"بوابة العين" الإخبارية ترصد أسباب استهداف داعش لأوروبا خلال العام الحالي
أكثر من 70 قتيلا و170 جريحا سقطوا جراء الهجمات الإرهابية التي ضربت أوروبا خلال العام الحالي، ومنذ بداية العام كثف تنظيم داعش الإرهابي هجماته الإرهابية الدامية ضد الدول الأوروبية بداية من فرنسا وإيطاليا مرورًا ببريطانيا وألمانيا وسويسرا والسويد وصولًا لإسبانيا.
وشهدت مدينة برشلونة الإسبانية هجومين داميين، الخميس الماضي، أوقع 14 قتيلا وأكثر من 40 جريحا، بعد أن قام مسلحان بدهس المارة في لاس رامبلاس بوسط العاصمة الإسبانية، ويعد استهداف تنظيم داعش لإسبانيا هو الاستهداف الـ11 الموجه ضد أوروبا من قبل التنظيم الإرهابي في 2017.
وترصد "بوابة العين" الإخبارية 3 أسباب وراء استهداف داعش لأوروبا العام الحالي.
1- التحالف الدولي ضد داعش
وفي كل هجوم إرهابي على دولة أوروبية، يطرح العديد من التساؤلات بشأن السبب وراء الاستهداف المباشر للقارة العجوز من قبل تنظيم داعش، وتشير أساليب الهجمات الإرهابية والأسلحة المستخدمة ما بين شاحنة دهس وسلاح ناري ومتفجرات ناسفة إلى الروح الانتقامية لدى داعش من الدول المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب التي بدأت حربها الدولية ضد داعش في الـ7 من أغسطس/آب 2014.
وتمثّل دور التحالف الدولي في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية بين تدريب القوات العراقية والسورية التي تدخل في اشتباكات مباشرة ضد عناصر داعش المسلحة، وتقديم الاستشارة والنصائح العسكرية ووضع الخطط المشتركة في معارك الرقة والموصل وتلعفر، بالإضافة للدعم اللوجستي وإرسال الأسلحة المتطورة لمعاونة الوحدات المقاتلة المحلية على إنهاء الاشتباكات.
ولم يتوقف دور التحالف الدولي عند الدور الاستخباراتي وجمع المعلومات قبل بدء المعارك فقط، بل امتدت مهام التحالف لشن غارات جوية وقيادة القصف الجوي والمدفعي لمعاقل وثكنات الكيانات الإرهابية، بالإضافة لعملية تطويق المدن المحررة من عناصر داعش الإرهابية.
وطوال العاميين الماضين تمكنت الـ20 دولة المكونة للتحالف من توجيه أكثر من 22 ألفا غارة بالعراق، وشن أكثر من 9775 غارة جوية بالأراضي السورية.
وفي الوقت نفسه، عمل التنظيم الإرهابي على تحريض مسلحيه عبر فيديوهات لتنفيذ المزيد من الهجمات على أوروبا، وفي إبريل/نيسان الماضي نشر داعش عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل "تليجرام" و"تويتر" فيديو تحريضيا ضد أفراد الشرطة الألمانية.
وتعد أوروبا ضمن الحلفاء الرئيسيين للتحالف وتتنوع مهام كلٍ من فرنسا والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا والنمسا وبلجيكا والدنمارك والمجر وإيطاليا وإسبانيا بين الدعم العسكري وتقديم المساعدات الإنسانية لنازحي الحروب جراء المواجهات مع داعش، لتصبح الهجمات الدامية هي فاتورة يدفعها الأوروبيين نتاج مشاركة دولهم في الحرب ضد إرهاب داعش.
2- عودة الدواعش
كلما ضاق الخناق على عناصر داعش في سوريا والعراق، فرّ المقاتلون الأجانب إلى بلادهم من جديد، ما يمثل تهديدا كبيرا للدول الأوروبية، ويعود بعض الدواعش إلى موطنهم الأصلي بهدف تجميع صفوف التنظيم وتجنيد مقاتلين جدد بعد أن تراجعت أعداد المنضمين لداعش خلال العام الحالي.
ويعود آخرون إلى الدول الأوروبية بهدف الانتقام من دول التحالف بتنفيذ عمليات إرهابية واستهداف المدنيين والعسكريين الأوربيين، لاقتناعهم بأن الانضمام لداعش تلبية لما يسمونه بـ"دعوات الجهاد".
ووفقًا لتقديرات غربية، انضم من 25-30 ألف إرهابي أجنبي إلى داعش خلال الـ3 أعوام الماضية، ومع استمرار الحرب ضد الإرهاب وتمكن القوات العراقية والسورية والليبية المدعومة من التحالف من طرد داعش من مساحة تقدر بأكثر من 80% من الأراضي التي فرض سيطرته عليها في 2014، تزداد خطورة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم، وتتصاعد احتمالية سقوط المزيد من الجرحى والقتلى في هجمات إرهابية.
وأشارت تقارير دولية أخرى إلى أن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وبدأوا في العودة إلى بلادهم منذ نهاية العام الماضي يقدرون بنحو 8500 شخص.
3- إعادة صفوف التنظيم
وطوال العام الحالي، توالت هزائم داعش على أرض الواقع في معاقله الرئيسية بسوريا والعراق وليبيا، ما يعنى أن الانهيار التدريجي للتنظيم الإرهابي بات وشيكًا للغاية، ويسعى داعش عبر الهجمات الإرهابية الموجهة ضد أوروبا إلى إثبات الوجود مرة أخرى وتغيير حقيقة الهزيمة بمحاولات بائسة ترهب المدنيين.