انتخابات تركيا.. "صانع الملوك" يحرك دفة الاصطفافات ويربك الاستطلاعات
بخزان انتخابي هام ينزل حزب الشعوب الديمقراطي بثقله ليبعثر توجهات المشهد الانتخابي في تركيا ويربك استطلاعات الرأي.
الحزب المؤيد للأكراد الذي يوصف بأنه "صانع الملوك"، يرسم منعطفا بمسار الاقتراع الرئاسي المقرر في 14 مايو/ أيار المقبل، بإعلان دعمه لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
والجمعة، دعا الحزب الذي حل مرشحه للانتخابات الرئاسية عام 2018 ثالثا، حلفاءه وأنصاره للتصويت لصالح المرشح الرئاسي لتحالف الأمة المعارض، المنافس الرئيسي للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
معركة السُلطة في "طبق سَلَطة".. "مقبلات" ساخرة بانتخابات تركيا
وبإعلان دعمه لكليجدار أوغلو، يحرك الحزب اليساري الذي يمثل أكثر من 10 بالمئة من أصوات الناخبين الأتراك، إحداثيات اقتراع بات من المحتمل جدا أن يحسم من الدور الأول.
مد وجزر
في بيان صدر الجمعة، قال تحالف العمل والحرية الذي يهيمن عليه حزب الشعوب الديمقراطي، القوة السياسية الثالثة في تركيا: "في هذه الانتخابات التاريخية، ندعو شعوب تركيا إلى التصويت لكمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية".
فيما قال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجار، في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة سوزجو المحلية، إن الانتخابات المقبلة "هي الأهم في تاريخ تركيا".
وأضاف "لذلك قررنا دعم كليجدار أوغلو".
وبحسب سنجاو، فإن حزب الشعوب الديمقراطي يريد إفساح المجال للمعارضة للفوز اعتبارا من الدورة الأولى.
أردوغان في انتخابات تركيا.. رُب "وعكة" نافعة
وسبق أن دعم الحزب مرشح المعارضة وإن بشكل ضمني، وذلك حين أعلن قبل أشهر أنه لن يرشح شخصية من صفوفه للانتخابات الرئاسية.
وتتهم الحكومة التركية هذا الحزب بأنه مرتبط بحزب العمال الكردستاني، المجموعة المسلحة المصنفة "إرهابية" من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين.
والشخصية الرئيسية في الحزب صلاح الدين دميرتاش مسجون منذ نهاية 2016 بتهمة "الدعاية الإرهابية".
توقيت وسياق
إعلان اصطفاف يأتي في وقت يواجه فيه أردوغان وعكة صحية مفاجئة يخشى أنصاره أن تؤثر على حظوظه بالاقتراع الذي بدأ التصويت فيه من قبل أتراك الخارج.
مخاوف تفاقمها استطلاعات الرأي التي تظهر مرشح المعارضة في موقع جيد في مواجهة أردوغان، كما يحدث أحيانا أن يتقدمه بشكل طفيف.
في غضون ذلك، واصل أردوغان المصاب بفيروس معوي، الجمعة، تعليق أنشطة حملته الانتخابية لليوم الثالث على التوالي قبل 16 يوما من الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وبحسب البرنامج الذي أعلنته الرئاسة التركية، تحدث الرئيس البالغ 69 عاما فقط عبر الفيديو مساء من القصر الرئاسي في أنقرة بمناسبة تدشين جسر في أضنه (جنوب).
ومنذ مساء الثلاثاء، ألغى أردوغان كل التزاماته منذ مساء الثلاثاء وبينها حدث كان منتظرا بشدة وهو تدشين أول محطة نووية في تركيا.
واضطر الرئيس التركي الخميس للتحدث عبر رابط فيديو في مناسبة افتتاح محطة أكويو في جنوب البلاد وبدت عليه علامات التعب، في أول ظهور على التلفزيون في بث مباشر بعد نحو 48 ساعة.