هل يطوي"اتفاق ما بعد بريكست" صفحة انقسامات الأسر في بريطانيا؟
بريطانيا تأمل في تجاوز العائلات لخلافات بريكست، بعد الوصول لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لمرحلة ما بعد بريكست.
وتوصلت بريطانيا والاتحاد الخميس، إلى اتفاق تجاري لما بعد بريكست قبل سبعة أيام فحسب من خروج لندن من أحد أكبر تكتلات التجارة في العالم فيما يعد التحول العالمي الأكبر لها منذ ضياع الإمبراطورية.
ويرى علماء الاجتماع أن بريكست أثر على العلاقات بين الأفراد، وأحيانا قطع أقارب قنوات الاتصال لأشهر، وأن كثيرين منعوا التطرق إلى ملف بريكست في المنزل، في حين وافق آخرون على عدم التوافق.
وحسب وكالة فرانس برس، لسنوات اختلف مايك ولرتون وابنته جو ويسلون حول مسألة بريكست على غرار العديد من الأسر الأخرى التي تأمل في وضع انقساماتها جانبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
انقسام العائلات
ومايك ولرتون –صاحب الـ 76- هو من بين الناخبين الـ56% في مسقط رأسه تودموردن شمال بريطانيا الذين صوتوا لصالح بريكست خلال استفتاء وطني عام 2016 رجح كفة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52%.
وصرح مايك صاحب متجر ألعاب قديمة لفرانس برس "صوّت لصالح بريكست لأنني سئمت من الاتحاد الأوروبي" متذرعا بكلفة الانتماء إلى الاتحاد ونفوذه المتنامي.
وأعلن "كنت أعتقد أن الأمور ستكون أفضل كدولة مستقلة".
وصوّت لصالح بريكست رغم الرأي المخالف لابنته التي تعيش بين فرنسا وهونغ كونغ وابنه الذي تزوج هولندية.
بالنسبة إلى جو ويسلون أحيا بريكست الفترة الأليمة التي عاشتها لدى طلاق والديها.
وتقول الأستاذة البالغة الـ51 من العمر "الأمر سيان. قد يكون الأمر مكلفا للغاية والخسارة واضحة".
الذروة خلال الانتخابات
وهذا الأب وابنته لا يعتبران الحالة الوحيدة في بريطانيا.
وبحسب عالمة الاجتماع كاثرين دايفيس من جامعة شيفيلد، بلغت الانقسامات داخل الأسرة الواحدة نقطة خطيرة في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وهذه النقطة الخطيرة، وصلتها الأسر خلال الانتخابات التشريعية التي حقق فيها رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون فوزا ساحقا، وهو من أكبر داعمي بريكست.
وبفضل الغالبية التي كان يتمتع بها في مجلس النواب، تفاوض جونسون مع بروكسل بشأن اتفاق بريكست الذي كان وصل إلى طريق مسدود، وأدى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني الماضي. وهذا الاتفاق سيترجم مساء 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري بنهاية تطبيق القواعد الأوروبية على الأراضي البريطانية.
وترى، ديفيس، أن بريكست أثر على العلاقات بين الأفراد، وأحيانا تسبب في قطع أقارب قنوات الاتصال لأشهر، وأن كثيرون منعوا التطرق إلى ملف بريكست في المنزل، في حين وافق آخرون على عدم التوافق.
وقبل أسبوع من وصول بريكست إلى خواتيمه، يتجلى في الحياة اليومية مع مخاوف متزايدة من اضطرابات على الحدود ونقص في الأغذية والأدوية.
نحتاج لسنوات
وتتوقع ديفيس بألا يكون بريكست مع الوقت من المواضيع الأكثر نقاشا حتى وإن لن تتمكن بعض الأسر من طي الصفحة نهائيا.
وشددت قائلة "أعتقد أننا سنكون بحاجة إلى سنوات لتذليل بعض هذه المسائل.. بالتالي أنها مسألة قد لا تختفي تماما".
وقد يكون الخلاف داخل أسرة ولرتون الأقل ضررا مقارنة بأسر أخرى.
وقبل أشهر قال والدها لها إنه لو سنحت له فرصة ثانية للتصويت سيختار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي دون العودة عن قناعته بأن وضع بريطانيا سيكون أفضل خارجه.
و"أسف" للشكوك التي خلفها بريكست حول وضع ابنته المغتربة وزوجها اللذين قد لا يتمكنا من التقاعد في فرنسا كما كان يخططان.
وحالت القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا دون زيارة جو ويلسون والدها في بريطانيا هذه السنة بمناسبة الميلاد، ليتصالحا وجها لوجه.
لكن زوجة مايك الثانية من أشد المؤيدين لبريكست.