"هجمات اليأس" في الغرب.. ورقة داعش الأخيرة قبل هزيمته
الهجمات اليائسة التي ينفذها تنظيم داعش في الغرب هي جزء من مخطط التنظيم للاستعداد لخسائره وهزيمته في العراق وسوريا
اعتبرت كاتبة بريطانية أن الهجمات اليائسة التي ينفذها تنظيم "داعش" الإرهابي في الغرب، هي جزء من مخطط التنظيم للاستعداد لخسائره في العراق وسوريا، وهزيمته التي تنبأ بها المتحدث باسمه أبو محمد العدناني قبل مقتله في أغسطس/آب 2016.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، قالت الكاتبة كاثرين فيليب، إنه قبل بدء معركة استعادة الموصل والرقة ، نشر مسؤول الدعاية في التنظيم الإرهابي أبو محمد العدناني ما بدا أنه رسالته الأخيرة، التي تنبأ فيها بنهاية ما يسمى "الخلافة" الإقليمية، ورسم خطة احتياطية لاستئناف صراع "داعش" مع الحضارات.
وأشارت إلى أن العدناني، قال لأنصار التنظيم ومؤيديه، يحثهم على شن هجمات في الغرب: "إن أصغر عمل تقومون به في عقر دارهم أفضل وأحبّ إلينا من أكبر عمل عندنا".
ولفتت إلى أن التنظيم الإرهابي استهدف بروكسل وباريس بهجمات، نفذتها شبكة من العملاء المدربين في سوريا تنشط في جميع أنحاء أوروبا، بنيت بهدوء تحت أعين المخابرات الغربية.
ونوهت إلى أن العدناني كان لديه محور ثانٍ لخطته، هو الانحياز إلى الصحراء، أو التراجع إلى الصحراء، وهو تشتيت استراتيجي، وإعادة تجميع مثل ذلك الذي نفذه تنظيم القاعدة في العراق قبل أن يبرز كداعش، حيث قال: "أم تحسبين أمريكا، هل سنُهزم وتنتصرين إذا أخذتِ الموصل أو سرت أو الرقة؟ كلاّ!"
ورأت أن بروز "داعش" في أماكن مثل الفلبين وأفغانستان يظهر استمرار جاذبية علامته التجارية لحركات التمرد الإرهابية، غير أن القادة الغربيين يعتقدون أن سقوط ما يسمى "دولة الخلافة"، لن يحرم "داعش" من ملاذ آمن لشن هجمات فحسب، بل سيؤثر على جاذبيته العالمي، غير أنه توجد ملاذات آمنة محتملة أخرى.
وذكرت أنه بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة سرت الليبية، تراجع مقاتلوه إلى مساحات غير خاضعة للسلطة من الصحراء، وستبقى سوريا والعراق في حالة من الفوضى بعد أن يفقد "داعش" أراضيه الحضرية هناك.
وأوضحت أن "داعش" دأب بشكل تقليدي على شن هجمات واسعة النطاق عندما تتعرض أراضيه للتهديد، حيث خسر قاعدة رئيسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي مدينة دابق السورية، الموقع المتنبأ به لمعركة هرمجدون الذي تحمل اسمها مجلة دعاية التنظيم.
وسرعان ما أعاد التنظيم تسمية منشوره "رومية"، أو روما، حيث يشير إلى رغبته إلى أين سينقل معركته، وتضمنت الطبعات الأولى تعليمات حول كيفية مهاجمة المدنيين: بالمركبات والسكاكين.