"داعش" و"القاعدة" بالساحل الأفريقي.. إرهاب على خط العودة
إرهاب "داعش" و"القاعدة" يستعد مجددا لتطويق الساحل الأفريقي مستفيداً من انسحاب القوات الأجنبية في بعض معاقل التنظيمات المسلحة.
صحيفة "التايمز" البريطانية ذكرت أنه بعد سنوات من الاستنزاف في أفغانستان والعراق وسوريا جراء القصف بقيادة الولايات المتحدة وعملياتها الخاصة، كان التنظيمان والفروع التابعة لهما يعيدون تنظيم صفوفهم في منطقة الساحل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن واشنطن تسحب قواتها من أفغانستان لكنها لم تظهر أي مؤشر على استعداداها لإرسالها إلى أفريقيا.
كما أصيبت فرنسا، التي كانت القوة الغربية الرئيسية في أفريقيا، بخيبة أمل بسبب الخسائر في الأرواح والأموال؛ إذ قتل حوالي 55 جندي فرنسي منذ أرسلت باريس لأول مرة قوات لمحاولة تحقيق الاستقرار بالمنطقة إثر سيطرة الإرهابيين على نصف مالي عام 2013.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستعلق المساعدات العسكرية لمستعمرتها السابقة بعد الانقلاب العسكري الثاني خلال أقل من عام.
وأوضح أنه يفكر في مستقبل الـ5100 جندي فرنسي الذين كانوا بطليعة برنامج دعم عسكرية غطى موريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد (بلدان الساحل الخمس) منذ ذلك الوقت.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العناصر الأخرى للبرنامج معرضة للخطر أيضًا؛ فالولايات المتحدة كانت تقدم النقل الجوي للقوات الفرنسية. ولدى بريطانيا 300 جندي يخدمون مع القوات الأممية في مالي.
وقالت مصادر إن الانسحاب سيترك الجماعات الإرهابية وفروعها بدون عدو مشترك للقتال، مما يثير صراعا وحشيًا على الهيمنة بينما يتقاتلون على النفوذ والمجندين والموارد.
ووفق "التايمز"، فإن الجماعات المتطرفة تعيد تنظيم صفوفها بالفعل للاستفادة من الفوضى المتوقعة. ومنذ نحو أسبوعين، أكدت تسجيلات مسربة أن فرع داعش "ولاية غرب أفريقيا"، قتل أبوبكر شكوي زعيم بوكو حرام، التنظيم الإرهابي في نيجيريا.
وأضافت أنه أقسم على الولاء لداعش في الماضي، لكن يبدو أن القيادة المركزية للتنظيم قررت أنه متطرف للغاية، وأنه تسبب في نفور كثير من المسلمين في نيجيريا.
وكانت هناك مكافأة قدرها 7 ملايين دولار للقبض و الإدلاء بمعلومات حول شكوي، الذي تضمنت جرائمه الخطف الجماعي للفتيات المراهقات، فيما تركز "ولاية غرب أفريقيا" أكثر على استمالة المدنيين المسلمين وتستهدف الجيش.
وتمكن زعيم الولاية، أبو مصعب البرناوي، من اجتذاب المجندين من خلال إدانة تبني شكوي للعنف الشديد الذي تضمن أيضًا استخدام الأطفال في التفجيرات الانتحارية.
وقال مصدر استخباراتي غربي للصحيفة: "إنهم الحصان القوي الآن. سيستنزف داعش الكثير من الدعم لبوكو حرام".
من جانبه، يرى فولاهانمي آينا، الخبير في شؤون جماعة "بوكو حرام"، أن هيمنة "ولاية غرب أفريقيا" ستطيل أمد أعمال التمرد، وستمكن الجماعة من إنشاء معسكرات تدريب للمجندين والمقاتلين الأجانب.