جزائريات تذبحن الأضحية بدلا من الرجال.. للضرورة أحكام
لم يعد غريبا في المجتمع الجزائري أن تمر على منزل في أيام عيد الأضحى، لتجد المرأة تقوم بذبح الأضحية وسلخها وتقطيعها.
لم يعد غريبا في المجتمع الجزائري أن تمر على منزل في أيام عيد الأضحى، لتجد المرأة تقوم بذبح الأضحية وسلخها وتقطيعها، وهي المهمة التي كانت حكرا على الرجال.
وإذا كانت المرأة الجزائرية قد اقتحمت مجالات كانت حكرا على الرجال، مثل قيادة السيارات والعمل في محطات الوقود، إلا أنه كان ينظر لمهمة الذبح والسلخ على أنها بعيدة كل البعد عن التكوين النفسي للمرأة، إلى أن حققت المرأة المستحيل، وأصبحت تنافس الرجل أيضا بهذه المهمة، بحسب صحيفة الشروق الجزائرية.
وتعددت الأسباب التي دفعت نساء للقيام بهذه المهمة، غير أنهن جميعا اضطررن لذلك، فكانت ممارستهن لهذا العمل من منطلق "للضرورة أحكام".
زهرة، وهي" شابة من ولاية تيزي وزو"، كشفت عن أن والدتها هي التي تتولى سلخ الأضحية كل عيد وتقطيعها رغم وجود الوالد.
وتقول زهرة:" والدتي تعلمت المهنة من جدّي، والذي كان يعتمد كليا على بناته لامتلاكه صبيا واحدا".
أما محمد من حي عين النعجة بالعاصمة، فيؤكد أن والدته بارعة في عملية السلخ، حيث اعترف أنها تتفوق على والده كثيرا.
ويقول محمد "والدي كان يُمزق اللحم أثناء السلخ، ويتأفّف من التقطيع، فتكفلت والدتي بالعملية بعد ما تعلمت أصولها من شقيقها الأكبر عندما كانت عزباء".
وبالإضافة للسلخ، صار الذبح من مهام المرأة أيضا، وهذا ما تفعله الحاجة مريم "55 سنة" من مدينة خميس مليانة.
الحاجة مريم توفي زوجها في حادث مرور، وهي في سن 38 تاركا لها 3 فتيات، ولعدم امتلاكها أشقاء ذكورا ووفاة والدها، قرّرت تعلم مهنة الذبح من عمّها.
وتقول الحاجة مريم "اكتشفتُ أنني أبذر مالا كثيرا للتكفل بالأضحية، فالشخص الذي أكلفه بشراء كبش العيد أعطيه مالا إضافيا، وأعطي مالا لمن ينقلها للمذبح ومالا لمن يُقطعها... فقررتُ تعلم الذبح والسلخ والتقطيع بمفردي".
وحول اقتحام المرأة هذا المجال يقول رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، إنه من الأحسن أن ينوب عنها رجل في الذبح حفاظا على أنوثتها ومشاعرها، موضحا "مثلا في المذهب المالكي لا يجوز أن تتولّى المرأة القضاء، خاصة في المسائل الجنائية، لأنه قد تحكم على شخص بالإعدام، وساعتها يلزم عليها أن تقف لتنفيذ هذا الحكم، إذن هذا المنع هو من باب المحافظة على عاطفة ومشاعر المرأة، التي تتولى دور رعاية الأسرة".
ويضيف قسوم: "ولكن في حال لم يوجد من يتولى عنها الذبح، فذبيحتها مقبولة".
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز