"الفانوس".. بدايته فرعونية.. وأحياه الفاطميون لرؤية هلال رمضان
للفوانيس بهجة خاصة يعرفها المصريون، بدأت منذ العصر الفرعوني، وتطورت مع العصر الفاطمي واستمرت كعادة مصرية أصيلة.
للفوانيس بهجة خاصة يعرفها المصريون، بدأت منذ العصر الفرعوني، وتطورت مع العصر الفاطمي واستمرت كعادة مصرية أصيلة إلى الآن بل نقلوها إلى عدد من الدول العربية.
وتقول الدكتورة عائشة شكر، مدير المعهد العالي للفنون الشعبية الأسبق: "للفوانيس في مصر تاريخ طويل، حيث تعود إلى عصر الفراعنة".. وتضيف "سجل هيرودت في كتابه عن مصر الفرعونية مشاهداته لاحتفالاتهم بعيد "المصابيح"، فذكر أنهم كانوا يحجون إلى مدينة تانيس شرق الدلتا -مدينة مصرية قديمة مكانها الحالي "صان الحجر" في مركز فاقوس بمحافظة الشرقية- في جماعات من مختلف الأعمار من الجنسين مستقلين قوارب مزينة بالفوانيس المتعددة الأشكال والألوان".
استخدم الفانوس في صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب.. أما كلمة "الفانوس" فهي "إغريقية" تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، وفي بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها "فناس"، ويذكر الفيروز أبادي، مؤلف القاموس المحيط، أن المعني الأصلي للفانوس هو "النمام" ويرجع صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلى أنه يظهر حامله وسط الظلام والكلمة بهذا المعني معروفة.
واستمر الفانوس كوسيلة للإضاءة طويلا قبل الاعتماد على الكهرباء، وفي العصر الفاطمي كان الخليفة الفاطمي يخرج إلى الشوارع في مواكب تضيئها الفوانيس في ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق.
وفي ليلة رؤية هلال رمضان اعتاد كل طفل على حمل فانوسه والغناء معا ببعض الأغاني تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
وقالت الدكتورة عائشة شكر: "كان من الممكن أن يتراجع الطلب عليه أو يختفي بعد انتفاء الحاجة إليه لولا تمسك المصريون به كإحدى علامات ورموز احتفالاتهم بشهر رمضان".
وأضافت "يوظف المجتمع المصري مظاهر رمضان في غرس وتأكيد مجموعة من القيم الاجتماعية التي يتمسك بها ويحرص على تنشئة الأجيال الجديدة عليها".
وأوضحت شكر أن أبرز مظاهر الاحتفال برمضان، إنارة الفوانيس، وتعليق الزينات، بالإضافة إلى قيمة الترابط الأسري والعائلي، وقيمة التكافل الاجتماعي الموجودة في الدين الإسلامي.
ورغم أن الفانوس تغير شكله مع تطور الزمن، إلا أن شكله التقليدي القديم المصنوع من الصفيح والزجاج، ما زال يحظى بشعبية كبيرة ورواج في الأسواق المصرية.. وتؤكد "شكر" أن الفانوس ما زال هو الرمز التشكيلي الدال على شهر رمضان في مصر، فهو ليس مجرد وسيلة إنارة، بل أيقونة يحرص الآباء على تقديمها لأطفالهم ويهديها الشاب المقبل على الزواج إلى خطيبته مع الحلوى والمكسرات بمناسبة حلول رمضان.
والفانوس صغير الحجم يلهو به الأطفال، أما في الأماكن العامة والفنادق فنصادف أحجاما أكبر من الفوانيس متعددة الأشكال والألوان تستخدم كقطعة ديكور للزينة وإضفاء طابع رمضاني على المكان.
وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.
فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية الأصيلة في مصر، وهو من الفنون الفلكلورية التي نالت اهتمام الفنانين والدارسين حتى إن البعض قام بدراسة أكاديمية لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصوم.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز