التصاريح.. قيود إسرائيلية تُكبل مسيحيي غزة في عيد الفصح
قرار الاحتلال عدم إصدار أية تصاريح للمسيحيين، يعكس القيود التي يضعها على الفلسطينيين لعباداتهم في القدس
قيود فرضتها إسرائيل على مسيحيي قطاع غزة، ما منعهم من المشاركة في احتفالات عيد الفصح بمدينة القدس الشرقية المحتلة لهذا العام.
ويعكس قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدم إصدار أية تصاريح للمسيحيين للمشاركة في هذه الاحتفالات القيود التي تضعها إسرائيل على أداء المسيحيين والمسلمين لعباداتهم في المدينة المحتلة
وقال الأب ابراهيم شوملي، أمين سر البطريركية اللاتينية في القدس للعين الإخبارية: "أصبحت العبادة في القدس بتصريح..إن هذا الوضع غير مقبول على الإطلاق".
وأضاف "يجب أن يتمكن الناس من تأدية عباداتهم في أماكنهم الدينية بدون تصاريح".
ويتعين على الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الحصول على تصاريح إسرائيلية من أجل الوصول إلى أماكنهم الدينية في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ودرجت العادة على أن تصدر السلطات الإسرائيلية تصاريح خاصة للمسيحيين للمشاركة في الاحتفالات التي تنظم في الأعياد في كنيسة القيامة بمدينة القدس.
وتعتبر فعاليات عيد الفصح من أهم الاحتفالات الدينية التي تنظم في كنيسة القيامة ويحرص على المشاركة فيها الكثير من المسيحيين من دول العالم.
وفي هذا الصدد، قال شوملي "القدس هي أم كل الديانات ويجب أن تكون مفتوحة للجميع دون تمييز أو تفرقة، ومن حق جميع أبناء شعبنا الصلاة في القدس إلا أن إسرائيل ما تزال تنتهك هذا الحق".
مستطرداً "للأسف لن يتمكن أبناؤنا في غزة من المشاركة هذا العام باحتفالات العيد كون سلطات الاحتلال رفضت إعطاء التصاريح لأي منهم. إن سياسات الاحتلال تلك بلا أدنى شك تهدد الوجود المسيحي في المدينة".
شوملي لفت أيضا، إلى قيام السلطات الإسرائيلية باعتقال فلسطيني في مدينة القدس بتهمة حمله العلم الفلسطيني في البلدة القديمة، مطلع الأسبوع الجاري، وذلك خلال احتفالات أحد الشعانين.
وقال "للأسف لقد عمدت السلطات الإسرائيلية إلى اعتقال فلسطيني لأنه حمل العلم الفلسطيني في أحد الشعانين، قبل الإفراج عنه ولكن بعد ضغوط".
وتابع: "لقد كان احتفالا دينيا ولا يجوز للسلطات الإسرائيلية التدخل".
ولكن هذه الممارسات تعكس واقع المسيحيين في القدس الشرقية والذين يزداد عددهم على مر السنين بسبب الهجرة للتخلص من إجراءات الاحتلال.
نورا كارمي ،المديرة السابقة لمؤسسة كايروس فلسطين والناشطة المجتمعية، قالت لصحفيين خلال جولة بالقدس نظمتها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية إن "طريق الآلام متواصل منذ النكبة إلى ذكرى الاحتلال عام 1967".
وأردفت "الاحتلال يواصل سلب حرية شعبنا وحقوقه المشروعه، فبينما تسمح إسرائيل لأي يهودي كان بالعودة إلى فلسطين والمطالبة باستعادة الممتلكات التي يدعي حيازتها قبل عام 1948، ترفض إسرائيل عودة أي فلسطيني شُرّد قسراً من وطنه والمطالبة باسترداد ما كان يملكه."
بدوره، تحدث يوسف ضاهر، مدير مركز القدس للعلاقات الكنسية، عن قيام إسرائيل بتصعيد عدوانها على القدس ومقدساتها عندما اتخذت قرارا بفرض الضرائب على الكنائس ومحاولتها إقرار قانون يتيح مصادرة أملاكها.
واعتبر أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن القدس شجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ المزيد من الإجراءات المعادية للوجود المسيحي في القدس، مما اضطر رؤساء الكنائس إلى إغلاق كنيسة القيامة لمدة ثلاثة أيام احتجاجاً على ذلك، إلى أن تراجع الاسرائيليون عن سياساتهم".