إسماعيل ياسين.. أسطورة الضحك والوجع
تحل، الإثنين 24 مايو 2021، ذكرى رحيل الفنان المصري إسماعيل ياسين (1912 ـ 1972) الذي قدم عبر مسيرته مجموعة من الأعمال الفنية الخالدة.
واستطاع إسماعيل ياسين أن يرسم الابتسامة على وجوه الملايين، بأدائه الرشيق وقدرته على انتزاع صيحات الإعجاب.
تمنى "سُمعة" أن يكون مطربا. وسعيا وراء هذا الحلم ترك محافظة السويس وراح يبحث عن حلمه تحت سماء القاهرة. واجه ظروفا صعبة وعمل في مهن كثيرة من أجل كسب لقمة العيش، وشاءت الظروف أن يلتقي الكاتب أبو السعود الإبياري، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية.
اقتنع الإبياري بموهبة "ياسين" ورشحه للعمل في كازينو بديعة مصابني عام 1935، وبالفعل حقق نجاحا كبيرا مع هذه الفرقة، وقدم مونولوجات غنائية رائعة، وشيئا فشيئا ذاعت شهرته، وانتقل للعمل في المسرح، ثم شاشة السينما والتي قدم خلالها أفلاما متنوعة تحمل اسمه مثل "إسماعيل ياسين في البوليس الحربي، وإسماعيل ياسين في الجيش، وإسماعيل ياسين في الأسطول".
حقق "أبو ضحكة جنان" نجاحا كبيرا في مرحلة خمسينيات القرن الماضي، وكان من الممكن أن يستمر هذا النجاح، لو غير جلده وحاول التجديد من أدواته، ففي لحظة تخيل أن الجمهور سيقبل منه كل شيء، لذا ظل متمسكا بصديق عمره أبو السعود الإبياري في كتابة أفلامه، وكانت النتيجة أنه فقد بريقه في الستينيات وتخلى عنه الجمهور.
ظل "ياسين" يعافر رافضا الاعتراف بالواقع الجديد، وقدم أفلاما منها" ملك البترول، والترجمان، وزوج بالإيجار، والعقل والمال" ولم تحقق هذه الأعمال النجاح المتوقع، وعندما خذله شباك التذاكر، تسرب اليأس لروحه، وتراكمت عليه الضرائب في أيامه الأخيرة، وأمام عينيه تم بيع أملاكه لسداد ديونه.
ومن أجل مواجهة ظروف الحياة الصعبة، سافر إلى بيروت وشارك بأدوار صغيرة في أفلام محدودة التكلفة، كما قدم مونولوجات غنائية في محلات لا تتناسب مع قيمته، وفي 24 مايو 1972 مات"أسطورة الضحك والوجع" إثر أزمة قلبية، ليرحل تاركا خلفه مجموعة من الأعمال الكوميدية الرائعة، وقصة واقعية حزينة.