داعش والجماعات المتمردة.. "زواج مصلحة" يوطن الإرهاب في أفريقيا
اعتقد البعض أنه بموت زعيم "داعش" ينهار التنظيم الإرهابي، إلا أن الواقع جاء عكس ذلك، حيث سعت الشرذمة الباقية للبحث عن ملاذ آخر.
قارة أفريقيا كانت الملاذ الذي وجدت فيه العناصر الإرهابية ما تبحث عنه، حيث نجحت من خلال عقد تحالفات مع جماعات مسلحة محلية وصفها البعض بأنها "زواج مصلحة" في توفير "شريان حياة" جديد يمد التنظيم بما يحتاجه من مال وإرهابيين.
صحيفة "نيويورك تايمز" سلطت الضوء على مخاطر التحالفات التي عقدها التنظيم الإرهابي مع العديد من حركات التمرد المحلية، حيث تمكن من استغلال هجمات المسلحين المحليين، واستخدامها كدليل على أنه ما يزال على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة، فقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته الأسبوع الماضي عن الهجوم الذي استمر أيامًا شمال موزمبيق، وأسفر عن مقتل العشرات، بينهم شخص جنوب أفريقي، وآخر بريطاني، وتحدثت منتديات "داعش" على الإنترنت عن إقامة خلافة جديدة هناك.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن العنف المرتبط بالجماعات المحلية الموالية لداعش في أفريقيا ارتفع بنسبة 43% العام 2020 مقارنة بـ 2019، وفقا لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لوزارة الدفاع الأمريكية.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين ومسؤولي مكافحة الإرهاب حذروا على مدى أكثر من عقد، من أن أفريقيا ستتحول إلى الحدود التالية للمنظمات الإرهابية الدولية مثل القاعدة ومؤخرا داعش، وأن هاتين المنظمتين الإرهابيتين أقامتا تحالفات مع الجماعات الإرهابية المحلية وأنشأت معاقل جديدة في غرب وشمال ووسط أفريقيا يمكن استخدامها لشن هجمات واسعة.
وحذر المسؤولون الأمريكيون في الآونة الأخيرة من أن تنظيم "داعش" لا يزال متماسكا في معاقله السابقة بالعراق وسوريا، مع وجود نحو 10 آلاف إرهابي يتحينون الفرصة للعودة مجددا.
ووفقا للصحفية، فقد توغلت الجماعات المسلحة المحلية الموالية لداعش في دول الساحل الأفريقي التي تمتد من السنغال إلى السودان، وعلى طول ساحل المحيط الهندي في الصومال، فرض الموالون للقاعدة سيطرتهم على أجزاء كبيرة من المناطق الريفية، وفي أقصى الجنوب من موزمبيق، تصاعد التمرد الذي شارك فيه بضع عشرات من الإرهابيين قبل ثلاث سنوات إلى حرب شاملة.
وقالت الصحيفة إن داعش أقام علاقات مع العديد من حركات التمرد المحلية، وهو ما يصفه محللون بأنه "زواج مصلحة"، وفي ظل هذا الزواج سيتمكن تنظيم داعش من الاستفادة من هجمات المسلحين المحليين كدليل على أنه ما زال على قيد الحياة.
وارتفعت عدد الهجمات التي تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي في أفريقيا بأكثر من الثلث بين عامي 2019 و 2020، وفقا لمسؤولين أمريكيين وغربيين يعملون في مجال مكافحة الإرهاب.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز