إسرائيل تحرم مسيحيي غزة من الاحتفال بعيد الميلاد
الاحتلال يقرر منع زيارة المسيحيين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، الأماكن المقدسة خلال فترة أعياد الميلاد المجيدة.
منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسيحيين في قطاع غزة من زيارة الأماكن المقدسة في بيت لحم والقدس، ما يحرم المئات من الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن منسق أعمال حكومة الاحتلال، قرار منع زيارة المواطنين المسيحيين من سكان قطاع غزة، إلى الأماكن المقدسة خلال فترة أعياد الميلاد المجيدة.
وذكرت أن القرار اتخذ بسبب معارضة "جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)".
ووفق المتحدثة باسم مكتب الارتباط العسكري الإسرائيلي، فإن "مسيحيي غزة يمكنهم الحصول على إذن بالسفر للخارج لكن لن يُسمح لأي منهم بدخول إسرائيل والضفة الغربية المحتلة".
وقالت المتحدثة: "بناء على توجيهات أمنية سيُسمح لسكان غزة بالسفر للخارج عبر جسر اللنبي (جسر الملك حسين) الحدودي مع الأردن لكنهم لن يزوروا مدنا في إسرائيل والضفة الغربية".
ويحتفل المسيحيون الغربيون بأعياد الميلاد في 25 ديسمبر، في حين يحتفل الشرقيون في 7 يناير.
وتشهد كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس، احتفالات بعيد الفصح المسيحي، تستقطب عشرات آلاف المسيحيين من أنحاء العالم.
الكشف المرفوض
وأكد كامل عياد مدير العلاقات العامة والإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية في قطاع غزة لـ"العين الإخبارية" أنهم تقدموا، الأربعاء الماضي، بكشف لهيئة الشؤون المدنية الفلسطينية يضم أسماء 950 مسيحيا من غزة يرغبون بزيارة الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم.
وذكر أن الهيئة تقدمت بالطلبات للسلطات الإسرائيلية، قبل أن يأتي الرد بالرفض كما أعلن في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ووصف القرار بأنه "صادم ومستهجن"، مشيرا إلى أن القرار الإسرائيلي ليس الأول من نوعه ضد مسيحيي غزة.
تراجع أعداد المسيحيين بغزة
ووفق تقديرات فلسطينية، فقد تراجع عدد المسيحيين في قطاع غزة خلال السنوات الماضية من 6 آلاف إلى 1050 مسيحيا فقط، من أصل مليوني فلسطيني يعيشون هناك.
ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
وشدد عياد على أن زيارة الأماكن المقدسة حق للمسيحيين بغزة وهو مكفول في القوانين.
وقال: "ليس غريبا على الاحتلال منع مسيحيي غزة من الزيارة للأماكن المقدسة.. في السنوات السابقة كانوا يقولون إنهم يقدمون تسهيلات لمسيحيي غزة لكنهم على أرض الواقع كانوا يضعون قيودا مشددة ضدنا".
وأضاف: "إسرائيل تمنح الأجانب تصاريح مرور لزيارة الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة، بينما نحن في غزة نمنع من ذلك الحق.
وناشد الرئاسة الفلسطينية والمؤسسات الدولية المعنية بالحريات الضغط على الجانب الإسرائيلي للعدول عن قرار منعه.
قرار مرفوض
وأدان وليد وهدان مسؤول الإعلام بهيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، القرار الإسرائيلي.
وقال وهدان لـ"العين الإخبارية": "هذا قرار مرفوض، لأن من حق الناس أن يصلوا لأماكن العبادة لأداء عباداتهم بحرّية".
وأشار إلى أن الهيئة ستتابع هذا القرار مع الجهات الإسرائيلية.
إطفاء الفرحة
وعبرت مريم، وهي إحدى المسيحيات من غزة، عن حزنها لقرار المنع الإسرائيلي.
وقالت مريم التي اكتفت بذكر اسمها الأول لـ"العين الإخبارية": إنها كانت تخطط للسفر إلى بيت الضفة للاحتفال بأعياد الميلاد في الأماكن المقدسة مع عائلتها هناك".
وأضافت "الاحتلال يصر على إطفاء فرحتنا بالعيد، ورغم ذلك سنحتفل هنا، فالمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".
قرار مجحف.. هجرة المسيحيين
وقال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية: "هذا قرار مجحف بالنسبة لنا نحن المسيحيين في الأراضي الفلسطينية".
وأضاف عيسى في حديثه لـ"العين الإخبارية": "هذا قرار غير مبرر، وعليه يجب السماح لمسيحيي غزة بزيارة كنيسة المهد ببيت لحم وكنيسة القيامة بالقدس وكل الأماكن المقدسة، مذكرا بأن حرية العبادة مكفولة وحرية الحركة مكفولة حسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ورأى أن هذا القرار يزيد من معاناة المسيحيين ويهدف إلى دفع من تبقى منهم للهجرة من غزة.
وبحسب عيسى؛ فعند وصول الرئيس الراحل ياسر عرفات لقطاع غزة في العام 1994 كان عدد المسيحيين بغزة 3500 من مجموع مليون نسمة في القطاع، أما اليوم فلم يتبق منهم سوى نحو ألف مسيحي بين 2 مليون نسمة.
وأكد أن الأعداد الكبيرة للمسيحيين هاجرت من غزة بسبب الحروب الإسرائيلية على القطاع، والحصار المشدد منذ 13 عاما، فضلا عن القيود التي تفرض على حركة المسيحيين من غزة للضفة خلال الأعياد.
وذكر أن أعداد المسيحيين في الضفة والقدس وغزة تبلغ 39 ألفا و800 شخص، موزعين: 3800 في القدس، 35 ألفا في الضفة، ونحو ألف بغزة، في حين يوجد داخل المدن الفلسطينية في إسرائيل 114 ألف مسيحي.
وقال إن "عدد المسيحيين الفلسطينيين 2.6 مليون يشكل نحو 20% من تعداد الفلسطينيين الذي يتجاوز الـ13 مليون نسمة".
وأشار إلى أن "معظم المسيحيين هاجروا من الأراضي الفلسطينيين جراء سياسات وممارسات إسرائيل".
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز