نتنياهو يغامر بالرهائن ويتجه لـ«احتلال كامل» لغزة

في تطور خطير من شأنه أن يعمّق الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الإثنين أن حكومته اتخذت قرارا بالمضي قدما نحو احتلال كامل للقطاع.
وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو فأن القرار يشمل تنفيذ عمليات عسكرية في جميع أنحاء القطاع، دون استثناء مناطق احتجاز الرهائن، وهو ما يُعد تغييرًا كبيرًا في نهج الحكومة الإسرائيلية التي كانت، في مراحل سابقة، مترددة في استهداف تلك المناطق خشية تعريض الرهائن للخطر، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية..
وفي رسالة مباشرة وذات دلالات حادة، نقل مكتب نتنياهو تعليمات إلى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير، جاء فيها: "إذا لم يناسبك هذا القرار، فعليك أن تقدم استقالتك"، في إشارة إلى وجود تباينات محتملة بين القيادة السياسية والعسكرية حول جدوى المخاطرة بحياة الرهائن في سبيل تحقيق أهداف ميدانية أوسع.
انهيار مفاوضات الدوحة وتعثر صفقة الرهائن
يأتي الإعلان الإسرائيلي عقب شهور من المفاوضات المكثفة التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة دولية شملت قطر ومصر والولايات المتحدة.
وكانت هذه المفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يفضي إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود بعد أن تمسكت حماس بشروط اعتبرتها إسرائيل تعجيزية.
ومن أبرز تلك الشروط، مطالبة الحركة بدخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كخطوة ضرورية لاستئناف التفاوض، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتدمير البنية التحتية للقطاع بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
حماس تنشر مقاطع فيديو "لرهائن يتضورون جوعًا"
وفي خطوة وُصفت بأنها محاولة لممارسة ضغط إنساني وإعلامي، نشرت حماس مقاطع فيديو تظهر عددا من الرهائن الإسرائيليين بحالة صحية متدهورة، ويعانون من الهزال والجوع الشديد، مدعية أن سوء أوضاعهم ناتج عن المجاعة الواسعة التي تضرب مختلف أنحاء القطاع.
هذه المقاطع أثارت موجة من الغضب داخل إسرائيل، وزادت من الضغط الشعبي على حكومة نتنياهو للتحرك بسرعة، سواء عبر الحسم العسكري أو التوصل إلى تسوية فورية تؤدي إلى تحرير الرهائن.
المساعدات الإنسانية كورقة تفاوضية بيد حماس
في سياق متصل، وافقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تكثيف جهودها لإيصال مساعدات إنسانية مباشرة إلى الرهائن المحتجزين، بالتنسيق مع مؤسسة غزة الإنسانية التي تعمل على تسهيل إدخال المعونات إلى داخل القطاع.
إلا أن رد حماس كان حازمًا، حيث أكدت أن تلك المساعدات لن تصل إلى الرهائن ما لم تفتح إسرائيل ممرات إنسانية دائمة وتوقف "جميع أشكال التحليق الجوي" خلال عمليات تسليم الطرود، في إشارة إلى الطائرات بدون طيار والمقاتلات التي تملأ سماء غزة على مدار الساعة.
تصعيد جديد.. ومخاوف دولية
ويرى مراقبون أن قرار نتنياهو يمثل تصعيدا نوعيا في الصراع، ويُنذر بمرحلة جديدة أكثر دموية قد تقضي على ما تبقى من الآمال في التوصل إلى تسوية سياسية.
كما يثير القرار قلقًا متزايدًا في الأوساط الدولية، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من وقوع كارثة إنسانية شاملة في غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.