المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: 5 محاور لمواجهة الإسلاموفوبيا
حدد الدكتور محمد بشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، 5 محاور رئيسية لمواجهة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام والمجتمعات الغربية.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور محمد بشاري بورقة بحثية في مؤتمر دولي في الخامس عشر والسادس عشر من مارس/آذار، بعنوان "الإسلاموفوبيا كشكل محدد من أشكال العنصرية والتمييز، تحديات عالمية وعابرة للحدود".
ودارت فعاليات المؤتمر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة "الإسلاموفوبيا" أو رهاب الإسلام، ونظمه مركز التعددية الثقافي الدولي في باكو بأذربيجان، ومركز تحليل العلاقات الدولية (في باكو أيضا)، ومنتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان.
وشارك الدكتور محمد بشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بورقة علمية تحت عنوان "سبل تجاوز ومواجهة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي" في المؤتمر.
وجاء في الورقة أنه "بالرغم من تقارب الحضارات وتلاقح الثقافات في عصرنا الراهن، ونتيجة للتباعد الثقافي والصدامي في الماضي بين المنظومتين الفكريتين العربية الإسلامية والغربية، تمكنت الأحكام القبلية Prèjugés والصور النمطية المتأصلة في العقل الغربي stereotype أن تهيمن على بعض وسائل الإعلام والمنابر الفكرية".
وأضاف: "استمرار رجوع الوعي الجمعي للمجتمعات الغربية إلى مخزون الصور النمطية الكريهة والمسيئة للإسلام والمسلمين الضاربة في القدم، والبحث عن طبيعة المصادر المغذية للصور النمطية عن الإسلام واستجلاء الأسباب التاريخية، يستدعيان الوقوف على أبرز العوامل التاريخية التي كان لها دور رئيس في إنتاج الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، فضلا عن الوسائل المتنوعة التي استخدمت في صياغة تشكيل تلك الصورة عبر التاريخ".
وأشار الدكتور محمد بشاري إلى أن "وسائل الإعلام الجماهيرية في الغرب بما تمتلكه من قدرة على الانتشار تمكنت من أن تجعل الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام والحضارة الإسلامية ضمن اهتمامات الإنسان الغربي حتى أصبحت حديث المجالس والمنتديات".
وأكد أن "القولبة الإعلامية المعاصرة تعد وسيلة من وسائل معاداة الإسلام والمسلمين باعتبارهم يمثلون تهديدا للغرب وحضارته، متكئة على تراكم خطابات من القرون الوسطى إلى الخطاب الاستشراقي مرورا بالاستشراق الصحفي".
وطالب الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بتجاوز حدود التشخيص والتوصيف والانتقال إلى مرحلة التدبير الاستراتيجي، ورسم الخطط والبرامج المناسبة لمواجهة الصور النمطية الجاهزة عن الإسلام والمسلمين.
وهذا الانتقال المطلوب يكون من خلال 5 محاور رئيسية، أولها صناعة المحتوى الإعلامي الحضاري القادر على تجسير الهوة الثقافية والفكرية بين المنظومات الثقافية الإنسانية، وكذلك الشجاعة والجرأة في تناول مسائل التراث العربي والإسلامي والقدرة على تصحيحها وتقويمها، وفق الدكتور محمد بشاري.
كما أن هذا الانتقال إلى مرحلة التدبير الاستراتيجي يحدث أيضا من خلال "الانكباب على تصحيح الصورة النمطية عن الآخر في الكتاب المدرسي، وتعزيز إسهام الكفاءات العلمية المسلمة في المجتمعات المسلمة في تعميق جسور الحوار الثقافي والحضاري مع المؤسسات الإعلامية والثقافية الغربية، بما يخدم مبادئ الاحترام المتبادل وترسيخ قيم التفاهم والتعايش وعدم التهجم على معتقدات وقناعات الآخر".
وعن باقي المحاور، تحدث الدكتور محمد بشاري، في ورقته البحثية، عن تفعيل التشريعات الرادعة لكل مظاهر التعصب والتطرف والتكفير والكراهية وازدراء الأديان، وملاحقة كل المخالفين لذلك بالوسائل القانونية والحقوقية.
وجرت فعاليات مؤتمر ”الإسلاموفوبيا كشكل محدد من أشكال العنصرية والتمييز: تحديات عالمية وعابرة للحدود”، في باكو عاصمة أذربيجان، يومي 15-16 مارس/آذار الجاري.
والهدف الرئيسي من المؤتمر كما جاء في الكلمة الافتتاحية للدكتور رافان حسنوف، هو إنشاء منصة أكاديمية لمناقشة الاتجاهات المثيرة التي تستهدف الدول المسلمة والدول ذات الأغلبية المسلمة على الصعيدين الدولي والوطني.
وشارك في المؤتمر علماء من 32 دولة، على رأسها الدول العربية، وخبراء من المنظمات الدولية وشخصيات دينية وممثلون عن منظمات غير حكومية.
وناقش المشاركون في المؤتمر المناهج المختلفة في مكافحة الإسلاموفوبيا، ومظاهر الإسلاموفوبيا في بعض الدول الأوروبية ووسائل الإعلام العالمية.