لا يوقف الإرهابيون البحث عن نقاط ضعف بالمناطق، التي يتحركون فيها لضرب المواضع الهشة واحتلالها.
هذا تماما ما يبدو أن تنظيم "داعش" الإرهابي يفعله في شمال القارة الأفريقية.
وتضيّق قوات الأمن في كل من ليبيا وتونس والجزائر والنيجر الخناق على عناصر التنظيم الإرهابي، التي لا تزال تتربص وتتحيّن الفرص.
علمنا الأسبوع الماضي أن تنظيم "داعش" الإرهابي كان يعتزم استهداف أماكن سياحية في تونس، لكن الأمن التونسي تعامل مع الموقف بشكل استباقي واعتقل مَن كانت تنوي تنفيذ الهجوم وهي في مطار قرطاج، إذ اتضح أنها فتاة عمرها 22 عاما.
وتُعدّ هذه أحدث محاولة لتنظيم "داعش" لتنفيذ هجوم في تونس، وقال مختصون إن هذا الهجوم كان سيصب في خانة الاستفادة لحركة النهضة، ذراع تنظيم الإخوان في تونس، والتي يهمها حاليا تعطيل الدولة التونسية في هذه المرحلة الإصلاحية.
وتلقت الشابة المعتقلة تدريبا خارج تونس على تنفيذ هجوم انتحاري في صيف عام 2020، وبعد وصولها إلى تونس وجدت في انتظارها شخصا آخر ينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي كان على وشك تسليمها الحزام الناسف لتفجير نفسها.
وفي ليبيا، اضطر الجيش إلى تنفيذ عملية تطهير جديدة في الجنوب ضد عناصر "داعش"، حيث يحاول التنظيم منذ فترة تثبيت وجوده في المناطق الجنوبية، خاصة قرب "القطرون".
وقد هاجم تنظيم "داعش" الإرهابي أولاً مناطق تقع بين "مجدول" و"القطرون"، ما أسفر عن مقتل جنديين، ليستدعي ذلك تدخل الجيش، وانتهت المواجهة بمقتل 24 إرهابياً، فجّر 4 منهم أنفسهم بأحزمة ناسفة، واعتقل خامس، بينما فُقِد أربعة جنود.
وأشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أن الإرهابيين كانوا يعبرون حدود تشاد ونيجيريا والجزائر.. كما أن لتنظيم "داعش" الإرهابي مصلحةً خاصة في تشكيل خلية في جنوب ليبيا وشمال النيجر للاستفادة من الوضع غير المستقر في ليبيا قبل إجراء الانتخابات.
وقد أفاد الجيش الليبي بوجود عدد كبير من الأجانب بين القتلى والأسرى في عملية "القطرون"، وهو ما قد يكون مؤشراً قويا على نية التنظيم ترسيخ وجوده بأي ثمن في المنطقة الحدودية بين الجزائر وليبيا والنيجر، فيما الحكومة الليبية لا تزال غير قادرة على مواجهة الإرهابيين، ولولا جهود قوات الجيش الليبي لكان جنوب ليبيا بلا شك قد تحول إلى ملاذٍ آمن للإرهابيين.
بالتوازي مع مواجهة الإرهابيين في ليبيا، تم استهداف بلدة "حاسي تيريرين" بمنطقة "إن قزام" الجزائرية، على بعد 200 كيلومتر من الحدود الليبية والنيجَرية، حيث توفي ضابط وعريف، بعد مواجهة مع مجموعة إرهابية، وتمكّن الجيش الجزائري خلال الاشتباكات من تحييد إرهابيَّيْن اثنين واستعادة مدفع رشاش ثقيل عيار 12.7 ملم وبندقيتين هجوميتين من نوع "كلاشينكوف" وعربة دفع رباعي وكميات كبيرة من الذخيرة من مختلف الأعيرة.
وفي اليوم نفسه، أفادت أنباء بوقوع اشتباكات في "تشيباراكاتيني" بمنطقة تاغرابا في النيجر. وحدثت المواجهات في موقع للتعدين التقليدي للذهب على بعد 10 كيلومترات فقط من الحدود الجزائرية.. لكن ملابسات وظروف هذا الهجوم ليست واضحة تماماً حتى الآن، لكن الواضح بشكل عام من هذه المواجهات المختلفة في إطار جغرافي واحد هو نية تنظيم داعش الإرهابي وإصراره على استهداف المناطق الحدودية بين ليبيا والجزائر والنيجر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة