الفخاخ المتفجرة.. إرث داعش الوحشي في الرقة السورية
نحو 150 شابا يخضعون للتدريب على تفكيك فخاخ داعش المتفجرة التي تركت في كل مكان داخل مدينة الرقة السورية.
إرث من الفخاخ المتفجرة، هذا كل ما تركه إرهابيو داعش في مدينة الرقة السورية التي كانت قبل شهور معقلا للتنظيم الوحشي.
وفي مواجهة الإرث الداعشي يُدرب خبراء أمريكيون وسوريون الشباب على تفكيك هذه القنابل في قرية تقع على مشارف المدينة، وفقا لموقع الإذاعة السورية.
ويحاول مدرب سوري وتلميذه الشاب القيام بذلك في أحد التدريبات؛ حيث تُوضع مادة متفجرة وهمية داخل الباب المعدني الأمامي لمنزل مهجور ويمررون عصا بها كاميرا داخل الفجوة الموجودة في الباب باحثين عن السلك ليقطعاه.
وفجأة يندلع صوت تصفير حاد ولكن يقول مدرب القوات الخاصة الأمريكية إنه ليس الصوت الذي يرغبون في سماعه، فهذا كان انفجارا.
ومن المرجح أن هذا الانفجار الوهمي كان سيقتل الرجلين أو يصيبهما بالتشوه مثل الكثير من التفجيرات الحقيقية التي تحدث يوميا في الرقة، حيث تقع عشرات من الإصابات أسبوعيا جراء المفخخات التي تترك في الأبواب والكراسي وحتى أواني الطبخ.
والطريقة بسيطة جدا، فالقنابل يتم تفجيرها عبر ما يشبه قلادة مطرزة مصنوعة من خيوط الصيد مع أقراص معدنية صغيرة داخل كبسولات بلاستيكية، وعندما تسحقها الأقدام تجتمع الأقراص معا وتُكمل دائرة وتسبب انفجارا، وفقا للمدرب الذي لا يمكن ذكر اسمه لأسباب أمنية.
إرث داعش الوحشي المستمر
ويوميا ترى الجراحة في قوات العمليات الخاصة الأمريكية في الرقة "كريستينا" حصيلة جرحى القنابل، وتقول إنهم الأشخاص الذين يحاولون العودة إلى منازلهم سواء كانوا يجمعون متعلقاتهم أو يحاولون العودة مجددا لرؤية ما تبقى منها.
وتوضح كريستينا أن أغلب المصابين بالجروح النافذة من الرجال ولكن هناك بعض النساء والأطفال أيضا، مشيرة إلى وجود الكثير من الإصابات في الأطراف السفلية ولكن هناك أيضا العديد من الإصابات المخترقة للرأس وإصابات في الصدر والبطن وبتر للأطراف.
ولم يصَب أي من المتدربين أثناء العمل ولكن أغلبهم فقدوا أفراد من عائلاتهم بسبب فخاخ داعش المتفجرة أو رصاصهم أو عمليات الإعدام.
نبيل حمزة (19 سنة) من بين المتدربين ويقول إنهم يحضرون هذه الدورة لحماية المدنيين ولتطهير المدينة من أي متفجرات.
وأوضح حمزة أن زوج شقيقته قُتل بعد أن خطا على لغم أرضي وكان شابا في السادسة والثلاثين من العمر وتوفي تاركا خلفه زوجته وطفلته الصغيرة.
وأشار حمزة إلى أن بعض منازل جيرانه زاخرة بالفخاخ المتفجرة وأحدهم على بُعد 40 قدما فقط من منزله حيث يعيش مع والدته، مضيفا "لست خائفا فأنا هنا من أجل تحقيق هدفي الأسمى وهو وجود المنازل الآمنة".
حمزة ليس الوحيد؛ فهناك نحو 150 شابا مثله يخضعون للتدريب، ولكن المسؤولين هناك يقولون إن التهديد كبير جدا وستكون هناك حاجة لمئات آخرين من المتدربين.