بعد مقتل زعيمه.. هل يكون انتقام داعش خلال انتخابات تركيا؟
استعدادات مكثفة تجريها تركيا مع قرب الانتخابات المقررة في 14 مايو/أيار الجاري خاصة على الصعيد الأمني كونها تأتي بعد أيام من عملية للاستخبارات أسفرت عن مقتل زعيم داعش في سوريا.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال وزير الداخلية التركي الأسبق سعد الدين طانطان، إن التحركات التي تشنها الحكومة مؤخرًا من تحييد عناصر تابعة لتنظيم داعش لن تؤدي إلى تحرك كبير منهم خلال الانتخابات المرتقبة.
وأضاف أن "تنظيمات مثل القاعدة والنصرة وغيرهما مدعومة من دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. تقوم المخابرات بإجراء دراسات مهمة للغاية ضد هذه المشاريع الخاصة بالدول"، مشيرًا إلى أن "جميع عمليات الحكومة التركية ضد التنظيم تكللت بالنجاح خاصة التي تمت ضد كبار مقاتلي التنظيم".
ولفت إلى أن "العمليات يمكن أن تنفذ أيضا بهدف توجيه رسائل للمخابرات الأجنبية".
وأكد طانطان أن "المهاجرين الذين دخلوا تركيا بشكل غير قانوني من العديد من البلدان يسببون قلقًا كبيرًا في نظر الجمهور"، مشددا على ضرورة "تعاون المواطنين مع السلطات، فالسلام والثقة يعتمدان أيضًا على إرادة الشعب. وإذا أدرك المواطنون أن هناك خطرا في الحي السكني أو المساكن التي يقطنون بها فعليهم إبلاغ السلطات في الحال".
وأكد وزير الداخلية التركي الأسبق أن "مسؤولي الأمن وجهاز المخابرات الوطني لن يسمحوا بتواجد أية منظمات أو أشخاص من شأنها أن تشكل خطرًا في المنطقة، فالأمن التركي يهيمن على تلك المناطق الخطرة بإحكام".
وعن الاستعدادات للانتخابات، قال طانطان إن "العملية الانتخابية على وشك البدء، ولن تسمح الحكومة الحالية بالفوضى التي حدثت في الانتخابات الماضية إذ أنه في حالة حدوث أي فوضى ستهتز ثقة المواطنين في الحكومة وسيكون ذلك سببًا في تضاؤل فرصة فوزها بالانتخابات".
وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي المختص بالتنظيمات الإرهابية، مهمت فراتش، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، إن حوالي 10 آلاف عنصر لداعش، بمن فيهم المتعاطفون مع التنظيم، موجودون في أراضي الأناضول ، وأن 1900 منهم فقط تم التحفظ عليهم في عام 2022.
وأشار إلى أن "عناصر تنظيم داعش تتركز في بنجول وديار بكر وأورفة وغازي عنتاب وأضنة، وفي أنقرة وإسطنبول وقوجالي ومرسين وبورصة وقونية".
ووفق فراتش فإن "العمليات التركية ضد التنظيم الذي نفذ العديد من الهجمات المسلحة والتفجيرية في تركيا مستمرة، وكان آخرها حينما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخرًا مقتل زعيم داعش أبو حسين القرشي في عملية في شمال سوريا واعتقال 8 أشخاص في قيصري قبلها بيومين".
ومساء الأحد، أعلن الرئيس التركي أن قوات تركية قتلت زعيم تنظيم داعش أبو الحسين القرشي في سوريا.
وفي مقابلة مع محطة تي.آر.تي التلفزيونية التركية، أضاف أردوغان: "تم تحييد هذا الشخص في إطار عملية نفذتها المخابرات الوطنية التركية في سوريا أمس"، مضيفا أن المخابرات كانت تتابعه منذ فترة طويلة.
وكان القرشي قد اختير زعيما للتنظيم في نوفمبر /تشرين الثاني 2022 بعد مقتل زعيم التنظيم السابق في عملية جنوب سوريا.
وشهد التنظيم، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، هزيمة أولى في العراق في العام 2017، ثم في سوريا في العام 2019، وفقد كامل مناطق سيطرته. غير أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية. كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.
aXA6IDMuMTQ3Ljc2LjE4MyA= جزيرة ام اند امز