هل يمثل خروج بريطانيا فرصة للاتحاد الأوروبي؟.. إليك توقعات الخبراء
انفصال منطقة اليورو عن شريك عبَّر تاريخيًا عن مواقف مشككة قد يكون فرصة للمضي قدمًا بالنسبة للكتلة التي تضم 27 عضواً، وفق خبراء.
وبالرغم من أن رحيل المملكة المتحدة يمثل خسارة لا يمكن إنكارها للاتحاد الأوروبي، لكنه في الوقت نفسه قد يحمل في طياته فرصا لمنطقة اليورو.
مع بريكست، خرج ثاني اقتصاد في القارة بعد ألمانيا من الاتحاد، لكن اتفاق الخميس يُفترض أن يسمح بامتصاص الصدمة التي ستكون ملموسة على جانبي قناة المانش في 31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في تمام الساعة 23:00 بتوقيت جرينتش، توقيت الانفصال النهائي.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين معلنة عن الاتفاق مع لندن: "يمكننا أخيرًا وضع بريكست وراءنا والتطلع إلى المستقبل".
صدمة اقتصادية للمملكة
على الصعيد الاقتصادي، وعلى الرغم من اتفاق بريكست، يخشى أن تتسم العلاقات بالفوضى بين جانبي المانش. لكن إبرام اتفاقية "تاريخية" بشأن خطة التعافي بعد كوفيد-19 والتي تضمنت الاتفاق على دين أوروبي مشترك، كان يمكن أن يكون تحديًا مستحيلًا في أوروبا المكونة من 28 دولة.
ويقول المؤرخ روبرت فرانك الذي خصص كتابًا للعلاقات الأنجلو-أوروبية إنه "بوجود البريطانيين ما كنا سنتطرق إلى الأمر حتى، كانوا سيقولون (لا) على الفور. لدى الأوروبيين إمكانات أكثر قليلاً للمضي قدمًا".
على الرغم من الاتفاق، ستتغير العلاقة التجارية بشكل أساسي بين لندن والسوق الموحدة مع وجود ضوابط جمركية ومزيد من البيروقراطية وربما تأخير في سلسلة الإنتاج في القطاعات شديدة التشابك، مثل السيارات أو الصناعة الكيميائية.
يقول الخبير الاقتصادي يانيك واتشوفياك من مركز السياسة الأوروبية، "بشكل عام ستكون الصدمة الاقتصادية أقوى على المملكة المتحدة، أما الاتحاد الأوروبي فسيستوعبها على نحو أفضل".
نظرت المملكة المتحدة إلى أوروبا في المقام الأول على أنها سوق كبيرة وبقيت خارج العديد من سياسات التكامل مثل اتفاقية شنجن بشأن حرية الحركة أو العملة الموحدة.
وكانت مساهمتها ستكون قبل كل شيء في بناء أوروبا ليبرالية. عن ذلك يقول روبرت فرانك: "مع ظهور الوباء، أدركنا أن الدولة ضرورية في نهاية المطاف، ونحن نبتعد عن هذه الرؤية الليبرالية المتطرفة التي ندد بها العديد من المتشككين في أوروبا ككيان".
- علاقة جديدة
بمجرد انتهاء الأزمة الصحية، هل ستنزع دول أخرى إلى اتباع النموذج البريطاني؟
يقول النائب البريطاني الأوروبي السابق أندرو داف (ليبرالي ديموقراطي) إنه "ستكون هناك توترات مع دول شرق" أوروبا وخصوصاً إذا حققت المملكة المتحدة نجاحاً.
لكن في الوقت الحالي، حرصت كل من وارسو وبودابست اللتين تستفيدان بشكل كبير من التمويل الأوروبي، على عدم إثارة التهديد بالخروج، لا سيما أن آراءهما العلنية مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
وسيسطر الطلاق الذي سيكتمل قريبًا فصلًا جديدًا في التاريخ المضطرب بين الجزيرة والقارة العجوز، ولكن ربما لن يكون الأخير.
يقول بيار فيمون: "علينا الآن أن نبني بصبر على أساس هذا الاتفاق وفي جميع المجالات نسيجًا جديدًا من العلاقات يسمح للاتحاد وبريطانيا بتطوير شراكة جديدة قادرة على خدمة مصالحهما المشتركة".
أما روبرت فرانك فيقول إنه "منذ عدة قرون، كان البريطانيون مرة في الداخل وأحيانًا في الخارج. هذا التذبذب سيستمر ما لم يفشل المشروع الأوروبي. ولكن إذا تمكنت أوروبا بفضل خروج بريطانيا من أن تصلح ذاتها وتعمل على نحو أفضل، فيمكننا أن نراهن على براجماتيتهم ليقولوا لنا: ها نحن عائدون".
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز