بالصور.. الرقة بعد التحرير.. ميادين مكتظة بالجثث والحطام
"بوابة العين" الإخبارية ترصد حال الرقة السورية بعد دحر داعش وانتشار مظاهر الفساد والدمار التي خلّفها التنظيم الإرهابي
شوارع مدمرة تفوح منها رائحة الموت.. جثث متعفنة تملأ جوانب الأزقة والمنازل المهدمة.. كانت هذه المشاهد هي إرث تنظيم "داعش" الإرهابي الذي خلفه وراءه بعد نحو 3 سنوات من الدمار والحرب في مدينة الرقة السورية والعبث الذي قامت به عناصره بملامح وتاريخ المدينة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وفي الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري نجحت قوات سوريا الديمقراطية في طرد داعش من المدينة، ورغم الانتصار الكبير الذي حققته القوات المدعومة من الولايات المتحدة على مدار 4 أشهر فقط من القتال ضد التنظيم الإرهابي، فإن مظاهر الدمار والخراب لا تزال باقية في أحياء ومباني الرقة، وعالقة بأذهان النازحين والفارين من نيران داعش على مدار السنوات الماضية.
وترصد بوابة "العين" الإخبارية حال الرقة السورية بعد دحر داعش ومظاهر الفساد والدمار الذي لحق بمعالمها وجدرانها بعد المعارك والاشتباكات.
الشوارع
أول ما يراه زائر الرقة عند المرور إلى مدخلها هو حطام وركام وبقايا مبانٍ مهدمة متناثرة في جنبات الطرق والشوارع، خاصة أن المعارك الأخيرة التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية ضد عناصر داعش دارت بالشوارع الرئيسية بالمدينة.
وعقب خروج داعش من الرقة، توقفت أصوات الرصاص وخيّم الصمت على مداخل الشوارع والأزقة؛ حيث تتولى قوات سوريا الديمقراطية تمشيط المدينة من فلول التنظيم الإرهابي، فضلا عن وضع خطط لمرحلة ما بعد داعش وإعادة إعمار المنازل والمباني.
وداعش الذي بسط سيطرته على الرقة في يونيو/حزيران 2014، نشر مظاهر الفساد والخراب طوال السنوات الماضية، مبدلا ملامح المدينة الراقية إلى مدينة أشباح تضم هياكل عظيمة وجثثا متعفنة ملقاة بين الأزقة والأحياء.
"الرقة ترحب بكم".. لافتة تبدلت بشعارات التنظيم الإرهابي الذي حاول طوال فترة سيطرته محو أي معالم حقيقة للمدينة، كما انتشرت السيارات المتهالكة وبقايا ذخيرة وألغام وعبوات ناسفة كنتيجة لهجمات داعش الإرهابية.
وسط المدينة
وبين ليلة وضحاها تحوّل وسط المدينة وأطراف البلدة القديمة إلى مكان مهجور من السكان، يفتقد أبسط مظاهر الحياة، وبعد اشتداد الحرب بين الجانبين، دمرت البنية التحتية وتوقفت شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات عن العمل جراء القصف الجوي لأحياء الرقة.
وبعد توغل داعش في البلدة القديمة في نهاية 2014، فرّ أغلب سكان البلدة إلى المدن المجاورة رغم أن الرقة كانت المكان الأول لاستقبال النازحين من معارك الحسكة وكوباني وجرابلس، وعقب فرار السكان تحولت المحال التجارية والمطاعم إلى أماكن مهجورة تسكنها العصابات المسلحة متخذة منها قواعد لضرب المنازل والمناطق السكانية.
وترك التنظيم الإرهابي أوراقا ودفاتر تخص خططه الإجرامية المستهدفة أمن المدنيين بوسط الرقة؛ حيث تناثرت أوراق رسمية تخص المقاتلين الأجانب الذين انضموا لداعش عقب توجيه ضربات جوية للمعاقل والثكنات الرئيسية التابعة له.
وفي مشهد درامي مكرر بالمدن المحررة من داعش، تظهر المستشفيات مهدمة وبجوارها بقايا أشلاء وجثث ممددة في وسط المدينة، خاصة أن المعركة الأخيرة كانت بالقرب من المستشفى الوطني، الذي وقع تحت سيطرة المسلحين، وتحولت أروقته إلى حطام وثكنة عسكرية.
وعقب إعلان قوات سوريا الديمقراطية الانتصار، أصبح وسط المدينة رمزا للاحتفالات بالتحرير وتحولت ملاعب المدينة وشارع تل أبيض إلى ساحة احتفال، رافعين علم الأكراد بدلا من لافتات وشعار داعش.
الميادين
وكانت الميادين هي آخر البؤر التي طرد منها مئات المسلحين الدواعش بعد وساطة محلية من قبل القبائل العربية والتركمان بالمدينة، وبعد الإعلان الرسمي للتحرير تسارع المقاتلون في صفوف سوريا الديمقراطية إلى التقاط الصور "سيلفي" بكبرى الميادين.
وخلف داعش وراءه كتبا وإصدارات ومطبوعات تروّج لأفكار التنظيم الإرهابي؛ حيث اتخذ من الميادين أماكن توزيع وبيع هذه الإصدارات التي حملت خططه وأفكاره الإرهابية المتطرفة.
وفي أشهر ميادين الرقة "ساحة الساعة" التي تضم صالة عرض بالميدان، لا تزال لافتات وشعارات داعش منتشرة وبجوارها كتب ومطبوعات إرهابية متناثرة على الأرصفة وجنبات الميدان.
وفي مرحلة ما بعد داعش.. تسعي قوات سوريا الديمقراطية لمحو مخلفات التنظيم من كتب ومطبوعات واستبدال الشعارات والإعلام بشعارات توحد سكان الرقة في خطوة إعادة الإعمار، خاصة أن الرقة كانت معقلا رئيسيا للتنظيم المسلح في سوريا.
ملعب كرة القدم
ومن ساحة لممارسة الرياضة إلى مقر لتخطيط العمليات الإرهابية.. هكذا أصبح ملعب كرة القدم الرياضي بالرقة على أيدي مسلحي داعش، حيث فرض التنظيم سيطرته على الملعب الواقع شرق الرقة وتحول إلى المركز الأساسي للخطط والعمليات.
وعقب استعادة المدينة بالكامل، تكشفت حقيقة الملعب الذي لقب بـ"الملعب الأسود"، حيث تحول لسجن كبير بزنازين ومقر للأسلحة والعبوات الناسفة.
ومع مرور الوقت تبدلت صيحات الجماهير وتشجيعهم لأنديتهم الرياضية، إلى صوت صراخ المعتقلين والسجناء الذين تلقوا كل أنواع التعذيب على يد عناصر التنظيم.
وخلف المقاعد الخلفية للملعب أنشأ داعش سجنا كبيرا بأسوار حديدية كمقر ثابت لمعاقبة المدنيين الذين خالفوا تعليماتهم المتشددة.