صعوبة الإجراءات لم تطفئ الشوق لحج بيت الله لدى مسلمي الصين
هذا العام، سوف ينضم أكثر من 12800 مسلم صيني إلى نحو 2 مليون حاج من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج.
تُنظم الجمعية الإسلامية الصينية، وهي منظمة إسلامية وطنية تحت إشراف إدارة الدولة للشؤون الدينية، إجراءات ذهاب مسلمي الصين إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج كل عام.
وحسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، قال علي كهجيانغ، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، إنه في السنوات الأخيرة شهد عدد المسلمين الصينيين المتوجهين إلى مكة لأداء مناسب الحج نموا سريعا.
وأضاف أن هذا العام، سوف ينضم أكثر من 12800 مسلم صيني إلى نحو 2 مليون حاج من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج، وهو الشرف الذي يسعى إليه جميع المسلمين في العالم.
وبما أن السفر إلى الخارج أصبح أكثر يسرا بالنسبة للصينيين العاديين نظرا للتحسن المستمر في اقتصاد البلاد؛ ازداد سعي مسلمي الصين للذهاب إلى المملكة العربية السعودية للانضمام إلى صفوف الحجاج.
ولدى الصين سياساتها الخاصة المتعلقة بوفود الحج الصينية؛ حيث يتوجب على المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج التوجّه إلى إدارة شؤون الحجاج التابعة للجمعية الإسلامية الصينية وتقديم طلب رسمي، واتباع عدد من الإجراءات.
وحسب مواقع الحج الصينية الإلكترونية، يجب على كل حاج دفع ما يقرب من 40 ألف يوان أي ما يعادل 5998 دولارا أمريكيا مقدما لتغطية تكاليف الرحلة بأكملها بما في ذلك النقل والوجبات والملابس الدينية والتأمين.
ويعطي كل ما تبقى من المبلغ، والذي عادة ما يصل إلى بضع مئات من اليوان، مرة أخرى إلى الحجاج بعد عودتهم إلى الصين، ويتم الإعلان عن الميزانية العامة لموسم الحج لكل عام على كل مواقع الرابطة الإسلامية على شبكة الإنترنت.
وعلى الرغم من عدم وجود متطلبات عمرية للحجاج في التعاليم الإسلامية، إلا أن الجمعية تتطلب أن يكون الحجاج أكبر من 18 سنة، وهناك بعض المقاطعات الغربية الصينية تضع لوائح ألا يقل عمر الحاج عن 25 أو 35 سنة.
وفي بعض المقاطعات والمناطق، يُطلب من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 سنة التوقيع على إعلان يقرون بأنهم يتحملون المسؤولية عن أي مشاكل صحية يواجهونها أثناء الحج.
وقال وي زيمينغ، الذي ذهب إلى الحج في عام 2009 إنه في المناطق الشرقية مثل بكين يستغرق الأمر سنة واحدة للحصول على موافقة للذهاب للحج، في حين أن المتقدمين الذين يعيشون في منطقة تكتظ بالمسلمين يستغرق الأمر نحو 4 أو 5 سنوات على قائمة الانتظار.
وقالت إدارة الحج التابع للجمعية الإسلامية الصينية، إن تخصيص حصص الحجاج في جميع المقاطعات والمناطق تقرره الإدارة إستنادا إلى عدد الطلبات في كل مقاطع، في حين تحدد المملكة العربية السعودية الحصص الوطنية للصين بشكل عام.
وذكرت الإدارة أن إجمالي عدد الحجاج الصينيين الذين يرسلون كل عام يتراوح بين 12 ألفًا و14500 في السنوات الأخيرة.
ومنذ تأسيس الجمعية الإسلامية الصينية وهي تعمل على تنظيم نشاطات الحج للمسلمين الصينيين؛ حيث أقامت الجمعية إدارة خاصة تتولى جميع الأعمال المتعلقة بوفود الحج الصينية، مثل الاتصالات الدبلوماسية مع الجهات المسؤولة بالسعودية، وتلقي طلبات المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج وإرشادهم قبل السفر.
ومن أجل توفير الضمانات للمسلمين لأداء واجبهم الديني وسلامتهم في الخارج، ترسل الجمعية سنويا فرقة قيادية إلى مكة في موسم الحج لتقديم المساعدة والرعاية للحجاج الصينيين هناك.
وقال وي: "إننا أفضل دولة في العالم عندما يتعلق الأمر بتنظيم الحج؛ كل شيء يكون جاهزا للحجاج قبل وصولهم، والحجاج الصينيون هم الأسعد في العالم، ولا داعي للقلق بشأن أي شيء".
ولا يسمح بالحج المنظم بشكل فردي إلى مكة المكرمة خلال فترة الحج، على الرغم من أن الرحلات الفردية إلى المدن السعودية الأخرى تبقى ممكنة في ذلك الوقت.
وأضاف وي إن بعض المسلمين المسنين المتدينين يتحمسون جدا للذهاب إلى الحج، وإنهم يقترضون المال من الآخرين لدفع الرسوم، مضيفا أن هناك أشخاصا منهم يعانون من أمراض قاتلة يتمنون الموت في مكة المكرمة.
وتشير السجلات التاريخية الصينية إلى أن مسلمي الصين كانوا يحجون إلى بيت الله سيرا على الأقدام، وتستغرق رحلتهم للأراضي المقدسة سنة تقريبا؛ فالحج بالنسبة لمسلمي الصين كان صعبا للغاية، نظرا لأن المسافة بين الصين ومكة بعيدة جدا، فكان الحج حلما صعب التحقيق.
وبالإضافة إلى بُعد المسافة، فإن مسلمي الصين كانوا فقراء لا يستطيعون الحج إلى بيت الله وكان عدد الحجاج الصينيين قليلا جدا.
لكن بعد إقامة علاقة دبلوماسية ودية مع السعودية، ازداد عدد الحجاج الصينيين؛ إذ إن مستوى معيشة المسلمين الصينيين قد شهد طفرة كبيرة بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، وأصبح طريق السفر سهلا تدريجيا.