عام على الحرب.. مبادرات الإمارات الإنسانية تخفف أوجاع أهل غزة
رغم وجع وألم ومعاناة أهل غزة جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ عام، فإن جهود دولة الإمارات وقيادتها، ساهمت في التخفيف عنهم.
جهود ومبادرات ولفتات إنسانية يستذكرها أهل غزة بمناسبة مرور عام على الهجوم الإسرائيلي، وسط امتنان وتقدير لدولة الإمارات التي تربُت دائما على قلوبهم، لمداواة جروحهم وتخفيف آلامهم وبث الأمل في نفوسهم.
مبادرات لم تتوقف على مدار الساعة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة، تتويجا لحراك الإمارات المتواصل لدعم غزة على مختلف الأصعدة، عبر البر والبحر والجو.
رسمت الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
مبادرات ملهمة
لم تألُ الإمارات جهدا في دعم أهل غزة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، فأطلقت المبادرات لدعم القطاع من أبرزها:
- "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع داخل دولة الإمارات، قاموا بتحضير 71 ألف سلة من المواد الإغاثية تم تجميعها محليا.
- ثم أطلقت مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ومن رحم تلك المبادرة ولدت أكثر من 10 مبادرات تقريبا، إذ سيرت جسرا جويا لنقل المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
أيضا تحت مظلة مبادرة "الفارس الشهم3"، تم إطلاق مبادرة "طيور الخير" في 28 فبراير/شباط الماضي لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها شمال القطاع.
مساعدات نجحت خلالها الإمارات في تحقيق أرقام قياسية وسوابق تاريخية دعماً لأهل غزة.
ففي سابقة تاريخية نجحت الإمارات في حشد الجهود الدولية لتدشين ممر إغاثي بحري ينقل المساعدات من قبرص إلى غزة في مارس/آذار الماضي.
بلغة الأرقام
-قدمت دولة الإمارات ما يزيد على 40,000 طن من المساعدات الملحّة من إمدادات غذائية وطبية وإغاثية عبر 10 بواخر و1300 شاحنة و316 طائرة و104 عمليات إسقاط جوي ضمن عملية "طيور الخير" التي تمّ من خلالها إسقاط أكثر من 3450 طنا من الجو فوق شمال غزة.
مبادرات لتوفير الغذاء
وجنبا إلى جنب مع إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية، أطلقت دولة الإمارات عددا من مشاريع الإغاثة المستدامة لتوفير الغذاء لسكان غزة وتشمل:
- إنشاء 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص.
- توفير الطحين لـ8 مخابز قائمة لتلبية احتياجات 17140 شخصا.
- توزيع مساعدات غذائية وحليب ومستلزمات أساسية للأطفال على العائلات الفلسطينية النازحة.
مبادرات لتوفير الغذاء
أيضا عملت دولة الإمارات على حل أزمة المياه في قطاع غزة من خلال مبادرات من أبرزها:
-إنشاء 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون جالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا.
- تنفيذ العديد من مشاريع المياه، منها مشاريع إصلاح خطوط وشبكات المياه في خانيونس وشمال القطاع.
-توفير خزانات المياه، وتوزيع المياه على النازحين في الخيام، لتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، سعياً للتخفيف عنهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها سكان القطاع.
دعم قطاع الصحة
ومع تواصل الحرب على قطاع غزة ، أطلقت الإمارات عدة مبادرات لدعم قطاع الصحة وهي:
- إنشاء مستشفى ميداني في غزة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتم افتتاحه في 2 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
- وفرت الإمارات خدمة "ستارلينك" في المستشفى الميداني، لتقديم الاستشارات الطبية العاجلة التي تساهم في إنقاذ حياة المرضى من خلال تقنية الاتصال المرئي في الوقت الفعلي.
- تدشين مستشفى عائم متكامل قبالة ساحل مدينة العريش في 26 فبراير/شباط الماضي بسعة 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
وقد ساهمت تلك المستشفيات في تقديم الرعاية الطبية لأكثر من 27,000 جريح فلسطيني.
- الإعلان عن استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
- الإعلان عن استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وقامت الإمارات بإجلاء 1665 مريضا ومرافقا على دفعات عدة ليصل عدد المرضى والمرافقين إلى 1917 مريضا ومرافقا مع عملية الإجلاء الأخيرة التي جرت في 11 سبتمبر/ أيلول الماضي.
- أطلقت الإمارات حملة تطعيم طارئة، تمكّنت خلالها من تطعيم حوالي 560 ألف طفل، دون العاشرة ضد شلل الأطفال.
- توزيع المياه الصالحة للشرب على النقاط الطبية ومناطق تجمع النازحين في مدينة خانيونس، ضمن حملة تهدف إلى التخفيف من معاناة المرضى ودعم النقاط الطبية.
- قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال عملية "الفارس الشهم 3" (12) طنًا من المساعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الأساسية لمنظمة الصحة العالمية، لدعم المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
مبادرات لدعم التعليم
جنبا إلى جنب مع الاهتمام بتغطية احتياجاتهم من الغذاء والدواء والسلع الأساسية، يعد دعم التعليم وتمكين الطلبة من تلقي العلم أحد مجالات مساعدات الإمارات الإنسانية الأساسية لأهل غزة، عبر أكثر من مبادرة من بينها:
- حرصت الإمارات على توفير مرافق تعليمية في مدينة الإمارات الإنسانية للأطفال والطلبة، ممن قدموا من قطاع غزة إلى دولة الإمارات مع مرافقيهم ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في مستشفيات الدولة ، واستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية.
وتستضيف مدينة الإمارات الإنسانية 408 من الأطفال والطلبة من كافة المراحل العمرية؛ من الصف الأول وحتى الثاني عشر، قدموا من قطاع غزة للعلاج أو كمرافقين لذويهم الذين يتلقون العلاج في الإمارات ويعمل كادر تعليمي إماراتي من مختلف التخصصات على تمكين تحصيلهم العلمي وفق منهج وزارة التربية والتعليم.
- استمرارا للمبادرات الإماراتية لدعم التعليم قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة، ديسمبر/كانون الأول الماضي، باستقبال 33 طالبا وطالبة من أبناء قطاع غزة من أجل الدراسة على نفقة دولة الإمارات.
- تضاف هذه الجهود إلى المبادرات الإماراتية الأخرى الداعمة لتعليم الطلبة الفلسطينيين، بما في ذلك مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم 20 مليون دولار، دعما لوكالة الأمم المتحدة “الأونروا” التي تدير حوالي 711 مدرسة مخصصة للاجئين الفلسطينيين في المنطقة.
تعزيز التعاون الدولي
لم تكتف الإمارات بتلك الجهود القياسية، وإيمانا منها بأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تتطلب تبني نهج تعاوني دولي متعدد الأطراف، بذلت أبوظبي جهودا حثيثة لحشد الدعم الدولي لدعم غزة، من أبرز تلك الأمثلة:
- تم التعاون مع منظمة الصحة العالمية لتنفيذ عمليتي إجلاء مرضى في حالة حرجة من قطاع غزة إلى أبوظبي انطلاقا من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم لتلقي الرعاية الطبية الفائقة.
- إطلاق حملة لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"اليونيسف" و"الأونروا".
- التعاون مع إندونيسيا لعلاج الجرحى والمصابين خلال المستشفى الميداني بغزة والمستشفى العائم عبر انضمام طاقم طبي إندونيسي للفريق الطبي.
- التعاون مع مصر والأردن لإسقاط المساعدات جوا، عبر مبادرة "طيور الخير".
- دعم مبادرة الممر البحري "أمالثيا" بين جمهورية قبرص وغزة انطلاقا من ميناء لارنكا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.
- أعلنت الإمارات تخصيص 15 مليون دولار أمريكي ضمن صندوق "أمالثيا" لدعم تدفقات المساعدات في غزة.
في سابقة تاريخية، نجحت الإمارات خلال شهر مارس/آذار في حشد الجهود الدولية لتدشين ممر إغاثي بحري ينقل المساعدات من قبرص إلى غزة.
وتم تدشين الممر البحري إلى غزة عن طريق البحر من قبل مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشين" ومنظمة أوبن آرمز، بالشراكة الوثيقة مع دولة الإمارات.
- وفي إطار هذه المبادرة، استكملت دولة الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي بنجاح، وفي سابقة تاريخية تم توصيل 300 طن من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة عن طريق البحر وتسليمها إلى شمال غزة.
- أيضا ضمن سعيها لتعزيز التعاون الدولي لدعم غزة، نجحت الإمارات العربية المتحدة، بالشراكة مع الوكالة الأمريكية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، في إيصال 400 طن من المساعدات الغذائية لشمال غزة في مايو/آيار الماضي.
ويأتي إيصال وتوزيع المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، التي ستوفر الطعام لنحو 120 ألف شخص، في إطار التزام دولة الإمارات الثابت بتقديم الإغاثة ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
دعم المنظمات الأممية
أيضا في إطار سعيها لحشد الجهود الدولية والأممية لدعم غزة، دعمت الإمارات عبر أكثر من مبادرة المنظمات الأممية والدولية، التي كان من أبرزها:
- أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
وأكدت دولة الإمارات دعمها لعمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" الحيوي ودورها الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تقديم المساعدة المنقذة للحياة في قطاع غزة، مشددة على أهمية الوكالة الأممية في ظل الأزمة غير المسبوقة التي يعيشها أهالي القطاع.
ورحبت الإمارات، في أبريل/ نيسان الماضي، بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة، بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الذي أكد دورها المحوري في دعم الجهود الإغاثية والتنموية للشعب الفلسطيني.
- وبتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعلنت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، تقديم نحو 37 مليون درهم (10 ملايين دولار)، لدعم القطاع الصحي في غزة، لمساعدته على توفير المستلزمات الطبية الأساسية للسكان، وخصوصاً لفئة الأطفال في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها غزة.
جاء ذلك ضمن خطاب نوايا وقعته مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية مع منظمة الصحة العالمية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقامت المؤسسة بدعم برنامج الأغذية العالمي بقيمة 11.7 مليون دولار على شكل مساعدات غذائية مباشرة يستفيد منها أكثر من مليون شخص في غزة.
حقائق وأرقام أن تجسد نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.