حرب بلبنان أم تهدئة بغزة؟.. خيارات إسرائيلية يحسمها عنصر «المفاجأة»
في ذروة اجتماعات أمنية ترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على صاروخ مجدل شمس، صدر بيان من مكتب بنيامين نتنياهو، إلا أنه لم يكن له علاقة بالتصعيد في «الشمال».
ذلك البيان الصادر كان له صلة مباشرة بالرد الذي تبحثه إسرائيل، حول مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
فماذا تضمن البيان؟
بحسب البيان، فإن رئيس الموساد دافيد برنياع عاد من اجتماعه مع الوسطاء في روما، بعد مناقشة الوثيقة التوضيحية المقدمة من إسرائيل بشأن الاتفاق المقترح.
وتابع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: «ستستمر المفاوضات في الأيام المقبلة بشأن القضايا الرئيسية».
وعقد يوم الأحد، اجتماع رباعي بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) دافيد برنياع في العاصمة الإيطالية روما.
وتسلم الوسطاء رد إسرائيل المحدث على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قبيل تسليمه الى حركة "حماس" استعدادا لاستئناف المفاوضات غير المباشرة.
تشاؤم إسرائيلي
وقال موقع "وابنت" الإخباري الإسرائيلي، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "كان الهدف من اللقاء الرباعي هو إنشاء بنية تحتية متفق عليها لصفقة رهائن، لكنها عقدت على خلفية التشاؤم الذي عبرت عنه عناصر في فريق التفاوض الإسرائيلي، بعد أن قدمت إسرائيل الليلة الماضية ردها المحدث على الخطوط العريضة، والذي يتضمن مطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة واستمرار الوجود الإسرائيلي على طول طريق فيلادلفيا (حدود غزة ومصر) وهي مطالب ترفضها حماس بشدة".
وأضاف: "حتى إن مصادر في فريق التفاوض الإسرائيلي تكهنت أمس بأن الوسطاء قد لا يعطون حماس حتى الرد الإسرائيلي الذي سيتم تقديمه".
وتابع: "في هذه المرحلة، هناك أزمة في المحادثات، حيث يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو يتبنى خط معارضي التسوية" في إشارة إلى إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأردف الموقع الإسرائيلي: "تم تقديم الاقتراح الإسرائيلي بعد يومين من لقاء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووعد رئيس الوزراء لعائلات المختطفين بأنه "لن يؤخر الصفقة" وأنه "في غضون يومين سيتم تقديم اقتراح لحماس".
وأشار الموقع إلى أن الأمريكيين طالبوا «بأن يأتي الجواب إليهم أولا لأنهم فهموا أنه سيبدأ بـ(لا)، مضيفًا: «زعمت مصادر في مؤسسة الدفاع أن نتنياهو جلب ماعز من شأنه أن يمنع تنفيذ الصفقة».
رد لبنان واتفاق غزة
ورأت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية أن ثمة صلة بين الرد الذي تدرسه إسرائيل في لبنان وبين المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت: "تأمل إسرائيل أن يغير الرد الوضع في الشمال (لبنان) استراتيجيا، وتقدر أنه سيكون هناك تأثير على صفقة المختطفين (غزة)".
ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "هناك دعم دولي، بقيادة الولايات المتحدة، لرد إسرائيلي على إطلاق حزب الله للصواريخ، وتعتزم إسرائيل التصرف بنطاق العمل الذي تم إنشاؤه ليس فقط كرد محدد، لكن من أجل تغيير الوضع في شمال إسرائيل بشكل استراتيجي".
واستدرك: "نحن أمام أيام من القتال والتصعيد، لكن إسرائيل ليست معنية بالحرب الآن".
وأشار المصدر إلى أن "مناقشة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ليست تكتيكية فقط فيما يتعلق بطبيعة العملية، ولكن استراتيجية".
وقال: "إن طبيعة رد الجيش الإسرائيلي قد تجعل من الممكن في نهاية المطاف إزالة تهديد حزب الله وحتى إجبار المنظمة على وقف إطلاق النار تحت ضغط دولي يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم" في شمالي إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفقا للتقديرات، كان حزب الله حتى ما قبل الهجوم الأخير يضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق".
وقالت: "هناك حاجة الآن إلى رد سيكون أكثر حدة مما اعتاد عليه حزب الله، ومع ذلك، فإن صناع القرار هنا غير مهتمين بالانجرار إلى الحرب في ظل الظروف التي يمليها حزب الله إلا في الوقت الذي ستحتفظ فيه إسرائيل بعنصر المفاجأة".
وأضافت: "وفقا للتقييم، قد يكون هناك الآن عدة أيام من القتال على الحدود الشمالية، والغرض منها هو ضرب حزب الله، ولكن أيضا لمنع المنظمة من مواصلة إطلاق النار على إسرائيل".
وفي إشارة إلى دعم حزب الله لوقف إطلاق النار في غزة، تابعت الصحيفة: "ما انتظروا حدوثه تحت رعاية صفقة في الجنوب (غزة) يمكن أن يحدث الآن بشكل أسرع مما كان متوقعا، كما تزعم إسرائيل".
اتفاق غزة
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "سيكون للتصعيد في الشمال تأثير على الصفقة، وفقا للتقديرات الإسرائيلية. لكننا لا نعرف ما إذا كان هذا سيكون له تأثير من شأنه أن يعجل بالتوصل إلى اتفاق أو يؤدي إلى انفجار في المفاوضات".
وقالت: من المتوقع أيضا أن تتناول مناقشة الكابينت الأمني الليلة التأثيرات المختلفة على الاتفاق مع حماس وعلى الخطوات التالية لإسرائيل".
وأضافت: «ستؤدي القرارات التي يتخذها المجلس الوزاري الأمني بشأن طبيعة العملية في لبنان وكثافتها إلى آثار استراتيجية على الحرب في الجنوب (غزة) وكذلك على الحالة الأمنية في الشمال (لبنان)، من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة متوترة ومهمة لهذا القطاع بأكمله - لأول مرة منذ 7 أكتوبر».
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA==
جزيرة ام اند امز