على غرار غزة.. تقطيع أواصل «جنوب الليطاني» هدف إسرائيلي
يُفاجئ قاصدو الطريق من مرجعيون إلى حاصبيا، في جنوب لبنان، بحفرة ضخمة على الطريق بعد قضاء مرجعيون، بعدة كيلومترات.
حفرة تبتلع سيارتين، وتقطع الطريق، ولا يجد المارة سبيلا إلا العودة من حيث أتوا.
هذا الطريق كان هدفا للقصف الإسرائيلي 3 مرات منذ بدء التصعيد في جنوب لبنان بين حزب الله وتل أبيب.
وفي كل مرة كانت السلطات اللبنانية تُسارع إلى إصلاحه باعتباره طريقا حيويا للربط بين جنوب لبنان وشمالها من جهة الغرب، حتى نفذت مقاتلات إسرائيلية قصفا عنيفا أحدث أضرارا هائلة في الطريق وأخرجه من الخدمة.
الحال نفسه تكرر على الطريق بين الجميجمة ومجدل سلم، في النبطية جنوب نهر الليطاني، وطريق مرج زبدين-النبطية، ما جعل محافظة صور شبه معزولة، كما عُزل قضاء مرجعيون عن الشمال.
وكان قصف الطريق الواصل إلى معبر المصنع الحدودي، بين سوريا ولبنان، ضربة قاسمة للتواصل بين لبنان عموما وسوريا، إذ يمثل المعبر شريانا حيويا بين البلدين.
وأغارت إسرائيل، فجر يوم الجمعة الماضي، على منطقة المصنع في شرق لبنان، قرب الحدود السورية، ما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين بيروت والعاصمة السورية دمشق، ومنع تدفق سكان الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان نحو المعبر الحدودي.
وقالت إسرائيل إن حزب الله ينقل الأسلحة من سوريا عبر طريق المصنع، وهو ما نفته الحكومة اللبنانية وقالت إن الطريق يسلكه آلاف الفارين من القصف الإسرائيلي.
وأحدث القصف حفرة بعرض عدة أمتار، ما جعل الطريق غير صالح إلا لعبور المشاة، وبمشقة بالغة.
وتشير تلك الاستهدافات إلى محاولة إسرائيلية لتقطيع أواصل الطرق في جنوب نهر الليطاني، وفصل مناطقها عن بعضها بعضا، وعزل المنطقة كلها عن شمال الليطاني.
وترغب تل أبيب في القضاء على أي وجود لعناصر حزب الله جنوب نهر الليطاني، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال حدود إسرائيل، وامتداده الجنوبي يتوازى مع الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
ويمنع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 حزب الله من الاحتفاظ بأي وجود عسكري جنوب نهر الليطاني، ويطلب من الحكومة اللبنانية نشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل".
لكن هذا القرار لم يُنفذ، وبدا أن إسرائيل أرادت فرض منطقة عازلة بـ"النار" جنوب نهر الليطاني، لذا لجأت ابتداء إلى الطلب من سكان قرى المنطقة مغادرتها قبل قصف الطرق الرئيسية الواصلة بين الجنوب والشمال.
وفي تلك الاستراتيجية الإسرائيلية استنساخ لتجربة الحرب في قطاع غزة، التي عمدت إسرائيل فيها إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه عبر محور نتساريم، فضلا عن قصف الطرق الرئيسية في القطاع.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز