الكثير من التحليلات ربما ذهبت لأبعاد بعيدة المستوى نحو اضطراب الشرق الأوسط بعد عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الليلة الأولى لتنصيب الرئيس الإيراني الجديد، والقصص نحو إثارة مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
ولا يزال البعض غير مدرك أن هنية معروف في محيطه الدائري ومن يدعمه، فهو ورقة منتهية الصلاحية، استُغلت في مخطط معقد ومدبر لإفراغ قضية العرب القضية الفلسطينية من مضمونها الحقيقي.
فما تنشره الكثير من المنصات الإعلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين من تمجيد لهذه الشخصية ما هو إلا سياستهم المتبعة في إثارة الرأي العام العالمي ونشر التضليل حول أهم القضايا الإقليمية.
ما لم يستوعبه البعض -أيضاً- أن جميع الاغتيالات والضحايا البارزين مؤخراً كانت علاقاتهم مرتبطة بإيران بشكل مباشر، والتي تدعم الجماعات الفوضوية والسياسية كافة في المنطقة.
إن عملية اغتيال إسماعيل هنية، بمثابة تصعيد جديد، هدفه زعزعة الأمن وإبقاء منطقة الشرق الأوسط في اضطراب مستمر، إلا أن الضحية الأولى هو الشعب الفلسطيني، الذي أصبح فاقداً للأمل بعد سلسلة كبيرة من الحروب التي دائماً ما تبدأ من قِبل المقاومة الفلسطينية.
يأتي ذلك، فيما كانت تقف وراء عملية طوفان الأقصى أهداف وهمية تخدم مصالح الأشخاص الذين ما زالوا يريدون استمرار حرب الإبادة هذه، وعرقلة سبل السلام كافة في المنطقة أو التوصل إلى وفاق وطني فلسطيني موحد.
إن الأصوات الشعبوية التي خرجت تندد بعملية الاغتيال هي أصوات جدلية تستوجب الوقوف عندها ولا ينبغي لها أن تمر مرور الكرام، فهي أصوات لقنابل موقوتة لا يهمها الوطن بل الخراب والدمار، وهذه منهجية الإخوان المسلمين وما يزرعون من سموم في الشعوب العربية البائسة.
فالمظاهرات في عدة دول عربية -بالأخص- هي مجرد فقاعة ربما ستكون مؤثرة، لكنها ستتفجر في النهاية وستختفي مع شعاراتها القومية التي يديرها ويلمعها بعض التيارات السياسية في الخارج.
التساؤل الأبرز ليس من سيأتي بعد إسماعيل هنية، بل هل انتهت حماس أو سيتم تقويض عملها وسياستها في المنطقة، أو سيتم الجلوس على طاولة المفاوضات من جديد، لكن بشكل جدي الآن لإنقاذ ما تبقى من فلسطين؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة