مسلمو الصين يستعدون لعيد الأضحى بالفوانيس الحمراء
مسلمو الصين يستعدون هذه الأيام للاحتفال بشعائر عيد الأضحى المبارك الذي سيوافق أول أيامه ا سبتمبر المقبل.
يستعد مسلمو الصين في هذه الأيام للاحتفال بشعائر عيد الأضحى المبارك، الذي سيوافق أول أيامه ا سبتمبر/أيلول المقبل.
ورغم قلة عدد المسلمين بالصين إلا أن أجواء الاستعدادات في المناطق التي يتركز فيها المسلمون ترسم لوحات إيمانية رائعة، وخاصةً في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم ذات الأغلبية السكانية من قوميه هوي وهي أكبر القوميات المسلمة العشر في الصين، وكذلك منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية من قومية الأيغور المسلمة ذات الحكم الذاتي، والتي يشكل المسلمون حوالى 60% من سكانها، إضافة إلى بعض التجمعات الإسلامية الريفية.
ويشكل مسلمو الصين أكثر من 120 مليون نسمة (هذه الإحصائية عن تعداد المسلمين بالصين غير رسمية، حيث لا ترغب الحكومة الصينية في الاعتراف بالتعداد الحقيقي للمسلمين)، فقبل أيام من العيد يذهب المسلمون إلى أسواق الماعز والخراف للتقديم على شراء الأضحية.
وتُزين بيوت المسلمين بهذه المناسبة بالفوانيس الحمراء، وتعلق على أبواب المحال والبيوت لافتات كبيرة تحمل عبارات التهنئة بعيد الأضحى المبارك.
كما تزين المساجد بالأعلام المُلونة، وتُفرش بالسجاد الجديد، ويتم تجهيز المساجد قبل عيد الأضحى المبارك بحوالى شهر لتوفير الخدمات الكاملة للمصليين.
وليلة العيد يجتمع مسلمو الصين في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد في المساجد المجاورة، من ثم يقومون بذبح الأضحية وسط الأهل والأقارب، وتقسم الأضحية عادةً إلى 3 أجزاء، جزء للأهل والثاني للأقارب والأصدقاء، الجزء الثالث للفقراء والمحتاجين.
ولا يختلف الاحتفال بالعيد الأضحى كثيراً في جمهورية الصين الشعبية عن غيرها من الدول الإسلامية، حيث يحتفل مسلمو الصين الذين يمثلوا ما يعادل 10% من سكان دولة يتخطى عدد سكانها المليار ونصف نسمة بالعيد عن طريق تهنئة الجيران بعضهم البعض وتبادل الزيارات بعد تأدية صلاة العيد في المساجد وتجهيز المأكولات المخصصة كلحم الضأن المشوي.
ومن أشهر العادات الصينية في عيد الأضحى المبارك التي كانت تمثل أحد أهم مراسم الاحتفال بالعيد قديماً، هي ممارسة لعبة "خطف الخروف"، وفي هذه اللعبة يركب الشخص جواده ثم ينطلق بأقصى سرعة باتجاه مجموعة من الخرفان ليلتقط أحدهم بسرعة وبراعة دون أن يسقط من فوق ظهر الجواد، ويُكرر هذا الأمر حتى تنتهي اللعبة بإعلان فوز الذي استغرق وقتا أقل.
وتتوقف الدراسة في المدارس والجامعات، كما تتعطل المؤسسات الحكومية الرسمية أيضاً خلال أيام العيد الخمسة بالمناطق ذات الأغلبية المسلمة.
أما عن المناطق التي يتواجد بها أقلية مسلمة، يكتفي المسلمون بإقامة صلاة العيد وذبح الأضاحي وتبادل التهنئة بالعيد فقط.
وعلى الرغم من الأقاويل الكثيرة حول قمع واضطهاد الحكومة للمسلمين بالصين ومنعهم من أداء شعائر الدين، إلا أن مسؤولا صينيا صرح الأسبوع الماضي بأن المسلمين الذين يعيشون على الأراضي الصينية هم الأسعد في العالم، وذلك على الرغم من المضايقات التي يتعرضون لها بين الحين والآخر من قبل المتطرفين.
وقال نائب مدير الدعاية الخارجية بالحكومة الصينية، ايليتي ساليف، في مقالٍ نشره بجريدة “شينجيانج” الصينية: “لا ينبغي على الناس تصديق الأكاذيب التي يروجها المتطرفون ومؤيدوهم من الغرب، فعلى سبيل المثال، تنعم محافظة شينجيانج الصينية بالسلام والهدوء والازدهار، فالعديد من الأشخاص هناك يؤكدون دومًا أن المسلمين في الصين هم الأسعد في العالم”.