المدنيون والأحزمة الناسفة.. أساليب داعش في الموصل القديمة
ضيق شوارع الموصل القديمة دفع التنظيم الإرهابي إلى تبني وسائل جديدة.
بينما يشتد القتال بين القوات العراقية وتنظيم داعش الإرهابي في الشوارع الضيقة لغرب الموصل، يغير مقاتلو داعش أساليبهم الانتحارية أملًا في إحداث أعداد كبيرة من الإصابات بين المدنيين والقوات، بحسب ما يقوله المسؤولون العراقيون.
في تصريحات لإذاعة "صوت أمريكا"، يقول قادة عسكريون في موقع الأحداث، إن مقاتلي داعش يستخدمون بشكل أساسي الأحزمة المحملة بالمتفجرات لوقف تقدم "العدو" مع تمركز القتال في الفجوات والحارات حيث يكون من غير الممكن استخدام أداة داعش المعروفة وهي السيارات المفخخة.
في المعارك التي وقعت في الأحياء المفتوحة أكثر في المدينة، أطلق التنظيم موجة من العربات المحكمة بالقنابل اليدوية على القوات العراقية، ويأمل القادة العسكريون العراقيون ألا يتسبب مقاتلو داعش المحملون بالمتفجرات في إحداث نفس التأثير على شوارع المدينة الداخلية القديمة.
يقول القائد العسكري في القوات الاتحادية العراقية في الموصل كفاح المزهر، إن عجز العدو عن استخدام السيارات المفخخة في هذه الأحياء "في صالحنا"، ولكن هذا لا يعني أن القتال من أجل استرداد الموصل القديمة سوف يكون أكثر سهولة، فكلما ضاقت الأحياء زادت صعوبة القتال.
بدأ الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لتخليص الموصل من داعش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتسيطر القوات العراقية الآن على أغلب المدينة.
وفقًا للتقارير، يستخدم التنظيم بعض المواطنين بمثابة دروعًا بشرية، ويقول المزهر إن مقاتلي داعش الذين يرتدون سترات ناسفة يمسكون بعض المدنيين بمثابة رهائن، بينما يطلق قناصو داعش الرصاص على القوات العراقية من منازل المواطنين حيث يظنون أن بإمكانهم هناك تجنب الغارات الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، يرتدي انتحاريو داعش ملابس مدنية للهجوم على القوات العراقية بالأسلحة الخفيفة والأحزمة الناسفة، فيوضح المزهر أن داعش يستخدم الأحزمة المحملة بالمتفجرات بل ويجبر المدنيين على حملها في هذه الأحياء.
وفقًا لتقرير صادر عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، فإن أغلب هجمات داعش الانتحارية في الماضي في العراق وسوريا تمت عن طريق السيارات المفخخة.
بعد دراسة عمليات داعش الانتحارية في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول 2015 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وجد المركز الدولي أن 70% من مقاتلي داعش الانتحاريين توفوا في عمليات السيارات المفخخة.
من جانبه، قال الناطق لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في الموصل غياث سورجي، إن تقريبًا جميع مقاتلي داعش الباقيين في الموصل –الذين وفقًا لعدد البنتاجون حوالي 2000 مقاتل– مدربون ليكونوا انتحاريين.
يوضح أن مقاتلي داعش موجودين هناك للموت، مشيرًا إلى أن الغارات الجوية للتحالف الدولي دمرت المعسكرات التي استخدمها داعش لتحضير السيارات المفخخة، كما تنفد عربات التنظيم في الموصل، مضيفًا أنه لا يمكن للتنظيم أن يتوقع إحداث تأثير كبير من الأحزمة الناسفة.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg جزيرة ام اند امز