«خطة الجنرالات» تعود إلى الواجهة.. مخطط إسرائيلي لتقسيم غزة
فاجأ الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين اليوم الأحد بنشر خارطة إخلاء شمال قطاع غزة ما أعاد إلى الأذهان "خطة الجنرالات".
وخطة الجنرالات قدمها، الشهر الماضي، جنرالات سابقون محسوبون على اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية.
وبادر إلى الخطة الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء (احتياط) غيورا آيلاند وحظيت بدعم واسع من قبل أقطاب اليمين المتطرف في إسرائيل.
وفقا للخطة، كما شرحها آيلاند، سيقوم الجيش الإسرائيلي بإجلاء أكثر من 250 ألف فلسطيني من سكان غزة من شمال قطاع غزة وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.
وتحمل الخطة أيضا اسم "خطة الأبطال" و"خطة الجزيرة".
وتستند الخطة إلى افتراض مفاده أن الاستراتيجية الحالية المتمثلة في شن الغارات على غزة ليست فعالة بما يكفي لإرباك حماس، وفرض ضغوط كافية على المنظمة لإعادة الرهائن الـ101 الذين لا تزال تحتجزهم.
وبحسب الخطة، فإن المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) بالكامل، أي مدينة غزة بكل أحيائها، سوف تصبح منطقة عسكرية مغلقة، حيث سيُطلب من جميع السكان، الذين يقدر الجيش عددهم بنحو 250 ألف نسمة، المغادرة على الفور.
وبعد أسبوع من منح السكان الفرصة للإخلاء، سيتم فرض حصار عسكري كامل على المنطقة، مما يترك للمسلحين في مدينة غزة الخيار - الاستسلام أو الموت.
واعتبر منتدى الجنرالات، الذي تبنى الخطة، أن "الخطة تتوافق مع قواعد القانون الدولي لأنها تسمح للسكان بالإخلاء من منطقة القتال قبل فرض الحصار".
وفي حينه، قال الجنرال المتقاعد غيورا ايلاند في مقطع فيديو ترويجي للخطة: "لقد حددنا ممرين آمنين للخروج سيتم تأمينهما من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.. أولئك الذين يغادرون سيحصلون على الطعام والماء.. لكن في غضون أسبوع ستصبح أراضي شمال قطاع غزة بأكملها منطقة عسكرية، وبقدر ما يتعلق الأمر بنا، لن تدخل أي إمدادات إلى هذه المنطقة العسكرية".
وأضاف: "وبالتالي فإن 5000 مسلح موجودين في هذه المنطقة سيستسلمون في هذا الوضع أو يموتون جوعاً".
ولاحقا كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" بحث الخطة ويتجه إلى تبنيها أو على الأقل أجزاء منها.
وعلق المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل مؤخرا بأن بحث الخطة هي دليل آخر على تسلل أفكار اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى قيادة الجيش الإسرائيلي.
ما علاقتها بما يجري؟
صباح اليوم الأحد، نشر المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "تمهيدا لمرحلة جديدة في الحرب ينشر الجيش الإسرائيلي خارطة مناطق الإخلاء الجديدة في شمال قطاع غزة".
وأضاف أن: "نلفت انتباهكم أن هذه المناطق تعتبر مناطق قتال جديدة".
وكان واضحا من الخطة إنها تشمل ذات المنطقة التي اقترحتها خطة الجنرالات للإخلاء وكذلك ذات مسارات الإخلاء.
فأدرعي قال: "يمكنكم استخدام شارع الرشيد (البحر) وشارع صلاح الدين طرقا إنسانية جنوبا" وهي ذات المسارات التي اقترحتها خطة الجنرالات.
وقال: "ينشر الجيش صباح اليوم خريطة الإخلاء الجديدة في منطقة شمال قطاع غزة والتي تهدف إلى التواصل معكم وإصدار أوامر الإخلاء وفق الضرورة إلى مناطق أوسع تضم عددًا من البلوكات وفق الأحياء السكنية، أذكركم بان منطقة شمال قطاع غزة لا تزال تعتبر منطقة قتال خطيرة".
وأضاف أنه: "تم توسيع المنطقة الإنسانية وبإمكانكم الاطلاع على كامل مساحتها في الخريطة المرفقة".
عملية عسكرية في جباليا
يأتي ذلك بالتزامن أعلن الجيش الإسرائيلي عن الشروع بعملية عسكرية في جباليا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "بدأت قوات الفرقة 162 الليلة الماضية العمل في منطقة جباليا بعد ورود معلومات استخبارية مسبقة وبعد تقييم وضع مستمر وأعمال القوات في الميدان التي دلت على وجود مسلحين في المنطقة إلى جانب محاولات لترميم بنى تحتية من قبل حماس".
وأضاف أنه "استكملت الفرق القتالية للوائي 401 و 460 تطويق المنطقة لتواصل القوات العمل في المنطقة".
وتابع أنه: "قبل بداية العملية هاجمت قوات سلاح الجو عشرات الأهداف العسكرية لمساندة القوات المناورة ومن بينها مستودعات أسلحة وبنى تحت أرضية وخلايا مسلحين وبنى عسكرية إضافية"، مشيرا إلى أن العملية ستتواصل وفق الضرورة.
ماذا قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي؟
وإزاء تزايد التقديرات بأن ما يجري هو تطبيق فعلي لخطة الجنرالات في الذكرى السنوية الأولى للحرب، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه: "لا توجد حاليا أي علاقة بين العملية العسكرية البرية التي بدأت في جباليا وبين تنفيذ "خطة الأبطال" أو "خطة الجزيرة".
وأضاف أنها "عملية عسكرية بحتة، وهي منفصلة تماماً عن العملية السياسية، وحتى هذه المرحلة لم يحسم المستوى السياسي بعد أي تنفيذ لخطة سياسية في شمال قطاع غزة، وبالتالي فإن العملية عسكرية بالكامل".
وأشارت إلى أن ما يجري هي "بداية عملية برية أخرى في شمال قطاع غزة".
ونقلت عن الجيش قوله: "نحن لا ننسى ساحة غزة والتعامل معها.. وعلى الرغم من القتال العنيف في لبنان ـ والمناورات الجارية هناك ـ فإن قوات الجيش الإسرائيلي لا تترك في غزة قوات الاحتياط للاحتفاظ بالقطاع فحسب، بل إنها تترك أيضاً واحدة من أبرز فرقها.. الفرقة 162".
وأضافت أن "التحرك البري في جباليا أيضا لا يحل محل استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا: بقاء لواء ناحال وجفعاتي هناك للاحتفاظ بالمنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه، يقومون أيضًا بشن هجوم في منطقة أخرى من قطاع غزة، حيث لم يعمل الجيش الإسرائيلي منذ شهر مايو - لمدة 5 أشهر كاملة".
مقومات إعادة تأهيل حماس في شمال غزة
تشير إذاعة الجيش الإسرائيلي، في تقرير تابعته "العين الإخبارية" إلى أنه "بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، لا يزال لدى حماس عدة آلاف من المسلحين المتبقين في المنطقة، بالإضافة إلى آلاف آخرين حاولت حماس تجنيدهم مرة أخرى معظمهم من الشباب الذين تلقوا أسلحة، وفي أفضل الأحوال، تدريبًا أساسيًا على كيفية إطلاق النار".
وقالت: "هناك مسؤولون كبار من حماس لا يزالون موجودين في شمال قطاع غزة، وعلى رأسهم عز الدين حداد، الذي يتولى قيادة المنطقة الشمالية من القطاع".
وأضافت: "أنشأت حماس مواقع إنتاج صغيرة للمعدات العسكرية والمخارط اليدوية في شمال قطاع غزة. الأمر لا يتعلق بالأماكن الكبيرة أو قدرات الإنتاج الصناعي. المستوى منخفض، والمواد الخام نادرة، والناس أقل مهارة لأنه تم القضاء على العديد من مراكز المعرفة ".
وتابعت: "حماس أنشأت "آباء حاكمين" في شمال قطاع غزة - ملاجئ ومدارس ومستشفيات حيث يتم تنفيذ النشاط الحكومي الذي يحافظ على حكم حماس في المنطقة، على سبيل المثال، يأتي مواطنو غزة إلى هناك لتلقي الكوبونات والمعدات الإنسانية من أعضاء حماس؛ يأتي المواطنون إلى هناك للشكوى من السرقات، ومن هناك، يقود القادة الميدانيون الصغار في حماس الجهود الرامية إلى استعادة القوة العسكرية".
ونقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين: "معدل عمل الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون أسرع من معدل تعافي حماس، وهذا ليس هو الحال حاليًا".