معضلة إسرائيل.. عبور «صراط الرد» فوق هاوية الحرب
يوجه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" معضلة الرد القوي على حزب الله دون الانجرار إلى حرب في لبنان.
وتتواصل الجهود الأمريكية والفرنسية مع إسرائيل ولبنان لإيجاد حل دبلوماسي يوقف النار ويمنع الحرب.
ولكن التقديرات هي أن الأيام القريبة المقبلة ستكون صعبة وتشهد تصعيدا كبيرا.
في غضون ذلك تتواصل الجهود الإسرائيلية لمحاولة الحصول على شرعية دولية للحرب على لبنان وفي ذات الوقت إقناع العالم بأن الصاروخ الذي سقط على مجدل شمس في الجولان إيراني الصنع.
وقال محلل الشؤون العسكرية والأمنية في هيئة البث الإسرائيلية روي شارون: "الكابينت يبحث عن رد يكون مختلفا دون أن يتحول إلى حرب. لست متأكدا من وجود هذه التكنولوجيا".
وأضاف: "عرض الجيش الإسرائيلي على الكابينت بدائل لهجوم في لبنان ردا على مجزرة مجدل شمس، في حين أن الطموح في الحكومة هو: كيف يمكن الرد بقسوة دون التحول إلى حرب؟".
ولكن المحلل في موقع "واينت" الإخباري إيتمار إيخنر قال: "سيوافق "الكابينت" على رد قوي لن يؤدي إلى حرب شاملة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع مع القادة العسكريين واستمع منهم إلى تقديراتهم وخططهم للرد على حزب الله قبل أن يترأس اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر بعد تأخير ساعة ونصف الساعة عن الموعد المحدد.
وقال إيخنر، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "عقد رئيس الوزراء مشاورات مع كبار مسؤولي الدفاع يوم الأحد، حيث عرضوا عليه خيارات للرد الإسرائيلي على هجوم حزب الله على مجدل شمس الليلة الماضية".
وأضاف: "وفي وقت لاحق، اجتمع مجلس الوزراء السياسي الأمني الموسع لمناقشة القضية والموافقة على العملية".
واستدرك: "يعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أنه في حين أن الكابينت سيوافق على رد قاس على المجزرة، فإنه لن يجر إسرائيل إلى حرب شاملة".
وقال إيخنر: " تقول إسرائيل إنه على الرغم من أننا قد ندخل بضعة أيام من القتال، إلا أنها ستكون مجرد "خطوة محدودة" - حتى لو انحرفت عما عرفناه حتى الآن في الحرب الحالية في لبنان".
وأضاف: "يعتقد مصدر إسرائيلي رفيع آخر أنه على الرغم من أن الرد سيكون قاسيا، إلا أنه لن تندلع حرب شاملة. ومع ذلك، قدر أن الهجوم الإسرائيلي من المرجح أن يقابل برد أقسى من المعتاد من حزب الله".
وتابع: "وعدت إسرائيل أمس برد أقسى بكثير من شأنه أن يكلف حزب الله ثمنا باهظا، ولكن من ناحية أخرى، أوضح مصدر إسرائيلي أنه لا توجد نية لإشعال حرب إقليمية".
واستدرك: "وجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في صياغة حل مؤقت يمكن أن يمنع بالتأكيد تصعيدا حقيقيا".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة "إسرائيل اليوم" إنه "على الرغم من احتمال حدوث تصعيد كبير لعدة أيام، فإن إسرائيل ليست مهتمة بحرب ضد حزب الله في الوقت الحالي. والهدف هو إحداث تغيير استراتيجي في الشمال".
الهدف حزب الله
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إن إسرائيل تدرس بدائل مختلفة، وكلها قد تلحق ضررا بحزب الله أكثر مما ألحقته به حتى الآن.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الحاجة إلى انتزاع ثمن من حزب الله حاليا تتفوق على الخوف من حرب شاملة، وأن جميع كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين متفقون على الحاجة إلى الضرب بقوة.
ويضغط وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لضرب أهداف لبنانية ليس لها علاقة بحزب الله ولكن لم يتضح إذا ما كانت الحكومة ستقبل بهذه المطالب.
ضغوط أمريكية وفرنسية
وتتواصل الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا على لبنان وإسرائيل لعدم الانجرار إلى حرب شاملة.
وقال السفير الأمريكي في إسرائيل جاك ليو في تعليق على منصة "إكس" إن الهجوم على مجدل شمس "يشكل تذكيراً مأساوياً بأن التوصل إلى حل دبلوماسي في الشمال أمر ملح".
وأضاف أن جميع الأطراف يجب أن "تلتزم مجدداً بالمسار الدبلوماسي الذي يسمح بعودة السلام والأمن".
وقال محلل الشؤون السياسية في هيئة البث الإسرائيلية عميحاي شتاين: "تعمل الولايات المتحدة على منع التصعيد الإقليمي، بل وأرسلت رسائل إلى إيران عبر دول ثالثة في محاولة لتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة".
وأضاف في تعليق تابعته "العين الإخبارية": "التقييم في الإدارة الأمريكية هو أنه سيكون هناك رد كبير من قبل إسرائيل على كارثة مجدل شمس، ولكن ليس انهيار الأمور بطريقة تؤدي إلى حرب".
وأشار إلى أن "أحد المخاوف الرئيسية للإدارة الأمريكية هو الرد الإسرائيلي في بيروت".
وقال: "خلال ال 24 ساعة الماضية، تحدث مسؤولون أمريكيون كبار مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والإقليميين".
ونقل عن مصدر غربي في بيروت إنه "لا يزال من الممكن منع مواجهة شاملة بين حزب الله وإسرائيل، وكلا الجانبين يفهمان تماما العواقب الكارثية لمثل هذه المواجهة".
وقال دبلوماسيون غربيون لصحيفة "هآرتس" إن هناك جهوداً كبيرة تبذل لمنع الرد الإسرائيلي من إشعال حرب إقليمية، بما في ذلك الضغط على الحكومة اللبنانية لإقناع حزب الله بخفض التصعيد.
وأضافت الصحيفة: "مع ذلك، فإن المصادر الإسرائيلية متشككة في مدى النفوذ الذي يمكن أن تمارسه الحكومة اللبنانية على حزب الله".
وكان الصحفي الإسرائيلي عميت سيغل كتب على حسابه في تليغرام: "لماذا لا تزال بيروت موجودة؟".
الرد على الرد
وبدوره، اعتبر مصدر سياسي إسرائيلي في حديث لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "احتمالات التصعيد الكبير بين إسرائيل وحزب الله تعتمد إلى حد كبير على رد فعل حزب الله على الرد الإسرائيلي المتوقع. وعلينا أن ننتظر ونرى".
وقالت الصحيفة "تعمل الولايات المتحدة مع الحكومة اللبنانية وإسرائيل لضمان منع أي رد فعل من جانب حزب الله قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق، حتى بعد الضربة الإسرائيلية في لبنان".
شرعية للهجوم
في الغضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي البحث عن شرعية للهجوم من خلال محاولة التثبيت بأن الصاروخ الذي سقط على مجدل شمس أطلق من لبنان وهو إيراني الصنع.
وأشار إلى أن الصاروخ الذي سقط في مجدل شمس هو من طراز "فلق" الإيراني الصنع وهو بقطر 240 ملم ومداه 10 كيلومترات ووزن رأسه الحربي يبلغ 50 كيلوغرام.
ونشر صور للصاروخ وشظايا صاروخ قال إنها وجدت في مجدل شمس.
وكان حزب الله نفى إطلاق الصاروخ.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg
جزيرة ام اند امز