4 رسائل من "داعش" في هجوم برشلونة
ثمة رسائل وجهها تنظيم داعش الإرهابي من خلال هجمات برشلونة.. ما هي؟
بين الحين والآخر، تتزايد الآمال بقرب الانتهاء من خطر تنظيم داعش الإرهابي، ليقوم التنظيم بعملية إرهابية ممقوتة يرسل من خلالها أنه لا ينبغي التفاؤل كثيرًا، الاعتداءات التي شهدتها إسبانيا بالأمس كانت خير مثال على ذلك، داعش يريد إيصال عدة رسائل في مقدمتها أنه لم ينته بعد، وذلك بحسب خبراء في الجماعات المتطرفة.
وقال خبيران، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن الرسائل التي أراد داعش إيصالها من خلال تبنّيه لهجمات إسبانيا تتمحور حول: عدم انتهاء التنظيم كُلية رغم تكثيف الضربات العسكرية عليه في سوريا والعراق، والقدرة على توجيه عملياته الإرهابية إلى الخارج، وعدم خسارة العناصر المتضامنة معه حال خسر أراضيه.
وتبني تنظيم داعش الإرهابي مسؤولية هجوم برشلونة، الذي يعد أول هجوم إرهابي يقوم به التنظيم في تلك البلد الأوروبي منذ إعلان خلافته المزعومة 2014.
داعش لم ينته
أحمد بان، الباحث في الجماعات الإسلامية، قال إن داعش أراد من خلال هجوم برشلونة أن يدحض التصريحات القائلة بأن دولته قد زالت، وأنه محاصر في العراق وسوريا أو في الخارج.
ومن ثم، بحسب بان، يرسل داعش رسائل أنه سيوسع نطاق المعارك ويشعل ساحة أخرى مختلفة عن أماكنه التقليدية، في سوريا والعراق أو الدول الأوروبية التي شهدت مزيد من عملياته الإرهابية.
وأضاف بان أن التنظيم أراد الاستفادة حتى من خسائره، وذلك من خلال اغتنام عودة العناصر التابعة له إلى بلدانها الأصلية لإشعال معارك جديدة يتبناها التنظيم.
إسبانيا.. المرغوبة البعيدة
وعن اختيار إسبانيا لتنفيذ هجمات التنظيم، قال بان إن اختيار داعش لإسبانيا يرجع لأمرين: الأول أن إسبانيا لم تشهد هجمات إرهابية قام بها التنظيم من قبل، والثاني لمحاولة التأثير سلبًا على اقتصاد تلك البلد المشهورة باجتذاب السياح؛ وهو ما يتضح في اختيار التنظيم شارع "لا رامبلا" الذي يكتظ ببيع الورود والقطع التذكارية لتنفيذ عمليته.
وأوضح بان أن الخلايا النائمة التابعة للتنظيم قد تنشط في أي وقت، وأنهم يقومون بعمليات رصد ومتابعة وتحديد لمناطق الثغرات الأمنية لتنفيذ عملياتهم، موضحا أن الأمر يزداد صعوبة مع عودة العناصر الداعشية إلى بلادها.
يذكر أن صحف إسبانية تناولت، في يناير/كانون الثاني 2016، فيديو ظهر من خلاله تهديدات داعشية للنيل من إسبانيا، عبر إبراز قصر الحمراء بغرناطة من الداخل والخارج، في إشارة من قبل التنظيم إلى الرغبة في استعادة السيطرة على الأندلس.
كما كشفت سلطات مدريد، في فبراير/شباط 2017، عن تهديدات لداعش، رصدتها من مواقع التواصل الاجتماعي، باستهداف المناطق السياحية في إسبانيا.
من التمكين إلى الشتات
من جانبه، أشار ماهر فرغلي، الباحث في الجماعات الإسلامية، إلى أن الاستراتيجية الحالية للتنظيم تتلخص حول التحول من التمكين على الأرض إلى التوجه لتنفيذ عملياته في الشتات، خاصة الدول المشاركة في التحالف الدولي ضده.
وعن اختيار إسبانيا لتنفيذ هجمات التنظيم، قال فرغلي إن إسبانيا تتسم بموقع جغرافي وسط بين إفريقيا وأوروبا، ما يجعلها منفذ تمر عبره الهجرة من القارة السمراء إلى الأخرى العجوز، وهو أمر يستفيد منه عناصر التنظيم حال عودتهم إلى بلادهم أو توجههم بشكل خاص لتنفيذ تلك العمليات.
رخص التكلفة
وأضاف بان أن تضييق الخناق على التنظيم الإرهابي ماديًا وعسكريًا في سوريا والعراق لا يحول دون قيامه بعمليات إرهابية في الخارج، خاصة أن خلاياه النائمة أو ذئابه المنفردة يمكنها القيام بعمليات قتل وذعر في المجتمع عبر سيارة تستخدمها في دهس المارة.
ومن ثم، بحسب فرغلي، لم يعد القيام بعملية إرهابية مكلفا، فعبر سيارة يستطيع أي شخص تأجيرها يمكن القيام بعملية إرهابية تحصد أرواح العشرات وتُخلف مئات الجرحى، لذا وَجَبَ نشر الوعي الفكري ومبادئ التسامح كوسيلة ضمن وسائل القضاء على الإرهاب.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز