«الرجل الحديدي» في بريطانيا.. الأسطورة تتحول إلى حقيقة
![الرجل الحديدي خلال إحدى التجارب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/204-223048-iron-man-jet-suit-military-soldiers_700x400.jpg)
لم يكن الهبوط على القمر سوى خيال يداعب كتاب روايات الخيال العلمي، إلى أن تحققق في يوليو/تموز 1969، وربما جاء الدور على «الرجل الحديدي».
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، استحق المهندس البريطاني ريتشارد براوننغ لقب "الرجل الحديدي الحقيقي"، عن جدارة بعد تطويره بدلة طيران نفاثة تتيح للإنسان التحليق بسرعات عالية ومرونة غير مسبوقة.
هذه التقنية الواعدة انتهت من مرحلة التجارب، لتدخل رسميًا إلى الاستخدام العسكري والإنساني، حيث أبرمت شركته Gravity Industries صفقات مع جيوش عالمية لتزويدها بهذه التقنية.
تعتمد البدلة على 5 توربينات غازية تمكن الطيار من الوصول إلى ارتفاع يصل إلى 20 قدمًا (6 أمتار)، والتحليق بسرعة 137 كيلومترا/ساعة، مما يتيح للقوات الخاصة الهبوط على السفن المعادية بطريقة مشابهة لمشاهد أفلام جيمس بوند، دون الحاجة إلى النزول بالحبال من المروحيات أو التسلق باستخدام السلالم.
وقال براوننغ لصحيفة «التايمز» إن: "ما نقوم به يبدو وكأنه أشبه بأفلام مارفل، لكنه تحول إلى عمل تجاري جاد على المستوى الدولي."
ويمكن لعشاق سلسلة أفلام الرجل الحديدي الذين يعشقون التحليق في السماء تجربة البدلة النفاثة في مقر الشركة في غرب ساسكس أو في ولاية كاليفورنيا بتكلفة تبلغ 8200 دولار.
وقد تم بالفعل اختبار البدلة بنجاح من قبل القوات البحرية البريطانية، حيث استخدمها جنود مشاة البحرية الملكية للقفز من قارب إلى آخر في القناة الإنغليزية، استعدادًا لعمليات الإنزال المستقبلية.
كيف تعمل البدلة النفاثة؟
تأسست شركة Gravity Industries على يد براوننج في مارس/آذار 2017، بهدف تعزيز القدرات البشرية من خلال التكنولوجيا.
واليوم، وبعد أقل من عقد من الزمن، قامت الشركة بتنفيذ أكثر من 300 عرض طيران في 50 دولة حول العالم.
وتعمل البدلة عبر 5 محركات توربينية موجهة للأسفل تنتج قوة دفع تصل إلى 144 كغم.
ويمكن للطيار التحكم في اتجاهه ببساطة عن طريق تحريك ذراعيه، حيث يتمركز معظم المحركات عند طرفي اليدين. كما تحتوي خوذة الطيران على شاشة عرض توفر تحديثات لحظية عن استهلاك الوقود.
استخدامات غير عسكرية
إلى جانب الاستخدام العسكري، يمكن للبدلة أن تلعب دورًا هامًا في تقديم الإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ الجوي في المواقف الخطيرة مثل حرائق الغابات أو سفوح الجبال النائية.
ويمكن للموظفين المحترفين الذين يرتدون البدلة إجراء عمليات إنقاذ للحياة. فقد نجح أحد المسعفين في الطيران باستخدام البدلة خلال اختبار عملي في ظروف جوية قاسية، حيث واجه رياحًا تفوق سرعتها 30 ميلاً في الساعة وأمطارًا غزيرة.
وقد حققت الشركة قفزة هائلة في قيمتها السوقية، حيث ارتفعت من 36 مليون دولار عام 2022 إلى 72 مليون دولار حاليًا، كما حصلت على تمويل بقيمة 10 ملايين دولار لتطوير مشاريعها المستقبلية.
وفي عام 2019، سجل براوننغ رقمًا قياسيًا عالميًا في موسوعة غينيس لأسرع طيران باستخدام بدلة نفاثة، حيث بلغ سرعته 135 كيلومترا في الساعة أثناء تحليقه لمسافة 1640 قدمًا فوق رصيف برايتون في ظروف جوية صعبة.
إلى جانب الاستخدامات العسكرية والإنسانية، استخدمت البدلة في تجارب غير تقليدية، كان آخرها حملة دعائية لسلسلة دومينوز بيتزا في صيف 2023، حيث تم تسليم البيتزا إلى مهرجان غلاستونبري عبر الطيران بالبدلة!
يؤكد براوننج أن مستقبل الطيران الفردي أصبح أقرب إلى الواقع مما كان يتخيله البعض، وأنه يسعى لمواصلة الابتكار لتوسيع نطاق استخدام بدلة الطيران في مختلف المجالات.