بالصور.. داعش ينتقم من آثار تدمر قبل الانسحاب
تنظيم داعش الإرهابي يفخخ عدة مواقع أثرية بمدينة تدمر وأطرافها، في خطوة يبدو أنها تمهيداً لانسحابه
في إطار الحرب التي يقودها تنظيم داعش ضد الحضارة والتراث الإنساني، فخخ التنظيم الإرهابي عدة مواقع أثرية بمدينة تدمر وأطرافها، في خطوة يبدو أنها تمهيداً لانسحابه، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان داعش فخخ مواقع أثرية في تدمر عام 2015، قبيل انسحابه من المنطقة إبان العملية العسكرية التي نفذتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها بدعم من روسيا وطائراتها.
وأضاف المرصد أن التنظيم الإرهابي نفذ في 8 ديسمبر/كانون الأول عام 2016 هجوماً عنيفاً على منطقة تدمر ومحيطها وباديتها وصوامع الحبوب، ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية، والحقول النفطية الهامة فى المدينة منها حقل "المهر"، وحقل وشركة "جحار"، وحقل "جزل"، ومستودعات "تدمر"، إضافة إلى شركة "حيان" النفطية والواقعة في بادية تدمر الغربية.
كما سيطر التنظيم خلال هجومه على مواقع أثرية هامة منها "المدينة الأثرية"، و"قلعة تدمر الأثرية" وقصر "الحير" الأثري، وقصر "الحلابات"، والمنشآت القريبة منها، في الريف الشرقي لحمص، بعد وصول تعزيزات إليه قادمة من العراق.
وتتألف هذه التعزيزات من 300 عنصر وقيادي ميداني، جاءت بعد اجتماع ضم قائد "جيش الشام" مع أبوبكر البغدادي زعيم داعش، ووزير الحرب في التنظيم، واللذان أكدا لقائد جيوش الشام بأن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً.
جرائم داعش بحق التراث الإنساني:
وفي 23 أغسطس/آب 2015 فجر داعش معبد "بعلشمين" التاريخي بمدينة تدمر الأثرية، الذي يرجع لعام 17 ميلاديا، بعد تفخيخه بأيام ما أدى إلى انهيار المعبد بشكل كامل وتضرر أعمدة تاريخية موجودة في محيطه بشكل كبير.
ويعد تفجير معبد "بعلشمين" في تدمر خسارة فادحة؛ حيث يتمتع المعبد بأهمية تاريخية، ويقع خلف المذبح الشهير في المدينة الأثرية، ويبعد نحو 500 متر عن المدرج الروماني بتدمر، وكان يوصف بمعبد "سيد السماء وإله الخصب والنماء والنبع"، حيث إن بعل شمين تعني إله السماء لدى الفينيقيين.
وفي 30 أغسطس/آب 2015 تم تدمير معبد "بل" الروماني، بعد زرع شحنة متفجرات كبيرة ما أدى إلى انهياره بشكل كامل باستثناء قوس المدخل للمعبد، ولم يبق منه إلا السور والأعمدة التي تحيط به من مسافة بعيدة.
ومعبد “بل” هو أكبر المعابد الأثرية في مدينة تدمر وسط سورية، ويصنفه متحف اللوفر الفرنسي على أنه أهم موقع أثري بمدينة تدمر، وبُني في عام 32م على أنقاض آخر مبنى بالطين، واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي، ويعود اسمه للإله “بل” البابلي.
وفي مطلع العهد البيزنطي، حيث انتشرت المسيحية، صار المعبد كنيسة لإقامة الشعائر المسيحية، ولاتزال آثار الكنيسة باقية حتى الأن، فعلى الجدار المقابل للمدخل تبدو آثار قوس المذبح، وعلى الجدار الغربي يوجد رسومات تمثل الملائكة جبريل وميكائيل والقديس جورج.
أما خلال العهد الإسلامي في القرن الـ12 الميلادي أصبح المعبد حصناً، وصارت الكنيسة جامعاً ، وبقيت كذلك حتى عام 1930، وعلى يسار درج الهيكل توجد بقايا أساسات المذبح وغرفة الاحتفالات، وعلى يمينه البركة المقدسة، وفي الجهة الجنوبية الغربية من الباحة يوجد ممر خاص لحيوانات الأضاحي.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015 فجر داعش "قوس النصر" الشهير الموجود في مدخل شارع الأعمدة المستقيم في مدينة تدمر، والذي يرجع إلى عام 260م، وقد بني على يد "أذينة بن خيران" ملك تدمر، احتفالا بالانتصار على الفرس ثلاث مرات متتالية.
حتى المعالم الأثرية الإسلامية لم تسلم من تنظيم داعش بحجة "إزالة معالم الشرك"، ففي يونيو/حزيران 2015 تم تفجير عدد من المقامات الدينية في مدينة تدمر، منها تفخيخ وتفجير "مزار محمد علي"، وهو سليل الصحابي "علي بن أبي طالب" رابع الخلفاء الراشدين.
ويقع هذا الضريح في منطقة جبلية على بعد 4 كيلومترات إلى الشمال من تدمر، و”مقام أبوبهاء الدين”، الذي يعود تاريخه إلى حوالي 500 سنة، ويقع هذا النصب في واحة من المدينة على بعد 500 متر من قوس النصر.