هل اقتربت غابات الأمازون من نقطة اللاعودة؟
على الرغم من نظامها المعقد، فإنّ العلماء يسعون دومًا لفهم ما يجري في غابات الأمازون.
نقطة التحوّل، أو نقطة اللاعودة، كما يُسميها بعض العلماء، وهي النقطة التي لا يعود بعدها النظام كما كان في السابق، ويصعب أو ربما يستحيل استعادته بسهولة. واليوم، نجد منطقة غابات الأمازون في مأزق الاقتراب من نقطة التحوّل. ويومًا بعد يوم، يزداد اهتمام الباحثين من جميع أنحاء العالم بها، في حالة ترقب؛ لأهميتها الكبيرة من أجل صحة أفضل لكوكبنا. وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية دولية دراسة يبحثون فيها عن آثار الضغوطات التي تتعرض إليها منطقة غابات الأمازون. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر» (Nature) في 14 فبراير/شباط 2024.
ما الذي يميزها؟
بالطبع هناك العديد من المميزات التي تجعل غابات الأمازون فريدة، لعل أبرز تلك المميزات:
تنوع بيولوجي
تشهد غابات الأمازون ثراءً فريدًا في أنواع الحياة البرية؛ فهي موطنًا لما يزيد عن 10% من أنواع الحياة البرية المعروفة في العالم، وتضم العديد من الغابات والأنهار. وهي كنز ثمين للعلماء والباحثين الذين يكشفون الستار عن 100 نوع جديد على الأقل سنويًا.
تراث إنساني
لا يزال هناك ما يزيد على 300 قبيلة من السكان الأصليين، يعيشون في غابات الأمازون. منها ما يقترب من 100 قبيلة تعيش بمعزل في سلام، وتحميها الغابات من العالم الخارجي. يتميزون بلغاتهم وثقافاتهم المميزة.
اقتصاد
تلعب مياه غابات الأمازون دورًا مهمًا في اقتصاد بلاد أمريكا الجنوبية؛ إذ تُساهم مياه الأمازون في نحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي لقارة أمريكا الجنوبية. كما يُقدم النظام البيئي العديد من المميزات، لدرجة أنّ 8.2 مليار دولار في اقتصاد البرازيل يأتي من خدمات النظام البيئي في الأمازون.
موارد
غابات الأمازون غنية بالموارد التي يعتمد عليها السكان المحليون، كما أنّها تضم مجموعات فريدة من النباتات البرية التي يستخلص منها العلماء العلاجات واللقاحات الضرورية في الطب.
للمناخ
تمتص غابات الأمازون ما يمثل 5% من إجمالي الانبعاثات السنوية العالمية من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات الدفيئة التي تتسبب في ارتفاع متوسط درجات حرارة الكوكب.
ماذا وجدوا؟
وجد العلماء بعض العوامل التي قد تتسبب في سرعة انهيار غابات الأمازون. وهي: الاحتباس الحرارة وهطول الأمطار الإقليمية وإزالة الغابات، ما يُسرع فقدان منطقة الأمازون. وحدد العلماء العتبات المحددة لهذه الضغوطات، موضحة أنّ تأثيراتها المشتركة، قد تدفع منطقة الأمازون نحو نقطة التحول. حيث تصبح الغابة هشة للغاية، لمجرد أنّ أي اضطراب ولو كان بسيطًا، قد يُسبب تحوّلًا مفاجئًا في النظام البيئي.
وتوّصلوا أيضًا إلى أنه بحلول عام 2050، سيتعرض ما بين 10 إلى 47% من غابات الأمازون لاضطرابات، تؤدي إلى تحوّلات غير متوقعة في النظام البيئي، بل وقد يمتد التأثير إلى تفاقم التغيرات المناخية. كما حددوا 5 محركات للإجهاد المائي في غابات الأمازون.
تأتي غابات الأمازون في المرتبة الأولى من حيث المساحة، متفوقة على جميع غابات العالم، وتتمتع بثراء فريد من الأنواع، ما يجعل نظامها البيئي معقدًا إلى حد ما، وذلك النظام المعقد يُمثل تحديًا كبيرًا أمام العلماء.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز