فلسطيني يضيء القدس القديمة بفوانيس رمضان
مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية يعزو تراجع القدرة الشرائية لدى فلسطينيين القدس الشرقية إلى الإجراءات الأمنية الإسرائيلية.
يسعى عصام زغير في محله الواقع في البلدة القديمة بالقدس إلى الحفاظ على صناعة الفوانيس التي تزين المنازل في شهر رمضان، ومواجهة منافسة البضاعة الصينية التي تغزو الأسواق.
ويقول عصام: "ورثت المهنة عن والدي الذي افتتح هذا المحل في الخمسينيات، نريد الحفاظ على التراث، لا تهمنا المادة".
وكان والد زغير يعمل نجارا يصنع الفوانيس الخشبية، قبل أن ينتقل لصناعة المعدنية منها، واستخدم أهالي القدس قديما خشب الأبانوس لصناعة الفوانيس التي تضاء بالزيت، وعادة ما تكون شعلتها خفيفة وبطيئة الاحتراق.
ويقول عصام إنه يبدأ بتلقي الاتصالات من زبائنه قبل شهر من بدء شهر رمضان، يوصونه على أعداد محددة من الفوانيس، لتزيين منازلهم أو محالهم ومطاعمهم ومؤسساتهم.
ويأتي زبائن عصام من مختلف المدن الفلسطينية، وتعتمد أسعار الفوانيس على حجمها، وتراوح بين 10 وألف شيكل (3 دولارات و280 دولارا) تقريبا.
ويشكو من تراجع الإقبال على شراء الفوانيس نظرا للأوضاع السياسية التي تحيط بالمدينة عموما، وذلك منذ سنوات طويلة.
ويقول: "قبل انتفاضة 2000، كانت كل فلسطين تأتي لتشتري من عندي، لكنني اليوم خسرت نحو 70% من الزبائن نتيجة الحصار الإسرائيلي، أصبحت أعتمد على الزبائن الغرباء بشكل أكبر".
ويشير مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري إلى تراجع القدرة الشرائية لدى فلسطينيين القدس الشرقية بنسبة 30% منذ عام 2000 نتيجة عزل المدينة بالجدار والحواجز وغيرها من الإجراءات الأمنية.
ويعاني بائع الفوانيس من تحد آخر يتمثل بغزو الصناعة الصينية التي طالت الفوانيس، ويؤكد أن الناس يقبلون على شرائها نظرا لرخص سعره، ويقول: "لا يوجد لي أي منافس في السوق سوى الصيني".
وتنتشر تشكيلة من الفوانيس الصينية المصنوعة من البلاستيك الخفيف والمقوى، بأحجام صغيرة وألوان عدة، في محال عدة من البلدة القديمة، بعضها يعمل على البطارية وتنبعث منه أغانٍ شعبية مثل "وحوي يا وحوي"، ورسمت على هذه الفوانيس زخارف إسلامية بطريقة غير منتظمة.
ويقول مدير أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الدكتور ناجح بكيرات إن الفانوس يمثل تقليدا من التراث الإسلامي، ولا يرمز إلى الشهر الفضيل فحسب.
ويضيف "الفانوس تقليد تراثي معروف على مستوى العالم الإسلامي، يحمله الناس في رمضان تعبيرا عن الضوء والخير والفرح الذي يتسم به رمضان".
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg
جزيرة ام اند امز