فايننشال تايمز: الإرهاب لن ينتهي بهزيمة داعش
الإرهابيون الذين ألهمهم داعش يمكن أن يستكملوا مسيرة التنظيم الإرهابي الذي يتعرض لهزائم هائلة في سوريا والعراق.
ربما تكون هذه أخبارا سيئة لشعوب أوروبا، لكن الإرهابيين الذين ألهمهم داعش يمكن أن ينفذوا هجمات في مدنهم استكمالا لمسيرة التنظيم الإرهابي الذي يتعرض لهزائم هائلة في سوريا والعراق.
وبحسب مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن "تنظيم داعش بكل وحشيته سيهلك وينتهي، أما الإرهاب نفسه فيبدو أنه سيكون له مستقبل أكثر شراسة".
وأشار المقال إلى أن "الهجمات التي شهدتها عدد من المدن الأوروبية الفترة الماضية، ليست بالطبع جديدة، ولا هي مجرد استجابة تكتيكية لتراجع داعش في سوريا والعراق أو غيرهما"، وتابع: "ربما يكون تنظيم داعش هو الحركة الإرهابية الحديثة الأولى التي تؤسس نموذج دولة، لكنه دائما يدعو أتباعه إلى استخدام سلسلة من الحروب غير النظامية بدءا من الهجمات الإرهابية التقليدية والتمرد وحرب العصابات وحتى السكاكين والشاحنات".
ووفقا للمقال، فإن العالم سيشهد الآن مزيدا من هذه الهجمات؛ حيث اندمج الإرهابيون في المدن العربية، وشكلوا شبكات إرهابية دولية وإقليمية". لافتا إلى أنه يصعب تحديد أعدادهم.
وتناول المقال ما حدث في العراق وتنظيم القاعدة الذي تم تدميره في الفترة ما بين عامي 2007 و2009 بفضل التدفق العسكري الأمريكي، وثورة القبائل في وسط وغرب العراق، وبعد ذلك، استغل داعش الفوضى السورية التي انحدرت إلى حرب طائفية، وتحالف مع هيكل السلطة المتبقي من حزب البعث التابع لصدام حسين وجيشه، وقام التنظيم باقتحام العراق لتأسيس خلافته بعد نهاية القاعدة بـ5 سنوات.
ولفت المقال إلى أن هيئة تحرير الشام يمكن أن تكون خليفة داعش، وهي تشكل الآن أحد أكبر الجيوش في سوريا، موضحا أن الطموحات الدولية لتحرير الشام غير واضحة على الأقل بشكل رسمي، لكن إمكانياتها للحل محل داعش في التأثير على الإرهابيين المحتملين واضح جدا.
وأخيرا دعا المقال الأطراف والدول المشاركة في الحرب ضد داعش في سوريا والعراق، إلى ضرورة التوصل إلى قاسم وهدف مشترك فيما بينهم، وإلا لن يكون هناك إعادة بناء في أي من الدولتين، وبدلا منه سيتفشى وباء الإرهاب ما بعد خلافة داعش.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز