"بوابة العين" الإخبارية ترصد تطورات المعارك الثلاث ومحاولات داعش البائسة لإثبات الوجود وإعادة تكوين صفوفه من جديد.
على مدار الـ4 أيام الماضية.. تلقى تنظيم "داعش" الإرهابي هزائم متتالية بعد انطلاق 3 معارك في تلعفر العراقية، ودير الزور السورية، ورأس بعلبك اللبنانية ضد عناصر التنظيم المسلح بشكل متواز، ما يدعم سيناريو انهيار داعش وتفكك صفوفه في معاقله الرئيسية بسوريا والعراق، ويزيد من مخاوف التحالف الدولي من تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية التي تستهدف أوروبا عقب فرار المقاتلين الأجانب لبلادهم من جديد.
وترصد "بوابة العين" الإخبارية تطورات المعارك الـ3 ومحاولات داعش البائسة لإثبات الوجود وإعادة تكوين صفوفه من جديد.
تلعفر.. الضربة القاصمة لداعش
"ها هم الأبطال يستعدون لتحرير تلعفر.. أقولها للدواعش لا خيار أمامكم إلا الاستسلام أو القتل" بهذه العبارة أعلن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، في الـ20 من أغسطس/آب الجاري، انطلاق عملية تحرير مدينة تلعفر آخر معاقل داعش الرئيسية الواقعة بمحافظة نينوى شمال العراق.
وتشير عبارة العبادي التي حرص أن يقولها وهو مرتدٍ زيه العسكري، قبل بدء العملية العسكرية ضد عناصر التنظيم الموجودين في 27 قرية وبلدتي المحلبية والعياضية ومركز قضاء تلعفر، هي إشارة قوية لثقة القوات العراقية في تحقيق الانتصار على داعش، فضلًا عن الاستعدادات القوية التي سبقت المعركة بنحو شهر بعد تحرير الموصل.
وخلال يومي سير المعركة، تقدمت القوات العراقية لحدود مدينة تلعفر، ونجحت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من اقتحام حي الكفاح بمركز القضاء، كما أعلنت العمليات المشتركة تمكن الفرقة الـ15 للجيش العراقي من تحرير نحو 8 قرى شمال غرب تلعفر وقطع طريق إمدادات داعش الواصل بين المحلبية وتلعفر جنوب شرق القضاء.
وفي الوقت نفسه، توالت الضربات الموجهة ضد عناصره المسلحة، وفقد التنظيم سيطرته على شبكة أنفاق كانت بمثابة مقار للتدريب وإطلاق الطائرات المسيرة، وتوغلت قوات الشرطة الاتحادية في المحور الغربي ناحية مناطق وأحياء السعد والوحدة.
ورغم انخفاض الكثافة السكانية ووجود نحو 200 ألف مدني عالق فقط بالمدينة، إلا أن القوات العراقية حرصت على إلقاء المنشورات المتضمنة أخبار المعركة ومناطق الاشتباك كنصائح لمنع تواجد المدنيين بالقرب من القصف الجوي.
ويبدو أن بث الخوف والرعب في نفوس المقاتلين الدواعش هو جزء من الخطة الموضوعة من قبل الجيش العراقي، فتضمنت منشورات أخرى تحذيرات للتنظيم من أية عمليات إرهابية، ومطالبات بضرورة إلقاء الأسلحة والاستسلام تجنبًا للموت، ما يدل على صحة المعلومات الاستخباراتية التي سبقت الهجوم.
كما تحمل زيارة وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، للعراق أثناء المعارك الدائرة ضد داعش، رسالتين قويتين؛ الأولى موجهة للتنظيم بأن الهزيمة ستلحق به قريبًا، والثانية تعد دفع معنوية لجميع القوات المشاركة بالمعركة، حيث تشارك قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والمحلية، وعناصر من جهاز مكافحة الإرهابية والفرق الـ9 والـ5 وفصائل للحشد الشعبي بالعملية العسكرية ضد نحو ألف داعشي بتلعفر.
دير الزور.. حصار ممتد للتنظيم
وتزامنًا مع معركة تلعفر، وجّه جيش النظام السوري بدعم روسي ضربات جوية مباشرة لثكنات ومواقع داعش في مدينة الزور السورية؛ حيث فرض التنظيم سيطرته على ثاني أكبر المحافظات السورية منذ 2014.
واستعادة دير الزور في هذا التوقيت الحالي تعد نقطة تحول في مسار داعش بسوريا، خاصة أن المعركة تتزامن مع معركة الرقة التي تمكنت فيها قوات سوريا الديمقراطية من استعادة أكثر من 60% من مساحتها، فضلًا عن موقعها المهم الرابط بين الحدود العراقية السورية.
وتركزت الاشتباكات العنيفة بين جيش النظام ضد العناصر المسلحة في منطقة المقابر الواقعة بمحيط دير الزور، وتصاعدت وتيرة المعركة على محاور محيط دوار البانوراما جنوب المدينة، ومحيط اللواء 137 غرب المدينة.
ومنذ يوم الـ28 من يوليو/تموز الماضي، تكبد داعش خسائر في مساحة الأراضي التي فرض سيطرته عليها منذ 3 سنوات، وتشير الهزائم السريعة والتراجع الملحوظ للتنظيم إلى فقدانه القادة الأساسين والأسلحة والعتاد في المعارك.
وسيطرة جيش النظام على بلدة السخنة بمحافظة حمص شرق سوريا يفتح المزيد من الأبواب والطرق أمام قوات النظام والقوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي على استعادة المدينة بالكامل وتضيق الخناق على عناصر التنظيم المسلح، ما يجعلهم أمام خيارين؛ الموت أو الفرار إلى بلادهم من جديد.
فجر الجرود.. معركة لبنان ضد الإرهاب
وفي لبنان لم يختلف الأمر كثيرًا، وأعلن المتحدث باسم الجيش اللبناني العقيد نزيه جريح، السبت الماضي، انطلاق معركة "فجر الجرود" بهدف طرد 600 داعشي من جرود رأس بعلبك والقاع شرق لبنان.
ومنذ بداية الشهر الجاري، كثف الجيش اللبناني هجومه على مواقع التنظيم الإرهابي، وبدأ التقدم ناحية رأس بعلبك التي تقع على بعد 45كم شمال شرقي لبنان، في الـ16 من أغسطس/آب الجاري، كتمهيد لعملية عسكرية كبرى وتضيق الخناق على عناصره المسلحة في القاع وبعلبك.
وحال التنظيم الإرهابي في لبنان كانت مشابهة لحاله في سوريا والعراق؛ حيث خسر في اليوم الأول من المعركة أكثر من 30% من إجمالي المناطق التي فرض سيطرته عليها، واستردت القوات اللبنانية ثلث المناطق التي كانت بحوزته ومنها، تلة خلف، سهلات الشميس، المخيرمة، طلعة مبيض، خربة الشميس، داوود، جبل المخيرمة، مراح درب العرب.
ولجأ التنظيم المفكك إلى زرع ألغام بالأراضي ونشر القناصة على أسطح المنازل ومحاصرة المدنيين كأوراق أخيرة لمواجهة التقدم الميداني السريغ للوحدات المشاركة في الاشتباكات، ما دفع قادة المعركة على توجيه تعليمات بضرورة التمييز بين المسلحين والمدنيين في المواجهات.
ويشير تسلسل المعارك وتزامنها بقوة إلى دور التحالف الدولي القوي في معركته ضد الكيانات الإرهابية، وحرصه الشديد على إنهاء أسطورة داعش المزيفة قبل بداية 2018.
المقاتلون الأجانب يهدودن أوروبا
وعند متابعة المشهد الميداني في المعارك الـ3، تظهر قواسم مشتركة في الخطة العسكرية وسرعة الهجوم البري والجوي على معاقل الإرهابيين، بالإضافة للأهمية الاستراتيجية للمدن لوقعها على الحدود، الأمر الذي دفع المقاتلين الأجانب في داعش للفرار لبلادهم واستهداف الدول الأوروبية بالهجمات الإرهابية.
ومنذ الـ17 من أغسطس/آب شهدت أوروبا 3 حوادث إرهابية بين دهس وطعن، وفي منطقة " لاس رامبلاس" الإسبانية قتل نحو 44 وجرح أكثر من 90 شخصا في حادث دهس استهدف المارة بوسط برشلونة.
وفي اليوم التالي لحادث برشلونة، قتل شخصان وأصيب 6 آخرون في حادث طعن بمدينة توركو بفنلندا، كما اقتحمت سيارة محطتي حافلات بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح بالغة، الإثنين الماضي.
ومع استمرار المعارك الحاسمة ضد داعش بالمنطقة، يظل السؤال القائم هل يصبح هدف داعش المقبل في أوروبا؟ خاصة بعد تداول صورة على قناة "shot" بموقع تليجرام يظهر فيها المدرج الروماني "الكولوسيوم" مشتعلا بالنيران، ما اعتبره البعض أنه رسالة من داعش أن وجهته القادمة في إيطاليا.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA= جزيرة ام اند امز