مصير مجهول للمفقودين على يد داعش في الرقة
الغموض يلقي بظلاله على مصير آلاف المختطفين على يد التنظيم الإرهابي رغم انحساره.
حثت عائلات مئات من المدنيين الذين اختطفهم تنظيم "داعش" الإرهابي واحتجزهم في سجونه سيئة السمعة، الفصائل العسكرية التي طردت التنظيم من مدينة الرقة السورية على مساعدتهم للعثور على ذويهم.
- "العشب" طعام أهل الرقة.. ولا أحد ينتشل الجثث من الشوارع
- شهادات مروعة لأطفال الرقة.. ألغام وقطع رؤوس ببصمة داعش
وأشارت الكثير من عائلات المختطفين إلى أن مئات وربما آلاف ممن فقدوا أثناء عهد الإرهاب في ظل سيطرة داعش على أجزاء واسعة من الأراضي في سوريا ما زالوا مجهولي المصير، بالرغم من انحسار التنظيم وتراجعه إلى مخابئ في الصحراء، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن عامر مطر مخرج أفلام وثائقية من الرقة ويعيش في ألمانيا وبدأ حملة إلكترونية لزيادة التوعية عن المعتقلين، قوله "لدينا مئات الأسماء والصور وتواريخ الاعتقال ولا توجد قائمة كاملة، ولكن نكتشف أسماء جديدة يومياً". وكان داعش قد اعتقل شقيقه محمد نور في أغسطس/آب 2013 وما زال مفقوداً.
وأضاف مطر أن النظام والمؤسسات القضائية لم يتعاملا بجدية مع قضية المختطفين من جانب داعش، ولم تكن هناك استجابة منهم، مشيراً إلى أن "عائلاتنا مواطنون من الدرجة الثانية بالنسبة لجميع الجهات المعنية".
وأنشأ مطر فريقاً مع شبكة من النشطاء على الأرض زاروا سجون داعش المهجورة لتصويرها وجمع أي وثائق يمكنها إلقاء الضوء على مصير المساجين.
ومن بين ما وجده الفريق مذكرات سجين وأحكام أصدرتها محاكم داعش ونقوش كتبها مساجين على الجدران وملابس مهجورة وحلل برتقالية تكهنوا أنها أزيلت قبل قتل داعش للمساجين.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أسماء 8.119 فرداً مفقوداً، من بينهم 286 طفلًا وأكثر من 300 امرأة، وشغل داعش ما لا يقل عن 54 مركز اعتقال في ذروة قوته، فضلاً عن الكثير من السجون والزنازين السرية.
وقال متحدث باسم الشبكة للجارديان، إن ما لا يقل عن 1600 فرد قد ماتوا داخل سجون داعش، وتُعزي الوفيات لعدد من الأسباب منها التعذيب وأوامر الإعدام الجماعية ونتيجة العمل القسري الوضيع الذي تم بمثابة عقاب.
وأوضح المتحدث أن مسؤولية التحقق مما حدث للمساجين تقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف يقوده مليشيا تابعة للأكراد وتدعمه الولايات المتحدة وقد تولي السيطرة على الرقة، عقب طرد التنظيم منها.
وأشار المتحدث إلى أن القوات مسؤولة عن كشف مصير آلاف المختفين قسرياً في سجون داعش، لأنها تسيطر على مساحات واسعة من المناطق التى كانت تحت سيطرة التنظيم بما في ذلك مدينة الرقة التي ضمت أهم المراكز الإدارية للتنظيم وقادته، مضيفاً أنهم اعتقلوا أيضاً عشرات من مسؤولي الأمن والقادة في التنظيم الذين يمتلكون بالتأكيد معلومات ستوضح مصير المختفين قسرياً.
وذكرت "الجارديان" أن القوات لم تجب على طلب للتعليق على جهودها لتتبع المساجين السابقين.
وبينما تفكر العائلات في الأسوأ بعض الأوقات إلا أنهم ما زالوا محملين بالأمل، ومن بينهم زبيدة إسماعيل زوجة جراح من الرقة اختطفه رجال مسلحون يرتدون أقنعة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، ولم تؤدِ احتجاجات زبيدة لداعش إلى أي شيء، حيث أنكر المسلحون اعتقالهم لزوجها.
وبعد فرار زبيدة إلى تركيا ثم فرنسا نشرت مذكرة عن زوجها على صفحة الحملة على "فيس بوك" يومياً، تتحدث فيها عن الأيام التي مضت منذ اختفائه.
من جانبه، يأمل عمار مطر أن يجتمع بشقيقه يوماً ما، ويرغب في فتح متحف ليظهر للناس أهوال سجون داعش. وكان شقيق مطر قد أعتقل منذ أكثر من 4 سنوات بعد تصويره مظاهرة نسائية أمام مبنى تابع لداعش في الرقة، وبالرغم من عدم وجود معلومات عن مكان وجوده يواسي مطر نفسه بحقيقة أن هناك الكثير من السجون لم يتم البحث فيها بعد.
وقال مطر إن هناك أملاً كبيراً، مضيفاً "كل يوم لدينا أمل بأن محمد سيعود وسنراه وسنقابله وسنجده، لقد بدأنا هذه الحملة من أجله والآلاف مثله".