بالصور.. معسكر داعش الإرهابي بالعراق لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم
"أشبال الخلافة".. رحلة داخل أكبر معسكر لتنظيم داعش لتدريب الأطفال على القتال.
تمكنت صحيفة "التلجراف" البريطانية من القيام بجولة داخل معسكر استعاده الجيش العراقي أوائل الشهر الحالي، كان يُستخدم لتدريب الأطفال قتاليا وغسل أدمغتهم إيديولوجيا لاستغلالهم في الانضمام لصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.
المعسكر الذي أنشيء داخل نفق مهجور للسكك الحديدية ويُعتقد أنه أكبر منشأة تدريبية لداعش في العراق، وصفته الصحيفة البريطانية أنه "مروع".
كان مدخل المعسكر مخبأ في سفح تل صخري على مشارف ضاحية أبو سيف غرب الموصل، لدرجة أنه من المستبعد أن تكتشفه القوات إذا لم تتلقى بلاغا من المواطنين المحليين.
الرقيب علاء حسن من شعبة الاستجابة السريعة، أنار الطريق بكشاف هاتفه المحمول، ليضيء النفق الذي يبلغ عمقه 30 قدما وطوله نحو ميل، وكان مزودًا بالكهرباء بواسطة مولد دمرته الهجمات الجوية للتحالف الدولي أثناء المعركة التي تمت لاستعادة المنطقة من داعش الإرهابي.
وأنشأ المسلحون منطقة للتدريبات القتالية ينبغي على المجندين إنهاؤها. في البداية كان هناك حقائب معبأة بالرمال والصخور ينبغي على المتدربين ارتداؤها لإثقال أنفسهم لتسلق العقبة الأولى "حبل التسلق".
ثم تأتي العقبة الثانية وهي تسلق إحدى الحوائط التي لا تزال مغطاة بآثار الأحذية، من بعدها تظهر العقبة الثالثة وهي الزحف أسفل شبكة من الأسلاك الشائكة، قبل تسلق القضبان الأفقية وفي النهاية الانزلاق بالحبل.
يقول الرقيب حسن، إن التدريبات تشبه تدريبات القوات الخاصة العراقية، ولكنها نسخة أكثر سهولة لأنها للأطفال.
في إحدى نهايات النفق كان هناك مراحيض متنقلة ومطبخ، بينما كانت الفصول الدراسية موجودة في النهاية الأخرى للنفق.
"تعلم دينك".. كان عنوان الكتب المدرسية التي تشير إلى أنه كان يتم استكمال التدريبات البدنية بتدريب أيديولوجي مصمم لعمليات غسل أدمغة الأولاد.
على الحوائط رسم المقاتلون أعلام "داعش" وجداريات تتحدث عن غزو روما والانتصار على الرغم من التحالف الصليبي العالمي، وفقاً للجداريات المرسومة.
وقال حسن، إن الأطفال الذين تراوحت أعمارهم ما بين 10 و16 سنة، كانوا يؤخذون إلى معسكر "تدمر" معصوبي الأعين في محاولة للإبقاء على سرية موقع المعسكر.
بمجرد وجود الأطفال في المعسكر ينبغي عليهم إنهاء دورة صارمة تمتد لأسبوعين، وأثناء ذلك كانوا ينامون في غرف صغيرة بلا نوافذ.
كانت المراتب والشراشف وكراتين عصير البرتقال الفارغة متناثرة في أماكن المعيشة، أما المعسكر فكان يتسع لما يصل إلى 50 طفلاً، ويُعتقد أن 2000 صبي اجتازوا هذا المعسكر خلال العامين الذي كان فيهما مفتوحا.
وأضاف الرقيب حسن أنهم استعادوا دفاتر ملاحظات وسجلات حضور سلموها إلى أجهزة الاستخبارات، موضحاً أن جميع الأطفال كانوا عراقيين من هذه المنطقة، ولكن المدربين كانوا من دول أجنبية يمتلكون المزيد من المعرفة العسكرية.
وأشار حسن إلى أن الكتب توضح أن العديد منهم كانوا من أوروبا وتركيا والشيشان وبعض العرب، وكان يتم الإشارة إلى أغلبهم بأسمائهم القتالية ولكن استخدم البعض أسمائهم الحقيقية التي تم إضافتها إلى قاعدة بيانات المطلوبين المشتبه بهم.
كما استخدم التنظيم النفق لتخزين الأسلحة والذخيرة، وقال حسن، إن المقاتلين تركوا وراءهم أكثر من 300 بندقية من طراز "إيه كيه 47" وبنادق كلاشنيكوف وقنابل.
ويُعد معسكر تدمر الأكبر والأكثر تطورًا الذي سيطرت عليه القوات العراقية التي تقول، إن الاكتشاف منحهم نظرة قيمة لكيفية عمل مقاتلي داعش على الأرض.
وأجبر التنظيم الإرهابي آلاف الأطفال على الخضوع للتدريب في معاقل داعش في العراق وسوريا، وفقًا لصحيفة التليجراف التي تقول إن داعش يستهدف الأطفال بوجه خاص بهدف إنشاء جيل من الأتباع المخلصين الذين يتم تلقينهم منذ سن مبكر.
ويزداد اضطرار التنظيم الإرهابي للاعتماد على المجندين الصغار مع مواجهته خسارات مرتفعة للأرواح في معركة الموصل.
ويعد تجنيد الأطفال جريمة حرب ويشدد علماء النفس على أنهم ضحايا بربرية داعش وليسوا مشاركين مؤهلين.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA= جزيرة ام اند امز