إدلب.. هل تصبح ساحة معركة بين تركيا والأكراد؟
بوابة "العين" استطلعت آراء محللين سياسين بشأن التصعيد العسكري في إدلب بين تركيا والأكراد
بقوة عسكرية مؤلفة من عشرات الآليات والجنود تقدمت تركيا إلى مدينة إدلب، شمالي سوريا، مدعومة بمسلحين من جبهة "تحرير الشام" النصرة سابقا، وفقا لاتفاقية خفض التصعيد التي أقرتها الأطراف المتصارعة في سوريا في مايو/أيار الماضي.
ورغم أن التوغل التركي داخل المدينة السورية سبقه إنذارات عديدة، وبوادر لصفقة تركية - إيرانية تسمح لأنقرة بإدخال مسلحين في إدلب مقابل التواجد العسكري الإيراني في جنوب دمشق، إلا أن التواجد التركي بإدلب ينذر بالمزيد من التوتر بين تركيا والأكراد، خاصة بعد تصريحات قوات سوريا الديمقراطية المتوعدة بالدخول لإدلب وإقامة مجلس عسكري للمدينة.
حدة الصراع
وفي أقل من 24 ساعة من التدخل العسكري البري بإدلب، أعلنت القوات التركية نجاح العملية العسكرية التي بدأتها صباح الثلاثاء، مؤكدة على أن مدينة "عفرين" الواقعة تحت سيطرة الأكراد هي الوجهة العسكرية المقبلة، حيث بدأت أنقرة تحركها في الـ 9 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في إدلب.
وبعبارة "سندخل إدلب في لحظة ما، وأغلب مقاتلينا من إدلب، ولنا الحق في الدفاع عنها" أرسل القائد العام للواء الشمال الديمقراطي التابع لسوريا الديمقراطية تهديد للإدارة التركية لتدخلها في مدن شمال سوريا.
وبين التصعيد العسكري والتصريحات الحادة بين الطرفين، يظل السؤال قائم هل تصبح إدلب نقطة صراع بين الأتراك والأكراد في المرحلة المقبلة.
وقال فراس الخالدي ممثل شباب الحراك الثوري السوري: "الوضع حاليا بمدن شمال سوريا يشير إلى توتر قادم، خاصة مع تصاعد حلم المشروع الكردي، فربما يقع صدام بين الأكراد وتركيا من ناحية، والأكراد والعرب السوريين من ناحية أخرى، عقب تحرير الرقة من أيدي داعش".
شواهد التوتر
الرقة بعد التحرير تعد أبرز المؤشرات على توتر المشهد والتصعيد بين الأكراد وتركيا، حيث رفعت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الأمم المتحدة صورة زعيمهم الروحي "عبد الله أوجلان" في الميادين فضلا عن رفع العلم الكردي على المباني والمنازل كعلامة للانتصار.
ولم يمر هذا الموقف مرور الكرام، بل أبدى رجب طيب أردوغان الرئيس التركي اعتراضه على العلم الكردي وصورة أوجلان قائلا: "هل هذه هي الطريقة التي يتعاونون بها معنا في الصراع ضد الإرهاب" ما يؤكد على امتعاض الجانب التركي من الأكراد وفرض سيطرتهم على الرقة.
وأشار الباحث السياسي السوري ميسرة بكور إلى أن رغبة الأكراد القوية في التوجه إلى مدن شمال سوريا من دير الزور والحسكة والرقة تعود إلى حلم تأسيس المشروع الكردي القديم الذي تجدد باستفتاء كردستان بالعراق، بالإضافة إلى المخاوف التركية المتزايدة من تكرار سيناريو استفتاء كردستان في سوريا.
هل تتحول إدلب لنقطة صراع؟
واتفقا الخالدي وبكور معا على أن إدلب يصعب تحولها لمنطقة صراع بين الأكراد وتركيا، نظرا لصعوبة تدخل الأكراد في المدينة والدخول في معركة ضد القوات التركية، مستندين على أن المشهد السياسي الدولي لا يسمح بإقامة عداوة مباشرة مع الأكراد مع تفاقم أزمة كركوك بين بغداد وأربيل حاليا.
وبين إمكانيات الأكراد وحلم الدولة والتفاهم التركي الروسي الذي بدأ يطفو على سطح المعادلة السياسية، صنف المحللان أسباب صعوبة تحول إدلب لساحة معركة بين الطرفين، حيث أرجع بكور السبب الأول إلى التحالف التركي الروسي، حيث حلقت المروحيات التركية والروسية على علو منخفض في مواقع بمنطقة تل رفعت والنقاط القريبة من وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل المعارضة المسلحة بدرع الفرات.
وتعتبر التفاهمات التركية الروسية المؤقتة هي أمر مطمئن لأنقرة ومقلق للأكراد في حال الوقوع في صدام عسكري في إدلب.
واستند المحللان إلى سبب ثاني متعلق بالقدرة العسكرية للأكراد، حيث ذكر الخالدي قائلا: "الكرد غير قادرين على الصمود في المعارك أو الدخول في مناوشات مع القوة التركية رغم ما تقدمه الولايات المتحدة من دعم وتسليح لقوات سوريا الديمقراطية، وتشجيع حزب العمال الكردستاني لتحركاتهم".
وفي الوقت نفسه أكد بكور على القدرة العسكرية لدى أنقرة خاصة مع التوافق السياسي الذي جمعها بطهران وموسكو في اتفاقية مناطق خفض التصعيد.
بينما كان السبب الثالث يتركز في انشغال الأكراد بمرحلة ما بعد داعش، واهتمامهم بفرض السيطرة على الحكم في الرقة، خاصة وبعد الإعلان الرسمي لانتصار قوات سوريا الديمقراطية على داعش، أكد قادة المعركة على أن الرقة تصبح جزءا من سوريا الاتحادية اللامركزية.. بحسب تحليل بكور والخالدي.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز