هجمات داعش في أوروبا.. استراتيجية جديدة بديلة للإمساك بالأرض
بالتزامن مع الضربات المُوجعة التي يتلقاها داعش في الموصل والرقة تتزايد العمليات الإرهابية في أوروبا
بالتزامن مع الضربات المُوجعة التي يتلقاها تنظيم داعش الإرهابي في معقليه الرئيسيين في الموصل بالعراق والرقة في سوريا وخسارته لمساحات كبيرة من الأراضي التي كان يسطر عليها بالبلدين، تتزايد العمليات الإرهابية في أوروبا والتي يُعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عنها.
انكماش في العراق وسوريا
ففي العراق وفي إطار معركة الموصل، تمكن الجيش العراقي مدعوما من الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد داعش من استعادة أغلب مدينة الموصل، التي أعلن فيها التنظيم تأسيس دولته المزعومة عام 2014 مُتخِذًا من المدينة عاصمة له في العراق.
وبعد ما يقارب 8 شهور من إطلاق الجيش العراقي وحلفائه عملية عسكرية لاستعادة المدينة من براثن داعش تحت شعار "قادمون يا نينوي"، نشرت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"، بتاريخ 15 يونيو/حزيران الجاري، خريطة توضح المناطق التي استعادتها بغداد، موضحة أنه فقط 1% من الموصل مازال بيد التنظيم الإرهابي.
"إن هناك ابتلاءات نمر بها اليوم من تحزب الأحزاب واجتماع الملل على قتالنا وحربنا".. بهذه المقولة نَدَبَ تنظيم داعش الإرهابي خسارته في المناطق التي كان يسيطر عليها على لسان المتحدث باسمه أبو الحسن المهاجر في تسجيل له يوم 12يونيو/حزيران الجاري.
يُذكر أن عملية استعادة الموصل بدأتها القوات العرقية وحلفائها منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تمكنت على أثرها من استعادة الجزء الشرقي من المدينة في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، وأعلنت منذ 19 فبراير/ شباط الماضي إطلاق عملية استعادة الجزء الغربي من المدينة، والذي تمكنت خلال الشهر الجاري من تحرير الكثير من أحيائه مثل حي الزنجيلي وحي الشفاء وقضاء البعاج واتجهت إلي جامع النوري، الذي أعلن من على منبره أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الإرهابي تأسيس خلافته المزعومة، في الموصل القديمة.
وفي سوريا، ورغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية في بداية الشهر الجاري وتحديدا في السادس منه إطلاق عملية تحرير مدينة الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا وعاصمته المزعومة بها، إلا أنها تمكنت من استعادة كثير من الأحياء من أيدي التنظيم مثل المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة 17 ومعمل السكر، علاوة على مشاركة النظام السوري في المعركة وتحريره أيضا لعدد من القرى من داعش.
تمدد في الغرب
وإلى الشمال من خريطة الكرة الأرضية، وتحديدا في القارة العجوز، فقد شهدت عدة دول أوروبية منذ بداية العام الجاري هجمات إرهابية تبناها داعش الإرهابي، وحظيت بريطانيا بنصيب الأسد من تلك الهجمات في الشهرين الأخيرين؛ حيث شهدت في 22 مايو/ أيار الماضي هجوما انتحاريا نفذه شاب ليبي بعبوات ناسفة بقاعة حفلات في مجمع "مانشستر أرينا"، مما خلف 22 قتيلا وعشرات الجرحى.وبعد 12 يوما من هجوم مانشستر، قام ثلاثة أشخاص بعملية إرهابية بالدهس والطعن على جسر لندن، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 48 آخرين.
وفي 21 إبريل/ نيسان الماضي، نفذ مسلح هجوما استهدف الشرطة في جادة الشانزليزيه في باريس، مما أسفر عن مقتله ومقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، وأول أمس وفي نفس المكان، صدمت سيارة مليئة بأسطوانات الغاز شاحنة للشرطة، ما أدى إلى اشتعال النار في السيارة ومقتل سائقها، فيما لم يُصب أحد من الشرطة في هجوم وصفه وزير الداخلية الفرنسي بـ "الإرهابي".
ونجحت الشرطة البلجيكية، أمس، في إحباط محاولة تفجير قرب محطة القطارات المركزية في العاصمة بروكسل، وقتلت شخصا يرتدي حزاما ناسفا.
استراتيجية جديدة
"نظرا للظروف الخانقة التي يمر بها داعش الآن واشتداد العمليات العسكرية الهادفة للقضاء عليه في العراق وسوريا، فإن التنظيم سلك استراتيجية جديدة تعتمد على دعم الأفرع والأذرع والارتداد إلى الدول الأخرى بدلا من استراتيجية إمساك الأرض والارتكاز فيها وتأسيس الدولة".. بهذه الكلمات أوضح ماهر فرغلي، الباحث في الجماعات الإرهابية، الاستراتيجية التي يسلكها داعش الآن.وأضاف فرغلي، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية اليوم، أن "داعش أضحى يُشجع أتباعه على التوجه إلى ليبيا أو إلى أوروبا معتمدا على مُناصريه الأجانب العائدين إلى بلدانهم والذئاب المنفردة فضلا عن الخلايا النائمة المُشجعة له في تلك الدول".
وعن الدعم الذي يعطيه التنظيم لأتباعه في الدول الأوروبية في ظل الحصار المفروض على داعش دوليا، أوضح فرغلي أن داعش أصبح يعتمد في تمويله بالأساس على التمويل الذاتي؛ فكل خلية للتنظيم لها أميرها وقادتها وتعتمد على تمويل نفسها بنفسها، ولم تعد الأوامر أو التمويل معتمدا على السلطة المركزية في التنظيم.
"ومن ثم لابد من محاربة التنظيم من خلال المواجهة الفكرية وليس فقط المواجهة العسكرية، وهو ما تعمل عليه أوروبا جاهدةً في الوقت الحالي لمحاربة تمدد الهجمات الإرهابية للتنظيم عليها".. وبتلك المقولة دعا الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية لضرورة المواجهة الفكرية لمحاربة تمدد عمليات داعش خارج نطاق خلافته المزعومة.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز