إسرائيل تنقب عن «شعاع» قبل «رد إيران».. القبة الحديدية لا تكفي
تستعد إسرائيل لهجوم منسق من إيران وحلفائها، سيمثل أكبر اختبار لنظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات الذي تتباهى به الدولة العبرية.
وخلال العقد الماضي، أصبحت القبة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، مما قلل من التهديد الناجم عن الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على المراكز السكانية في إسرائيل، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
لكن الصحيفة تشير إلى أن قدرات إيران وحزب الله مسألة أخرى، فإيران تمتلك طائرات دون طيار وصواريخ باليستية لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها.
كما أن حزب الله يمتلك ترسانة تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية.
ورداً على ذلك، قامت إسرائيل والولايات المتحدة بتجميع نظام دفاع جوي أكبر، يعتمد على قدرات القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية وغيرها من القوات الجوية.
وجرى اختبار هذا النظام في أبريل/نيسان، عندما تمكنت إسرائيل -بمساعدة دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا- من إسقاط أكثر من 300 قذيفة إيرانية، بينها طائرات دون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية.
وقالت إسرائيل إن الاعتراض نجح بنسبة 99 في المائة، مشيرة إلى إصابة شخص واحد فقط بجروح خطيرة في الهجوم.
وفي المقابل، قالت طهران إنها دمرت أهدافا عسكرية رئيسية للجيش الإسرائيلي، مؤكدة أنها أظهرت قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، نشرت إسرائيل للمرة الأولى منظومة دفاعية صاروخية جديدة تسمى "القبة سي"، وهي النسخة البحرية من منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي التي تُستخدم للحماية من الهجمات بالقذائف والصواريخ، وتتمتع بمزايا تجعلها قادرة على التصدي للأهداف المعادية في البحر.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن يتم الهجوم الإيراني عبر ضربات متزامنة من حزب الله وحلفاء طهران الآخرين، بما في ذلك الحوثيين في اليمن وبعض المليشيات العراقية، في محاولة للتغلب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
ويتطلب التعامل مع قذائف وصواريخ كثيرة ومتعددة الاتجاهات سرعة كبيرة وفائقة لتصنيف أنواع الأسلحة التي تهاجم الأهداف الإسرائيلية، ولتحديد ما يجب إسقاطه أولا، وبأي الوسائل، الأمر الذي اعتبره خبراء إحدى الصعوبات المتوقعة.
نظام متعدد الطبقات
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن محللين قولهم إن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات، الذي تم تطوير الكثير منه بالتعاون مع الولايات المتحدة، مصمم لمثل هذا الاحتمال.
ويلفت هؤلاء إلى أن النظام يتكون من أجزاء عدة، تهدف إلى مواجهة أنواع مختلفة من التهديدات التي تتراوح بين الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ الباليستية الأكثر تطوراً.
أحد أحدث الأنظمة في نظام الدفاع الإسرائيلي هو مقلاع داود المصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى إلى طويلة المدى والطائرات دون طيار.
كما تعمل منظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية "السهم Arrow 3" لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بينما صُممت نسخة سابقة من النظام تعرف باسم "Arrow 2" لمواجهة التهديدات الصاروخية المتوسطة إلى طويلة المدى.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه استخدم نظام "Arrow 3" لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عندما اعترض صاروخا حوثيا، فيما استخدم نظام مقلاع داود لأول مرة في مايو/أيار 2023 لاعتراض صاروخ أُطلق من غزة.
نقاط ضعف
يشير خبراء إلى أن القبة الحديدية الإسرائيلية تتميز بثلاثة مكونات رئيسية، هي الرادار الذي يكتشف الصاروخ القادم، ونظام القيادة والتحكم الذي يعالج تلك المعلومات، وأداة الاعتراض، وهي في الأساس صاروخ يتمثل دوره في تدمير الصاروخ القادم في الجو.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن إحدى نقاط الضعف في الدفاعات الجوية الإسرائيلية تتمثل في التصدي للطائرات دون طيار، خاصة إذا جاءت في أسراب، بسبب قدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض، والهرب من أنظمة الرادار.
وكانت طائرة دون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن في يوليو/تموز أفلتت من الدفاعات الإسرائيلية وضربت تل أبيب، مما أسفر عن مقتل أحد المدنيين.
وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن حزب الله أظهر أنه قادر على إطلاق طائرات استطلاع دون طيار لالتقاط صور وخرائط للمدن في شمال إسرائيل، بما في ذلك مواقع عسكرية حساسة.
وتعمل إسرائيل على تطوير نظام جديد يسمى "الشعاع الحديدي"، يستخدم الليزر لإسقاط المقذوفات، التي يعتقد خبراء أمنيون أنها ربما تكون فعالة في مواجهة الطائرات دون طيار.
وعلى الرغم من أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي فعال فإنه ليس رخيصا، إذ أشار خبراء إلى أن تكلفة اعتراض وابل الصواريخ والطائرات دون طيار الإيرانية في أبريل/نيسان، بلغت أكثر من 550 مليون دولار.
وتبلغ تكلفة كل عملية إطلاق من منظومة القبة البحرية نحو 50 ألف دولار، وفق "فرانس برس".