اليوم الـ72 لحرب غزة.. إسرائيل تتمسك بالتصعيد وضغوط دولية لهدنة دائمة
72 يوما مرت على حرب غزة لم تتوقف فيها نيران المعارك الدامية وأصوات القصف العنيف سوى بضعة أيام خلال هدنة لم تستمر.
ورغم الضغوط الدولية للتوصل لهدنة دائمة، والخسائر المتتالية للرهائن وآخرها 3 بنيران الجيش، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد إصراره على مواصلة ما سماه "الضغط العسكري" على حماس.
- برصاص إسرائيلي.. مقتل امرأة وابنتها في الرعية الكاثوليكية بغزة
- اتفاق أم مواصلة القتال ضد الحماس؟ حرب غزة تقسم الشارع الإسرائيلي
وقال في أعقاب تأكيد حادثة مقتل الرهائن: "شعرت بحزن شديد. أحزن ذلك الأمة بأكملها، لكنه رغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمرا: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا".
وألمحت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اعتزم السلطات الإسرائيلية العودة إلى المفاوضات، خاصة بعد مقتل الرهائن.
تلميحات لم يخفها نتنياهو لكنه لم يتحدث بوضوح عن احتمال استئناف المفاوضات، مكتفيا بالقول: "التوجيهات التي أعطيها لفريق المفاوضين مبنية على هذا الضغط وبدونه لا نملك شيئا".
من جانبها، أكدت حماس، في بيان، على موقفها بـ"عدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء".
ويواجه نتنياهو احتجاجات في تل أبيب لإعادة الرهائن والتوصل لهدنة، آخرها نظمها مئات الأشخاص وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها "أخرجوهم من الجحيم"، وصاح أحد المتحدثين "أعيدوهم إلى ديارهم الآن".
تصعيد في الضفة
وفي الضفة الغربية، لا يزال التصعيد مستمرا حيث تشن السلطات الإسرائيلية هجمات على الفلسطينيين، أسفرت خلال الـ24 ساعة الماضية، عن مقتل 4 أشخاص.
وأعلنت وزارة الصحة عن وصول قتيلين لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، وهما: الشاب وليد عبد الرازق أسعد زهرة (22 عاما)، وأسعد فتحي أسعد زهرة (33 عاما).
وكان الشابان محمود سامر جابر (22 عاما)، وغيث ياسر شحادة (25 عاما)، قتلا فجرا، إثر قصف لمسيرات الجيش الإسرائيلي داخل المخيم، وسط اعتقالات وتدمير للبنية التحتية، واعلان المخيم منطقة عسكرية مغلقة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن "القوات الإسرائيلية تعرقل عمل طواقم الإسعاف والطوارئ من الدخول إلى مخيم نور شمس للوصول إلى الإصابات، واعتقلت متطوعا من سيارة الإسعاف".
وكانت القوات الإسرائيلية داهمت عددا من منازل المواطنين في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس شرق المدينة، وسط سماع دوي انفجارات واطلاق نار مكثف في العديد من الأحياء.
ونشرت القوات الإسرائيلية قناصتها على أسطح البنايات العالية، عُرف من أصحابها عائلتا البطة والسعايدة في المخيم.
في الوقت ذاته، تمركزت دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة في مختلف حارات المخيم وتحديدا في مناطق جبل النصر، وشارع المسلخ، وحارات: المنشية والمحجر والقلنسوة، في الوقت الذي خربت فيه جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية للمخيم عبر تجريف البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
كما اقتحمت القوات ضواحي شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحي الاسكان في ضاحية اكتابا، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها واخضعت سكانها للاستجواب، وقامت بتكسير المركبات المتوقفة في المنطقة.
وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت، في وقت متأخر من مساء السبت، مدينة طولكرم، من الجهة الغربية، مرورا بشارعي المحاكم والسكة، باتجاه شارع نابلس وصولا لمخيم طولكرم، ودفعت تلك القوات بتعزيزاتها العسكرية من حاجز مستعمرة "عناب" شرقا، مرورا من بلدة عنبتا باتجاه المدينة.
وفرضت القوات حصارا مشددا على مخيم نور شمس شرق المدينة، ودفعت بجرافاتها وآلياتها العسكرية على شارع نابلس ودوار ومدخل ضاحية اكتابا باتجاه المخيم، في الوقت الذي دارت فيه مواجهات عنيفة أطلقت خلالها الأعيرة النارية بكثافة، وجرفت ودمرت العديد من الشوارع.
وصباح الأحد، اقتحمت القوات الإسرائيلية ترافقها جرافة ضخمة، المدخل الشمالي لمخيم طولكرم وشرعت في أعمال تجريف للمكان، وسط اندلاع مواجهات وسماع أصوات انفجارات في المنطقة.
وأعلنت القوى الوطنية في محافظة طولكرم، عن إضراب شامل لجميع مناحي الحياة في المحافظة الأحد، حدادا على أرواح قتلى مخيم نور شمس وغزة.
وبمقتل الشابين يرتفع عدد الشهداء في الضفة إلى 295 شهيدا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
غزة.. الدمار مستمر
وفي غزة التي لا تتوافر فيه خدمات اتصالات ولا إنترنت تكشف عن الصورة الكاملة للأوضاع هناك، أفاد سكان باشتداد حدة القتال في وسط مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
ومع حلول ليل السبت، زاد قصف الطائرات والدبابات الإسرائيلية تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو.
وقالت سميرة (40 عاما) وهي أم لأربعة أبناء ونزحت إلى رفح المتاخمة لمصر "كل يوم الوضع بيصير أسوأ من اللي قبله، الأكل بيقل والميه بتصير أسوأ، بس الموت والدمار هم اللي بيزيدوا".
وتزداد الأزمة الإنسانية حدة في غزة، حيث نزح نحو 1.9 مليون شخص، أي 85% من سكان القطاع، عن منازلهم بحسب الأمم المتحدة.
واضطر كثيرون منهم إلى الفرار مرات عدة إلى مناطق مختلفة، ويعانون نقص الغذاء والمياه والدواء وضعف منظومة الصرف الصحي، وسط مخاوف من الأوبئة.
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن الجوع واليأس يدفعان الناس للاستيلاء على المساعدات التي تدخل إلى غزة، محذرة من "انهيار النظام العام".
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني "لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة".
وقف دائم لإطلاق النار
وفي إطار الضغوط الدولية للتوصل لهدنة، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، على "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة "صنداي تايمز" أن "عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا" في هذه الحرب، وحضّا إسرائيل على إنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع، ولكن دائم أيضا".
وكتبا: "علينا أن نفعل كل ما باستطاعتنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى سلام دائم. وكلما أتى ذلك عاجلا، كلما كان أفضل -- الحاجة عاجلة".
ومع ذلك، لفت الوزيران أيضا إلى أنهما "لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائما بطريقة ما، هو السبيل للمضي قدما ويجب على حماس أن تلقي سلاحها".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت، مساء الثلاثاء، بغالبية ساحقة على قرار غير ملزم يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، لكن بريطانيا امتنعت عن التصويت.
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة من حلفائها بشأن حربها في غزة، حيث انتقدت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لها، ما وصفته بـ"القصف العشوائي" الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين.
وشهدت عدة عواصم ومدن أوروبية بينها ستوكهولم السويدية، والعاصمة الألمانية برلين، ومدينة ميونخ، ومدن أوروبية أخرى، مظاهرات تندد بـ"العدوان الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة
كما حمل المتظاهرون لافتات تنادي بـ "مقاطعة إسرائيل" و"الحرية لفلسطين" و"وقف الإبادة الجماعية".
كما انتقدوا الدعم الأمريكي لإسرائيل، متهمين إياها بالمشاركة في "جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة".
اتساع رقعة الصراع
وفي علامات على اتساع نطاق تداعيات الصراع، قالت مليشيات الحوثي اليمنية إنها هاجمت مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر بطائرات مسيرة، وهو هجوم من بين عدة وقائع أفادت تقارير باستخدام طائرات مسيرة فيها بالمنطقة أمس السبت.
وقالت 2 من شركات الشحن الكبرى إنهما ستتوقفان عن استخدام قناة السويس بعدما كثف الحوثي هجماته على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن المدمرة كارني أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر.
وذكرت بريطانيا بدورها أيضا أن إحدى سفنها الحربية أسقطت طائرة مسيرة يشتبه أنها هجومية كانت تستهدف الشحن التجاري.
وكانت حماس اقتادت نحو 240 شخصا نحو قطاع غزة خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين.
ولا يزال 129 رهينة محتجزين في غزة بعد عملية التبادل خلال هدنة الأيام السبعة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، وتعهدت "القضاء" على حركة حماس التي تحكم القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 18 ألفا و800 فلسطيني، تشكّل النساء والأطفال نحو70% منهم، قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب.
aXA6IDMuMjIuMjQ5LjIyOSA= جزيرة ام اند امز