعية على التواصل ببعض الشخصيات المشهورة والنشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وأرسلت لهم رسائل للتعريف بنفسها ومشروعها إلا أنها لم تتلق أي رد بالدعم أو المساندة.
وتشير سالم إلى البدايات عندما حولت غرفتها الصغيرة إلى معمل لمزاوجة الزيوت الخاصة بالشعر وكيف أن والديها اعتقدا أن الأمر ليس أكثر من "رغبة عابرة".
وتتابع بالقول: "بالإرادة والعزم واصلت طريقي خصوصا بعد أن وجدت رواجاً للمنتجات التي أصنعها من قبل المقربين والأصدقاء".
وكونها حاصلة على شهادة جامعية في اللغة الإنجليزية، فقد ساعدها ذلك على سبر أغوار الشبكة العنكبوتية ومتابعة محاضرات وبحوث أجنبية في تركيبات المواد المصنعة للصابون والمنظفات، بحسب سالم.
فيما بعد، تضطر أفنان وعقب التوسع في العمل إلى استئجار منزل في منطقة نائية ليكون المكان البديل لمصنعها المتواضع ولكن ذلك لم يصمد طويلاً.
تقول سالم إنها وخلال تلك الرحلة تعرضت للمساءلة الأمنية كون الاشتغال كان يجري ليلاً برفقة خطيبها، ما أثار الشك والريبة لتنتهي عند إغلاقه والرجوع إلى غرفتها المنزلية.
صابون مزخرف
وتعتمد أفنان على مصادر عدة للحصول على المواد الخام التي تدخل في صناعة مساحيق التجميل والتنظيف من بينها مواقع عالمية عبر شبكة الإنترنت فضلاً عن الأسواق المحلية.
ولم تكتف سالم بإنتاج الصابون بأشكاله التقليدية وإنما عمدت إلى إضفاء لمسات جمالية، مستفيدة من مواهبها الفنية في زخرفة تلك المنتجات بألوان وتصاميم مختلفة مما ساعد على رواج بضاعتها.
وتعتمد الشابة البابلية على بيع بضاعتها عبر صفحة إلكترونية قامت بتدشينها قبل شهور على منصات التواصل الاجتماعي أطلقت عليها "سمرا".
وبشأن مشروعها النامي ودعمه بشهادة أكاديمية في مجال الكيمياء والعلوم المقاربة، تقول سالم "إن تخصصها في الدراسة الإعدادية ضمن الفرع الأدبي وهو لا يجيز لها القبول في الكليات ذات التخصص المطلوب فضلاً عن أن طرق الأساليب التصنيعية والتعليمية بذلك الجانب لا تدرس بشكل تفصيلي في المناهج المعتمدة هناك".
عروس تزف إلى معمل
بعد نحو شهرين، ستزف الفتاة الشابة إلى خطيبها الذي وعدها ببيت يخصص جزءاً منه للعمل فيه على استكمال ما بدأته في بيت أهلها.
تقول سالم إن خطيبها متفهم لشغفها بذلك التخصص وقد ساعدها كثيراً في تقديم الدعم والمؤازرة طيلة الفترات الماضية".
وتستدرك بالقول: "لقد اتفقنا على كل شيء وسندخل القفص الذهبي قريباً".
وتحلم الفتاة البابلية، بإنشاء مصنع كبير تخرج منه ماركة مميزة تكون "أيقونة" للصناعة الوطنية.
ختتم الفتاة حديثها بالقول: "أسعى لتوظيف العنصر النسوي معي في ذلك المشروع ممن لديهن الخبرة في هذا المجال".