من الحياة إلى الثقافة.. الإسلاموفوبيا أزمة متفاقمة بألمانيا
يبدو أن ألمانيا بحاجة لعدة إجراءات سريعة لمكافحة الإسلاموفوبيا على أراضيها، وفق تقرير للحكومة يتزامن مع تزايد جرائم الكراهية عالميا.
التقرير الذي أعدة فريق من الخبراء المستقلين يتكون من ١٢ عضوا، ويعمل بصفة استشارية في وزارة الداخلية الألمانية، خلص إلى أن "المسلمين يواجهون، في الحياة اليومية في ألمانيا، التحيز والتمييز".
- المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: 5 محاور لمواجهة الإسلاموفوبيا
- الإسلاموفوبيا.. سلاح إخواني يمزق أوروبا بصمت
وحملت الصفحات الأولى للتقرير المتاح لـ"العين الإخبارية"، كلمة لوزيرة الداخلية نانسي فيسر، قالت فيها، إن "المسلمين كانوا جزءًا من مجتمعنا لعقود عديدة. ومع ذلك، غالبًا ما يتعرضون للهجوم والتهميش والاستبعاد بسبب عقيدتهم".
وتابعت: "يعيش في ألمانيا حوالي 5.5 مليون مسلم، غالبيتهم من الرعايا الألمان. لذلك عندما نتحدث عن الإسلاموفوبيا، يجب ألا ننسى أنها لا تؤثر على مجموعة مجردة، بل تؤثر بشكل ملموس على زملائنا وجيراننا وزملائنا وأصدقائنا".
ووفق التقرير، اقترح الخبراء على الحكومة الألمانية تعيين مفوض لمكافحة هذه الظاهرة، ومجلس لدعم عمل هذا المفوض لمواجهة تداعيات الإسلاموفوبيا ومكافحة جذورها.
وأضاف الخبراء أنه يجب على الحكومة الألمانية تعزيز مشاركة المسلمين في جميع مؤسسات الدولة، وتدشين حملات مستهدفة لمكافحة الإسلاموفوبيا.
الأكثر من ذلك، قال التقرير إنه "يجب تدريب موظفي الدولة وعناصر الشرطة للتعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتعامل مع الظاهرة بشكل إلزامي في المدارس".
واشتكت النساء المسلمات، اللاتي تم تضمينهن في التقرير، من أن "المجتمع لا ينظر إليهن على أنهن ذوات قرار نابع من عقولهن. فيما اشتكى الرجال المسلمون من الصور النمطية للرجل المسلم العنيف والعدواني".
وأوضح المواطنون المسلمون الذين تحدثوا لفريق الخبراء، أن "هذه الأمور ليست أحداثا منعزلة، ولكنها تجارب متكررة ومرهقة للغاية، حيث يتعرضون للاستبعاد والتمييز، وصولا إلى العنف".
بدورها، وصفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر نتائج التقرير بالمريرة، ووعدت بالتعامل معه بشكل مكثف.
وقالت فيزر إن نتائج هذا التقرير الشامل الأول عن عداء المسلمين في ألمانيا مريرة: فالعديد من 5.5 مليون مسلم في ألمانيا يعانون من الإقصاء والتمييز في الحياة اليومية، لدرجة الكراهية والعنف".
وأضافت أنه من المهم جدا إبراز ذلك وخلق الوعي ضد الظاهرة التي لا تزال منتشرة، مضيفة "يجب أن يتمتع الجميع بنفس الفرص والحقوق".
وفي المجالات الثقافية، قال التقرير "العداء للمسلمين يمثل مشكلة في مختلف مجالات الثقافة. إذ يُظهر تحليل شامل لتصوير الإسلام في الأفلام الناطقة بالألمانية أن ما يقرب من 90% من الأفلام التي تم فحصها، تحمل نظرة سلبية".
وتابع: "ينصب التركيز على قصص الهجمات الإرهابية والتطرف والحروب واضطهاد المرأة، مما يضيق النطاق السينمائي للإسلام إلى عدد قليل من موضوعات الصراع والأزمات".
ومضى قائلا إن "غالبية أنواع الأفلام الموجهة للمشاكل (الدراما، والإثارة، والجريمة) والانتشار الواسع للقوالب النمطية للإسلام المرئي (النساء اللواتي يرتدين الحجاب كمرجع سينمائي عن الغيتو) تساهم في تصوير الإسلام على أنه تهديد وقمعي وغير انتمائي".
التقرير قال أيضا، "لا يزال تنوع خطط حياة المسلمين وقصصهم غير مرئي إلى حد كبير في إنتاج الأفلام باللغة الألمانية. هذا أمر مؤسف بشكل خاص بالنظر إلى أن الإسلام أصبح بشكل متزايد موضوع مادة سينمائية في الآونة الأخيرة".
وأوضح أنه "بدلاً من استخدام إمكانات وسائط الترفيه الخيالية لسرد القصص الجديدة واليومية، وبالتالي مواجهة الأجندة الإخبارية الموجهة نحو الصراع، تحمل الأفلام رسالة سلبية عن الإسلام".
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA= جزيرة ام اند امز