أنظار العالم على إيران.. وإسرائيل تترقب ضربة «حزب الله»
رغم أن أنظار العالم اتجهت في الساعات الأخيرة إلى طهران، فإن إسرائيل تتحسب لجبهة أخرى.
ومنذ اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الأسبوع الماضي، توعدت إيران بالرد بتوجيه ضربة لإسرائيل، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
ومساء الأربعاء زادت المؤشرات على اقتراب الرد الإيراني بعدما أعلنت مصر أن إيران طلبت من شركات الطيران تجنب المجال الجوي الإيراني لفترة تمتد 3 ساعات في فجر الخميس، حيث تم تعليق رحلات شركة "مصر للطيران" لإيران بناء على ذلك التحذير.
ورغم ذلك فإن إسرائيل كانت تنظر في اتجاه آخر، فقد صعدت تل أبيب من تهديداتها لحزب وسط توقعات بأن توجه ضربة استباقية لحزب الله لصعوبة توجيه هكذا ضربة لإيران.
وربما تخشى إسرائيل أن التصعيد الإيراني هدفه تحويل الأنظار إليها لإفساح الطريق أمام هجومي مفاجئ يشنه حزب الله.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء: " تمر الأيام، ولم يصل بعد رد قوي من حزب الله وإيران، ووزارة الدفاع (الإسرائيلية) لا تخفض مستوى التأهب".
وأضافت في تقرير موسع تابعته "العين الإخبارية": "في الأيام القادمة قد تكون هناك فرصة لحزب الله للتحرك، وبالتالي المستوى العالي من اليقظة في القمة، وهناك أيضا جهد استخباراتي واسع النطاق يهدف إلى تحديد توقيت وطبيعة الرد".
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع "تدرك أن حزب الله سيكون على الأرجح أول من يهاجم، ولكن حتى الآن، حتى بعد خطاب حسن نصر الله (الأمين العام للحزب) هذا الأسبوع، لا يزال من غير الواضح ما هي أهدافه".
وتابعت: "البلد حاليا في وضع يكون فيه السكان في حالة تأهب وتحت ضغط كبير من ناحية، ومن ناحية أخرى ، في حالة من عدم اليقين - ويحتاج إلى مواءمة".
وذكرت القناة الإسرائيلية، أن وزير الدفاع يوآف غالانت وصل إلى قيادة الجبهة الداخلية في الجيش مساء الأربعاء وشارك في نقاش كامل حول مسألة تحذير المدنيين ومسألة متى سيكون من المناسب تحديث التعليمات للجمهور.
وقالت: "يشير الوضع الحالي إلى أنه سيتم إعطاء تحذير مسبق، لكن السؤال هو متى سيتم إصداره بالضبط حتى لا يتم الكشف عن مصادر الاستخبارات".
وأضافت أن "إسرائيل في روتين طوارئ وسيتعين عليها الانتقال من صفر إلى 100 في لحظة.. الجمهور، المطلوب منه إيلاء اهتمام وثيق، يفهم ويعرف ذلك عند الحاجة ويتلقى التحذيرات، ومن الممكن، على عكس الأوقات السابقة على الأقل، أن يطلب منه قضاء المزيد من الوقت بالقرب من المناطق المحمية، وفي بعض المناطق، ربما حتى بضع ساعات، إذ تزداد الأمور سوء".
وأشارت المحطة الإخبارية الإسرائيلية إلى أنه "في هذه الأثناء، يرفض الرد الإيراني المجيء، وتدعي طهران أن جميع خطط الهجوم قد تمت الموافقة عليها بالفعل وأن كل شيء جاهز.. إذن ما هو سبب التأخير؟ في الأيام الأخيرة، كانت إيران تستعد على مدار الساعة دفاعا وهجوما لاحتمال حدوث رد إسرائيلي استباقي سريع".
وقالت: "في الوقت نفسه في لبنان - يغادر العديد من السكان بيروت والضاحية الجنوبية، . وتفيد البلاد بأن موظفي الأمم المتحدة ينقلون أسرهم من البلاد".
وترى القناة الإسرائيلية أنه "على ضوء التوتر الشديد والافتراض بأن هناك فرصة كبيرة لأن يكون حزب الله هو من يشن الهجوم، ستجتمع الحكومة غدا لإجراء تقييم مهم للوضع".
وقالت إنه "بالنسبة لإيران، فإن التقييم في إسرائيل هو أنه سيكون هناك رد قوي على أي هجوم، ومن المفهوم أن هناك أيضا تأثيرا كبيرا للضغط الأمريكي وراء الكواليس".
وأضافت: "من خلال الولايات المتحدة والدول الغربية، أرسلت إسرائيل رسالة واضحة: إيذاء المدنيين سيكون خطا أحمر قاسيا يجب على أعدائها عدم تجاوزه.. لذلك، إذا كان التقييم صحيحا بأن إيران وحزب الله لا يريدان حربا شاملة، فعليهما اختيار أهداف لن تتسبب في سقوط ضحايا مدنيين".
واستدركت: "في الوقت نفسه، تستعد إسرائيل لاحتمال شن هجوم على البنية التحتية المدنية أو محاولة شن هجمات ضد الرموز الإسرائيلية في الخارج. حتى الآن، لا توجد مؤشرات على بلد معين، لذلك لم يقم مجلس الأمن القومي بعد بتحديث تحذيرات السفر الخاصة به".
هجوم مرتقب من حزب الله
هيئة البث الإسرائيلية، رجحت هي الأخرى، أن حزب الله سيهاجم في الأيام المقبلة مشيرة إلى وجود استعدادات قياسية في إسرائيل.
وقالت الهيئة في تقرير تابعته "العين الإخبارية" إنه "تعتقد إسرائيل أن حزب الله سيهاجم قبل إيران وأن ذلك سيحدث في الأيام المقبلة".
وأضافت: "هذا يعني أن حزب الله قد قرر بالفعل متى وكيف وكم سيهاجم.. وفيما يتعلق بتوقع رد إيراني، ما زالت هناك علامات استفهام حول استعداد طهران للمخاطرة بهجوم وعواقبه".
وأشارت إلى أن "القوات الجوية ومديرية الاستخبارات والقوات الأمريكية في المنطقة في حالة تأهب عالية جدا، وهو أمر يدركه حزب الله وإيران أيضا، وقد يؤثر على شدة الانتقام الذي يخططان له".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تعرف كل من إيران وحزب الله أنه في حالة حدوث مواجهة شاملة، ستدافع الولايات المتحدة عن إسرائيل، على الرغم من التوتر الكبير في العلاقات بين الرئيس جو بايدن وبنيامين نتنياهو".
أما القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية فقالت، مساء الأربعاء إن " التقييم في إسرائيل هو أن حزب الله مصمم على الرد أما إيران لم تقرر بعد".
وأضافت في تقرير تابعته "العين الإخبارية" "لا يزال انتظار رد حزب الله وإيران مستمرا ومحطما للأعصاب، ويهدد وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي".
وأضافت: "تعتقد إسرائيل الآن أنه في الوقت الذي تدرس فيه إيران طبيعة ونطاق ردها، فإن حزب الله مصمم على مهاجمة إسرائيل بشكل كبير، وهو على استعداد لتحمل المخاطر، حتى على حساب حرب شاملة في الشمال، بسبب رد سريع وقوي من قبل إسرائيل".
وأشارت إلى أن السيناريو الذي سيحاول الجيش الإسرائيلي منعه هو إطلاق نار واسع النطاق وفوري من قبل حزب الله بشكل مفاجئ، وهو ما لن يترك وقت إنذار للمدنيين في الشمال وربما في الوسط أيضا".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg
جزيرة ام اند امز