"قوات سوريا الديمقراطية".. سلاح واشنطن ضد النفوذ الإيراني
أمريكا شكلت قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري.. ما السر وراء الدعم الأمريكي للأكراد؟
27 وحدة عسكرية من المقاتلين الأكراد والعرب والسريان والتركمان تشكل قوام "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية بمناطق الشمال السوري.
واعتمدت أمريكا في تشكيل قوات سوريا الديمقراطية على "وحدات حماية الشعب الكردي" بشكل كبير، حيث يمثل الأكراد العمود الفقري للقوات، وتأسست جبهة عسكرية موحدة شمال سوريا لمحاربة تنظيمي داعش وجبهة فتح الشام.
سر الدعم
المساندة الأمريكية لقوات الأكراد لم تكن محض صدفة، ولكن مع تفاقم الصراعات بالمدن السورية وتعدد أطراف الأزمة بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيمات إرهابية وجيش النظام السوري المدعوم من روسيا، بالإضافة إلى تحالفات جيش النظام مع إيران، أصبح الخيار الوحيد أمام واشنطن لمواجهة التحالفات السابقة هو دعم أحد الأعراق.
فالدعم الأمريكي لوحدات سوريا الديمقراطية لم يقف عند التأسيس فحسب، بل قدمت واشنطن للذراع العسكرية لأكراد سوريا كل أشكال الدعم المادي والمعنوي على مدار العامين الماضيين.
الأسلحة والتدريب
بالذخيرة والمدرعات والأسلحة الثقيلة زودت واشنطن سوريا الديمقراطية، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016 وقبل انطلاق معركة الحسكة شمال سوريا، أولي المعارك التي شاركت فيها، حصلت القوات على ذخيرة وعربات من أمريكا كثالث شحنة تتلقاها منذ التأسيس.
وطوال الوقت حرص المسؤولون الأمريكيون على تأكيد دعمهم لسوريا الديمقراطية، مؤكدين أن الهدف الأول من تشكيل هذه الوحدات الكردية المسلحة هو خوض المعارك ضد الإرهاب في مدن شمال سوريا التي وقعت تحت سيطرة المتشددين منذ نهاية 2014، واستعداد واضح للمعركة الكبرى بمدينة "الرقة" المعقل الرئيس لداعش بسوريا.
وعلى مدار شهرين تلقت القوات تدريبات عسكرية بشأن استخدام وتجهيز الأسلحة وتوزيع الأفراد بالعمليات العسكرية على أيدي قوات أمريكية متخصصة.
وأوضح الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في خطابات عدة أن الدعم المقدم للقوات على الأرض، هو بمثابة جزء أساسي من استراتيجية دحر الإرهاب.
ولم تختلف السياسة الأمريكية بشأن تسليح سوريا الديمقراطية بين عهدي أوباما وترامب، حيث وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تسليح الأكراد بمعدات ثقيلة في مايو/أيار الماضي، استعداداً لخوض معركة الرقة.
ومع تصاعد وتيرة الحرب ضد داعش، حرصت أمريكا على رأس قوات التحالف الدولي تقديم مركبات ومدرعات وناقلات جنود لسوريا الديمفراطية، ويعد هذا التسليح والدعم الإضافي للقوات هو الأول من نوعه منذ تكوين القوات، رغبة في تأمين الحدود السورية - العراقية وعزل الرقة.
الرقة
"يسرني أن أعلن أن قوات سوريا الديمقراطية شريكنا في المعركة ضد داعش في سوريا، نجحت في استعادة السيطرة على الرقة، التي أعلنها التنظيم الإرهابي عاصمة مزعومة له، قوات سوريا الديمقراطية حررت المدينة بالكامل من سيطرة داعش".. كانت هذه العبارة ضمن إعلان ترامب عن تحرير الرقة والاستعداد لمرحلة جديدة في سوريا.
وتشير كلمات الرئيس الأمريكي عن سوريا الديمقراطية إلى التحالف القوي بينهما، واعتماد واشنطن الكامل على الأكراد لمواجهة النفوذ الإيراني بسوريا، بعد ظهور بوادر تفاهم إيراني – تركي في إدلب، ومشاركة بعض العناصر التابعة للحرس الثوري الإيراني بمعارك دير الزور.
ومنذ انطلاق المعركة في الـ6 من يونيو/ حزيران الماضي والقتال على مدار 4 أشهر، أسندت مهمة العملية العسكرية إلى قوات سوريا الديمقراطية فقط، رغم أن باقي المعارك في هذا التوقيت كانت مقسمة بين عدة قوات سورية.
وحرصت أمريكا على تقديم جميع أنواع الدعم المادي والمعنوي للقوات أثناء المعركة، بداية من وضع الخطط الاستراتيجية والغطاء الجوي بطائرات التحالف، وتأمين مرور المدنيين أثناء النزوح، وصولاً إلى الإشادة بالمجهود المبذول بالعملية العسكرية ومساندة القوات في مرحلة ما بعد داعش.
الشمال السوري
وبعد استعادة منبج وكوباني والحسكة وتل أبيض وجرابلس من داعش، بقي الأكراد قوة مسيطرة على الشمال السوري بتأسيس مجالس عسكرية لإدارة هذه المناطق، حيث تنتشر القوات الكردية في مساحة 750كم من أصل 950 كم من مساحة الحدود.
وبقاء قوات تابعة للأكراد على الحدود يعد مصدر طمأنة للولايات المتحدة، وحائطاً صائداً للتدخل الإيراني لسوريا من الناحية الشمالية.