اجتماع الفيدرالي الأمريكي.. توقعات بتثبيت الفائدة رغم ضغوط ترامب

تتجه أنظار المستثمرين اليوم إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والقرارات التي تعلن اليوم بشأن أسعار الفائدة وبيان السياسة النقدية.
وكذلك يترقب المستثمرون المؤتمر الصحفي المرتقب لرئيس البنك جيروم باول للإعلان عن مبرراته لا سيما أن المؤتمر يعد الأول منذ صدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قراراته.
تأتي هذه التطورات في وقت دقيق يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا في معدلات التضخم، وتفاوتًا في أداء سوق العمل، ما ينعكس على حركة الدولار، وأسواق الأسهم، والسلع، وعلى رأسها الذهب والنفط.
تضخم يتراجع بوضوح
أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة مؤشرات واضحة على تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، ما عزز من احتمالات تحوّل الاحتياطي الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة، إذا ما استمر هذا الاتجاه.
فقد انخفض مؤشر أسعار المستهلك السنوي إلى 2.4% في مارس/ آذار – وهو أدنى مستوى له منذ ستة أشهر – مقارنة بـ2.8% في فبراير/ شباط، وأقل من التوقعات التي رجحت وصوله إلى 2.6%. كما تراجع التضخم الأساسي (باستثناء أسعار الغذاء والطاقة) إلى 2.8%، مقارنة بـ3.1% في الشهر السابق، وأقل من التقديرات البالغة 3%.
سوق عمل مستقر
رغم إشارات التباطؤ في التضخم، أظهر سوق العمل الأمريكي نوعًا من الصلابة؛ حيث أضاف الاقتصاد 177 ألف وظيفة في أبريل/ نيسان، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى 138 ألف وظيفة. في الوقت نفسه، استقر معدل البطالة عند مستوى 4.2%.
أما مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) – المقياس المفضل للفيدرالي لقياس التضخم – فقد سجل صفر نمو في مارس/ آذار، مقارنة بزيادة قدرها 0.5% في فبراير/ شباط، ما يُشير إلى ضعف في الضغوط التضخمية الاستهلاكية.
تثبيت شبه مؤكد
تشير معظم التقديرات إلى أن الفيدرالي سيُبقي على أسعار الفائدة في نطاقها الحالي بين 4.25% و4.5%، بنسبة احتمال تبلغ 97% وفقًا لأداة CME FedWatch.
وتُعد هذه النسبة دليلاً على تمسك البنك بسياسة الترقب وانتظار المزيد من البيانات قبل اتخاذ قرار بخفض الفائدة.
- الدولار يستقر قبيل قرار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
- سعر النفط يرتفع مع ترقب الأسواق لمحادثات تجارية بين الصين وأمريكا
وفي هذا السياق، قام محللو "باركليز" بمراجعة توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأمريكي، متوقعين خفضًا للفائدة مرتين هذا العام – في يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول – نتيجة ارتفاع ضغوط التضخم.
انضمت "مورغان ستانلي" إلى باركليز وماكواري في توقع خفض واحد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال 2025، مرجعة ذلك إلى الضبابية الناجمة عن السياسات التجارية للرئيس السابق دونالد ترامب.
تصريحات حذرة
جاءت تصريحات كبار مسؤولي الفيدرالي لتعكس مزيدًا من الحذر،رئيس البنك، جيروم باول، أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا، لكنه حذّر من مخاطر عودة التضخم، خصوصًا في ظل السياسات التجارية الأخيرة، وعلى رأسها الرسوم الجمركية الجديدة.
من جهتها، أكدت سوزان كولينز، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، أن معدلات الفائدة من المتوقع أن تبقى مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، بسبب استمرار الضغوط التضخمية.
حذّرت أدريانا كوجلر، عضو مجلس الفيدرالي، من أن الرسوم الجمركية قد ترفع الأسعار بشكل يفوق التوقعات، ما يُبقي على تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول.
سيناريوهان متوقعان
أمام هذا الواقع، تضع الأسواق احتمالين رئيسيين لقرارات الفيدرالي وتأثيرها على الأسواق:
- السيناريو الأول: إذا أبقى الفيدرالي على الفائدة دون تغيير، مع تلميحات بخفض قريب، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الدولار، ما سيمنح الذهب، والأسهم، والعملات المشفرة دفعة إيجابية.
- السيناريو الثاني: إذا تمسّك الفيدرالي بنهج الحذر دون الإشارة إلى خفض وشيك، مع التركيز على متابعة البيانات الاقتصادية، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الدولار، وبالتالي تراجع في أسعار الذهب والأسهم والعملات الرقمية مثل البيتكوين.